كتابة :
آخر تحديث: 02/03/2022

ما هو الغضب؟ وما هي أسبابه؟ وكيفية التعامل معه

يعتبر الغضب واحدا من المشاعر الخطيرة التي تجعل الشخص يتصرف تصرفات مؤذية له ولغيره، وذلك في حال لم يسيطر الشخص على غضبه أو جعل الغضب يقوده لمثل هذا النوع من التصرفات. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن ما هو الغضب.
كل شخص على الكرة الأرضية يخابر كل أنواع المشاعر السلبي منها والإيجابي، ويعتبر الغضب واحدا من المشاعر السلبية ذات التردد المرتفع على سلم الوعي للدكتور ديفيد هاوكينز، وهو شعور مدمر للشخص في حال لم يتحرر الشخص منه، كذلك يسبب المرض العديد من الأمراض الجسدية مثل ارتفاع ضغط الدم، والقولون العصبي.

ما هو الغضب؟

الغضب هو عبارة عن شعور يشعر به الشخص عندما يكون مهددا أو يتعرض للخطر أو تعرض بالفعل للخطر.

كما أن الغضب يمكن الشعور به عندما يكون الشخص في حالة شديدة من التوتر والقلق نتيجة التعرض لموقف صادم وصعب.

وهذا الموقف شعر فيه الشخص بالعجز أو عدم القدرة على السيطرة، ومن ثم يشعر الشخص بالغضب تجاه نفسه والآخرين.

بالإضافة إلى أن الغضب من الممكن أن يشعر به الشخص نتيجة توجيه لوم تجاه نفسه أو لوم من الآخرين له.

كذلك يشعر الشخص بالغضب الشديد بسبب الشعور بالكبت العاطفي أو كبت مشاعر الاستياء والرفض لبعض الأفكار والمعتقدات الخاصة بالمحيطين به أو الخاصة بالوعي الجمعي للمجتمع.

من الممكن جدا أن يعبر الشخص عن غضبه واستياءه بشكل معقول وغير مبالغ فيه خاصة مع الآخرين الذين آذوه، وهذا الأمر مقبول إلى حد ما.

أما في حال خرج غضب الشخص عن السيطرة خاصة في حال تعرض لتهديد أو إيذاء متعمد من الآخرين فهنا مكمن الخطورة.

ومن الممكن أن يتطور الأمر إلى أمور خطيرة أو لا تحمد عقباها مثل التعدي على الآخرين سواء بالقول أو الفعل.

ومن الممكن أن يصل الأمر إلى ارتكاب الجرائم مثل جرائم القتل أو السرقة أو الاغتصاب.

أسباب شعور الشخص بالغضب

في البداية يجب التأكيد على أمر غاية في الأهمية ألا وهو أن الغضب أنواع أو درجات تختلف من حيث الموقف أو السبب الذي أشعل الغضب بداخل الشخص.

فهناك على سبيل المثال الغضب الأخلاقي، وهو الغضب الناتج عن تعرض الشخص لظلم كبير أو شعور الشخص بالظلم الذي وقع على غيره.

مثل منظمات حقوق الإنسان التي تغضب بشكل ما أو تثير غصب ما على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذلك بسبب القمع الذي يحدث لفئة معينة من البشر في دولة ما بسبب الاختلاف العرقي أو الديني وما شابه.

فهذا النوع من الغضب يتم توجيهه بشكل إيجابي من أجل الحصول على حقوق معينة من البشر يمارس عليها نوع من أنواع القهر والظلم.

كذلك الأمر بالنسبة للشخص الذي تعرض للظلم فهو يغضب بشكل ما من أجل الحصول على حقه من الآخرين أو يرد أذى أو ظلم ما وقع عليه.

فهذا النوع من الغضب محمود نوعا ما لأن الشخص يقوم به بوعي أو بحدود معينة من أجل عمل أمر إيجابي سواء له أو لغيره.

هناك نوع آخر من أنواع الغضب وهو الغضب الناتج عن تعرض الشخص أو مجموعة معينة من البشر لانزعاج شديد.

وهذا الغضب يكون ناتجا بسبب شعور الشخص بالإحباط وخيبة الأمل بسبب عدم حدوث ما كان يتوقعه سواء من نفسه أو من الآخرين تجاهه.

كذلك يشعر الشخص بهذا النوع من الغضب بسبب تعرض الشخص لضغط ما أو موقف صادم له في العمل أو من رئيسه في العمل أو من الزوجة أو الزوج.

ومن الممكن أيضا يكون هذا الغضب ناتجا عن تركيز الشخص على السلبيات بشكل متكرر ويومي، ويرى الأمور بنظرة تشاؤمية.

هناك نوع آخر من الغضب، وهو الأخطر على الأطلاق ألا وهو الغضب المدمر أو الذي يكون بهدف الاعتداء والتعدي على الآخرين.

هذا النوع من الغضب ينتج نتيجة شعور الشخص بالنقص والدونية والضعف والخوف من فقدان السيطرة.

كما يشعر الشخص الغاضب هنا أنه سينكشف على حقيقته أو ستكشف عيوبه أمام الآخرين.

ومن هنا يبدأ في صب غضبه عليهم بشكل غير مباشر من خلال التلاعب بهم أو تخويف وتهديد الآخرين حتى يخضعوا له.

كما يستخدم الشخص الغاضب هنا التنمر والتعنيف كأسلوب من أساليب السيطرة على الآخرين، وإضعافهم حتى يشعر بالهدوء والسكينة.

كيفية التعامل مع الغضب

بعدم التعرف على ما هو الغضب وأسبابه نأتي لنقطة كيفية التعامل معه حيث توجد العديد من الطرق التي يمكن للشخص من خلالها التعامل مع شعور الغضب بحكمة واتزان.

كذلك من المهم جدا الاستمرار على واحدة من هذه الطرق عدة أيام أو لفترة معينة حتى يبدأ شعور الغضب أن يزول أو يختفي تماما.

وهذه الطرق هي:

أولا: ممارسة الرياضة

من الجيد أن يختار الشخص الذي يشعر بالغضب نوعا من أنواع الرياضة لممارسته.

ويقول علماء علم النفس أنه من الأفضل أن تكون هذه الرياضة عنيفة مثل الملاكمة.

حتى يفرغ الشخص كل الغضب الذي يشعر به، ويجب أن يضع الشخص نية بذلك قبل ممارسة الرياضة.

يعتبر المشي واحدا من الأمور التي تجعل الشخص يشعر بالاسترخاء والهدوء، ويفرغ شحنة الغضب المخزنة بداخله.

ثانيا: الماء والملح الصخري

من الأمور التي ينصح بها علماء الطاقة هو عمل حمام طاقي بالماء والملح الصخري.

وذلك من خلال جلوس الشخص في حوض الاستحمام المملوء بالماء الساخن أو الدافئ مع كوب أو كوبين من الملح الصخري.

وذلك بنية تفريغ شحنة الغضب الموجودة داخل الشخص، ويجلس الشخص في هذا الحمام لمدة نصف ساعة تقريبا أو حتى يشعر أنه مسترخي تماما وهادئ.

ثالثا: ممارسة تمارين الاسترخاء

من التمارين التي تساعد على الاسترخاء وتحرير شعور الغضب التأمل واليوغا.

وهناك الكثير من أنواع التأمل التي تساعد على التحرر من الغضب أو الأشخاص الذين تسببوا في هذا الغضب.

كما يوجد تأملات عديدة لهذا الأمر موجودة بشكل مجاني على اليوتيوب لكبار المدربين في مجال الوعي والتنمية البشرية.

وينصح بعدم الاستماع إلى التأملات التي تحتوي على مانترا غريبة أو السبليمنال لأنها من الممكن أن تبرمج عقل الشخص اللاواعي على أمور معينة.

ولذلك من المهم جدا اختيار المدرب الشهير أو المعروف والمحترف في عمل تأملات التحرر من الغضب.

كذلك تعتبر اليوجا من الأمور التي تفرع الغضب المكبوت داخل الشخص، ومن الممكن المتابعة مع أحد المدربين المتخصصين في هذا الأمر لعمل تمارين يوجا معينة للتخلص من الغضب، كذلك يقوم المدرب باختيار التمرين المثالي أو المناسب للحالة الصحية والجسدية للشخص.

رابعا: الاستعانة بمتخصص في مجال الطب النفسي

من الطرق الأفضل في التعامل مع الغضب بشكل فعال هو الاستعانة بطبيب أو أخصائي نفسي ماهر ومحترف.

يساعد الشخص على اقتلاع جذور هذا الغضب من العقل اللاواعي، وذلك من خلال استخدام العديد من التقنيات مثل البرمجة اللغوية العصبية.

وهذا الأمر يتطلب شجاعة من الشخص وإرادة، ويتطلب أيضا صبر لأن الأمر سيستغرق وقتا معينا.

أو عدة جلسات حتى يشعر الشخص بأن متحررا من هذا الشعور السلبي.

كانت هذه بعض المعلومات التي توضح ما هو الغضب، وأسباب شعور الشخص بهذا الشعور المدمر، وكيفية التعامل مع هذا الغضب، ونستنتج في النهاية أن هذا الشعور يجعل الشخص غير سعيد في حياته، و يجلب له سوء الحظ، بالإضافة إلى أنه يسبب الكثير من الأمراض النفسية والجسدية التي تجعل الشخص غير منجزا في الحياة، ويعيش في ترددات سلبية بصفة مستمرة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ