ما هو التعلق الرافض؟ أسبابه وطرق العلاج
ما هو التعلق الرافض؟
فيما يخص ما هو التعلق الرافض؟ فهو يبدأ في التكون لدى الإنسان من سن الطفولة، عندما ينشأ بين مربين أو والدين أو غيرهم من الأشخاص المسؤولين عن رعايته، وتربطه بهم علاقة غير مستقرة لا يتبادل معهم فيها بشكل عاطفي معظم فترة طفولته، خاصة وأن تلك المرحلة من عمر الإنسان يصبح لديه رغبة كبيرة في التقرب من الأشخاص المربين له، وفي حالة كبت أو إيقاف التعبيرات العاطفية ومشاعرهم بشكل سريع يتولد لدى الطفل إدراك بأن مشاعره ستقابل بالرفض من جانب والديه أو الأشخاص المقربين له، ومن ثم يتأقلم ببساطة مع تلك العلاقة والتي تعرف باسم التعلق الرافض أو التجنبي، وعندما لا يتم إشباع حاجة الطفل من الارتباط والتقرب الجسدي والعاطفي، يتوقف الطفل الذي يتم تجنبه طوال فترة طفولته عن إظهار مشاعره والتعبير عنها.
ما هو التعلق الرافض وأسبابه؟
الاحتياجات العاطفية المفرطة لدى الطفل من الممكن في كثير من الأحيان أن تشعر الوالدين بالإرهاق والإنهاك والقلق مما قد يدفعهم في كثير من الأحيان إلى عزل أنفسهم من الجانب العاطفي، وبالتالي يحدث لديهم تجاهل لهذا الاحتياج العاطفي لدى الطفل، فعندما يعبر الأطفال عن حاجتهم إلى الحنان والمواساة يبتعدون عنهم، وفي الغالب يتكون لدى هؤلاء المربين أو الوالدين مشاعر قاسية فيتجاهلون أطفالهم خاصة عندما يمرون بحالات تزيد من احتياجهم العاطفي مثلا عند الخوف أو المرض أو الإصابة.
فهذا المرّبي أو الوالد الذي يتبع سلوك تجنبي لدى طفله يساهم في تثبيط التعبيرات الظاهرة لديه، مثل البكاء عند الشعور بالحزن أو الهتاف الصاخب عند الفرح، ومن أبرز التصرفات التي تزيد من حالة التعلق التجنبي لدى الطفل:
- رفض بكاء الطفل بشكل دائم أو لأي تعبير يصدر منه عند الخوف أو الإحباط.
- كبت تعبيرات الطفل عن مشاعره المختلفة بكلمات منها توقف عن البكاء والصراخ أو أنضج قليلاً.
- عند إظهار الطفل علامات تعبر عن خوفه أو حزنه يقابله المرّبي بالابتعاد أو الغضب.
- التعمد في إحراج الطفل عندما يبدأ في التعبير عن مشاعره.
- يستمر الوالد أو المرّبي في توقع مستوى عالي من الوعي العاطفي لدى الطفل.
كيف يبدو التعلق التجنبي؟
- من الممكن أن يتطور التعلق الرافض ويتم تشخيصه باكراً عند الأطفال الرضع.
- فمن التجارب والمحاولات التي سعى إليها الباحثين لتقييم التعلق عند الأطفال الرضع، جعل الوالدين يغادرون الغرفة التي يلعب بها الطفل الرضيع، وبمجرد أن يلاحظ الطفل الذي يتمتع بتعلق آمن وارتباط عاطفي صحي غيابهم يشرع في البكاء، وعندما يعودون إلى الغرفة يسرع إلى أحضانهم ويهدأ فوراً.
- بينما للرضيع الذي يبدو عليه سلوك تعلق تجنبي، يهدئ بمجرد مغادرتهم الغرفة وعندما يعودون يتجنب الطفل ويقاوم جميع أشكال الاتصال الجسدي معهم.
- وعلى الرغم من إظهار الأطفال المتجنبين عدم حاجتهم إلى والديهم أظهرت الاختبارات أنهم يشعرون بحالة قلق عند فصلهم عنهم مثل الأطفال الذين يتمتعون بتعلق آمن ولكنهم لا يظهرون مشاعرهم.
- وكلما ازداد عمر الأطفال المتجنبين يبحثون عن طرق تساعدهم في تهدئة أنفسهم في محاولة منهم لكبت مشاعرهم وتجنب اضطرارهم للبحث عن ارتباط أو دعم خارجي.
- وفي سن البلوغ يواجهون في كثير من الأحيان صعوبة بالغة في التواصل مع الآخرين، وفي الغالب أيضاً يتجنبون تقرب الآخرين منهم عند الاستمتاع برفقتهم.
- وذلك يعود إلى اعتقادهم بعدم حاجتهم إليهم أو اعتقادهم بأنهم لا يفترض بهم الاحتياج إلى الآخرين.
هل يمكن منع التعلق الرافض؟
لضمان الحصول على ترابط آمن مع الأطفال الصغار، يجب الانتباه جيداً إلى كيفية إشباع احتياجاتهم العاطفية، وإلى طبيعة ردات الفعل التي يصدرها المرّبين أو الوالدين عند تعبير الأطفال عن مشاعرهم.
ففي البداية يجب توفير للطفل الاحتياجات الأساسية من الطعام والملجأ والقرب الدافئ والحميمي، بالإضافة إلى أهمية حمل الطفل وتهدئته عند البكاء.
علاج التعلق الغير آمن لدى الأطفال
بعد ما تعرفنا على ما هو التعلق الرافض وأسبابه؟ نتجه إلى العلاج, وذلك لأنه من الممكن تدخل المختصين النفسيين في تلك الحالة عندما يحتاج المربين إلى تكوين اتجاهات تربوية مناسبة، وبالتالي مساعدتهم في التخلص من مشكلة التعلق الرافض عند أطفالهم والتي تنتقل عبر الأجيال أي من الوالدين إلى الأبناء وهكذا، خاصة وأن الباحثون أشاروا إلى أن المربين الذي يتبعون نمط من التعلق الغير آمن لدى أطفالهم، هم في الأساس أولئك الأطفال الذين يتمتعون بتعلق رافض أو تجنبي منذ الطفولة المبكرة لديهم.
وفي تلك الحالة يطلب المختص النفسي من المرّبي أن يتأمل طفولته بشكل عقلاني والبدء في اكتساب قدرة للتعبير عن مشاعرهم بشكل لفظي وتكوين روابط حميمية، ثم البدء في تقديم مشورة ودعم مناسب.
العلاقة بين التربية المتشددة وأنماط التعلق
أظهرت العديد من النتائج والاختبارات أن الشباب الذين تعرضوا لنمط تربية متشددة أثناء طفولتهم يفضلون العزوبية ويتجنبون الزواج، في دليل واضح بين وجود علاقة كبيرة بين التربية المتشددة وظهور أنماط تعلق رافض أو غير آمن في علاقات الشباب مع والديهم والشريك العاطفي.
وذلك يشير إلى أن الشاب الذي تعرض للتجنب الشديد في التعلق يفضل العزوبية، وذلك يقود إلى افتراض تسبب التربية المتشددة نمط التعلق التجنبي الخائف.
وبالتالي ينشأ التجنب في التعلق من عجز الأبوان عن تقديم الرعاية الكافية لأبنائهم أثناء الطفولة.
ونتيجة لذلك نجد هناك مفارقة كبيرة في كون التربية المتشددة عبارة عن تقصير تربوي وفشل الآباء أثناء الفترة الأولى من تربية الأطفال من فهم حاجات أبناؤهم، خاصة عند سن المراهقة ويبدأ تولد شعور لديهم من اعتمادهم على أنفسهم واستقلال قراراتهم واحتياجاتهم إلى دعم الآباء، مما يؤدي إلى تشوه أنماط التعلق لديهم ويولد زيادة في مشاعر القلق والتجنب.
طرق التغلب على أسلوب التعلق الرافض
- يجب التعرف الجيد لما يعنيه أسلوب التعلق الرافض.
- إدراك أن هذا الأسلوب غير صحي ولا يجب أن يستمر طوال الحياة.
- الضرورة إلى مشاركة عواطفك عند الشعور بالحاجة إلى كبتها.
- بذل جهد كبير في حل النزاعات بشكل سريع عندما تنشأ بين الشخص المصاب بالتعلق التجنبي وبين شريكه العاطفي.
- أسأل الناس عن مشاعرهم الحقيقة والاستماع إلى ردود أفعالهم.
- التحقق من صحة مشاعر شريكك العاطفي.
- أخبر شريك حياتك أن تكافح وتبذل جهد كبير في التعبير عن مشاعرك.
- ابحث عن طرق فعالة في إظهار حبك ومشاعرك لشريك حياتك.
- أرفض السماح لنفسك بالانعزال أو الانغلاق.
- كون صداقات جديدة وابحث عن أنشطة جديدة تمنحك من الانخراط والتعاون مع الآخرين.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_18678
المراجع
-
, Potential Regulatory Elements Between Attachment Styles and Psychopathology: Rejection Sensitivity and Self-esteem
,
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6732807/ -
, What is Rejection Attachment?
,
https://www.goodencenter.org/what-is-rejection-attachment/