ما هي أسباب الخوف من الموت؟ وكيفية علاج هذا الخوف؟
جدول المحتويات
ما هو الخوف من الموت؟
يقول علماء وأطباء الطب النفسي أن الخوف من الوفاة أو الموت هو عبارة عن شعور كبير بالقلق من الموت.
أو خوف من الطريقة التي سيموت بها الشخص أو من لحظة خروج الروح أو الاحتضار كما يطلق عليها البعض.
وعلى أثر هذا القلق يصاب الشخص بحالات شديدة من الفزع والخوف الشديد من الموت.
أو قد يصاب الشخص بنوبات قلق واكتئاب حاد بمجرد أن عرف أن أحد ما يعرفه قد مات، أو رأي حادث موت سواء في التليفزيون أو حادث حقيقي وقع أمامه.
ومن ثم يشعر الشخص بسبب هذا الخوف أنه مقيدا في الحياة، وغير قادر على الإنجاز أو العيش بسلام مع فكرة الموت نفسها أو مع الحياة بشكل عام.
أسباب الخوف من الموت
توجد الكثير من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى إصابة الشخص بوسواس الخوف من الوفاة أو الموت.
وهذه الأسباب تتمحور حول:
- خوف الشخص من المجهول
البشر عادة يخافون من أي أمر مجهول أو في علم الغيب أو المستقبل بشكل عام.
ونظرا لأن معظم البشر لا يعلمون ما هي حقيقة الموت، وما هي الحياة الآخرة أو حياة ما بعد الموت.
فإن الموت بالنسبة للكثيرين أمر مجهول، وأي أمر مجهول بالنسبة للعقل البشري به تهديد وخطر، ومن هنا ينشأ الخوف.
بالإضافة إلى بعض المعتقدات الدينية عند الكثيرين الخاصة بالموت والحياة في البرزخ، والجنة والنار.
والتي جعلت الكثيرين ينظرون نظرة سلبية للدين والله والموت، وهو الأمر الذي يزيد من خوفهم من هذا المجهول.
- الخوف من فقدان القدرة على السيطرة على الأمور
يعتقد البشر لسبب أو لآخر أنهم هم المسيطرون على أنفسهم أو مجريات الحياة أو الأمور من حولهم.
وبمجرد أن يدرك الشخص أن هناك موت، وأن الروح تخرج من الجسد بأمر ربها بدون علم للإنسان بذلك أو معرفة بميعاد موته.
وأن لحظة الموت هي لحظة يكون الإنسان فيها فاقد السيطرة على نفسه، وأن هناك خالق عظيم هو من يتحكم فيه.
ومن هنا يشعر الشخص بالخوف، وبأنه مخلوق ضعيف لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا، وأنه روحه ملك لخالقه.
ويعي الإنسان جيدا أنه عندما يحين موعده أو لحظة وفاته فلن يكون قادرا على تأخير هذه اللحظة أو تأجيلها.
وقد جاء في كتاب الله عز وجل ما يؤكد ذلك، حيث يقول الله تعالى: " وإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ".
- الخوف من سكرات أو آلام الموت
عندما يدرك الشخص أن هناك ما يسمى بالموت، يدرك أن معه سكرات أو آلام.
وبغض النظر عن ما وصل لهذا الشخص من أفكار ومعتقدات عن تلك الآلام والسكرات.
إلا أن كلمة ألم بمفردها سواء كان هذا الألم في الموت أو ناتج عن مرض ما تعني الكثير عن البشر.
فالألم برمجة معينة مزروعة في العقل اللاواعي للإنسان، وبمجرد أن يُذكر أمامه كلمة ألم، يبدأ في الشعور بالخوف والقلق والتوتر.
لأنه لا يعلم ما مدى قوة هذا الألم، وهل سيقدر على تحمله، وهل هناك من ينقذه من هذا الألم أم لا.
- الإصابة بأمراض معينة أو أمراض خطيرة
عندما يعلم الشخص بأنه مصاب بمرض خطير مثل السرطان، فإنه يبدأ في الخوف من أن يموت.
خاصة إذا كان هذا الشخص لديه أطفال أو أسرة يعولها أو أنه ما زال صغيرا في السن، ولديه رغبات وطموحات في الحياة يرغب في تحقيقها.
كيفية علاج الخوف من الموت
بعد التعرف على الأسباب التي تجعل الشخص خائفا من الموت، فمن الممكن علاج تلك الاسباب من اجل التقليل من هذا الشعور، والتصالح مع فكرة الموت نفسها.
ويكون ذلك من خلال عدة أمور منها:
أولا: الاستعانة بأحد الأطباء والمتخصصين في مجال الطب النفسي
فهؤلاء الأشخاص من الممكن أن يساعدوا الشخص في معرفة السبب الرئيسي وراء شعوره بالخوف من أن يموت، ومن ثم البدء في علاج هذا السبب.
وذلك عن طريق الكثير من الطرق، والتي منها:
- جلسات العلاج النفسي أو جلسات العلاج المعرفي السلوكي.
- تناول الأدوية والعقاقير الطبية التي تقلل من حدة التوتر والخوف التي يشعر بها المريض تجاه فكرة الموت.
- استخدام البرمجة اللغوية العصبية في تعديل فكرة الموت عند الشخص، ومن ثم تغيير شعوره بالخوف تجاه الموت او التصالح مع فكرة الموت نفسها.
ثانيا:علاج الصدمات
يقول أطباء علم النفس والتنمية الذاتية أنه من الممكن أن يكون السبب الرئيسي وراء خوف الشخص من الوفاة أو الموت هو تعرضه لصدمة في الطفولة متعلقة بالموت.
وهذه الصدمة كونت عند الطفل في عقله اللاواعي أفكار ومشاعر سلبية عن الموت، والتي تخزنت وتراكمت به لفترات طويلة.
وعند تعرض الشخص لصدمة في الكبر مشابهة تماما لصدمة الطفولة مثل موت أحد الأصدقاء أو شخص عزيز عليه.
يبدأ شعور الخوف من الوفاة أو الموت في الظهور شيئا فشيئا عند هذا الشخص حتى يصبح مسيطرا عليه.
وهذا الخوف أو الصدمة التي تعرض لها الشخص في الكبر ما هي إلا رسالة له تقول له أن هناك صدمة مخزنة في اللاوعي عن الموت.
وهذه الصدمة حان وقت التحرر منها ليختفي شعور الخوف من الوفاة أو الموت من حياة الشخص.
وهنا الشخص من الممكن أن يستعين بأحد الأخصائيين النفسيين أو أحد المعالجين الشعوريين لفك هذه الصدمة.
وإذا كان الشخص قويا أو لديه إرادة وعزيمة قوية على التغيير أو التخلص من هذا الخوف.
فمن الممكن أن يقوم بتحرير مشاعر الصدمة التي تعرض لها في الطفولة بنفسه من خلال بعض التقنيات الخاصة بذلك.
والتي من الممكن التعرف عليها، ومعرفة كيفية تطبيقها من خلال بعض مدربي التنمية الذاتية أو الأطباء في علم النفس.
والذين يقدمون محاضرات مجانية على قنواتهم الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي أو اليوتيوب عن تقنيات التحرر من المشاعر السلبية.
والأساليب والطرق الصحية لتحرير المشاعر السلبية المكبوتة بداخل العقل اللاواعي للإنسان.
ثالثا: ممارسة تمارين الاسترخاء
من الأمور التي تساعد في علاج الخوف والقلق من الموت:
- ممارسة التأمل.
- ممارسة تمارين اليوجا.
- ممارسة التنفس الواعي أو الصحيح.
ويمكن البحث عن أفضل طرق التأمل والتنفس في موقع اليوتيوب.
حيث يقدم الكثيرون من الممارسين لهذه التقنيات العديد من الجلسات المجانية في التأمل والتنفس الصحيح التس تساعد على الاسترخاء، والتحرر من الخوف.
بالإضافة إلى أن هناك مدربين في اليوجا يقدمون بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء.
وهذه الأمور يجب الاستمرار والانتظام عليها لفترات عديدة، حتى تؤتي ثمارها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14568