كتابة :
آخر تحديث: 20/04/2022

مفهوم الاحتواء الشامل وكيفية تحقيقه

وهناك شروط يجب توافرها لكي يتحقق هذا الهدف، حيث أنه يشترط وضوح المسؤولية لدى القائمين على إدارة المؤسسة التعليمية، ومن الناحية الإجرائية فقد تم تعريفه بطريقة بسيطة وهي تربية وتعليم الأطفال غير العاديين في المدارس العادية مع تزويدهم بخدمات التربية الخاصة، وهو بذلك يهدف إلى تأهيل الأطفال ذوي الإعاقات البسيطة ليكونوا قادرين على العيش في المجتمع بشكل يؤهلهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية بدون مساعدة من آخرين، أو على الأقل بأعلى نسبة للاعتماد على أنفسهم، لهذا سنتحدث في هذه المقالة وفي موقع مفاهيم عن هذا الموضوع بالتفصيل.
مفهوم الاحتواء الشامل وكيفية تحقيقه

مفهوم الاحتواء الشامل من التوجهات الحديثة

يعد التعليم الشامل من التوجهات الحديثة في التعليم والتي تهدف إلى تلبية احتياجات جميع المتعلمين بغض النظر عن إعاقتهم ضمن مدارس التعليم العام من خلال الاستشارة والعمل الجماعي للفريق متعدد التخصصات، وتقديم التكيفات والتسهيلات للطالبات والطلبة وفق برنامج تربوي مخصص لذلك يتم إعداده وفقاً للاحتياجات المتعارف عليها في هذا الشأن لهذا:

  • وهذا الإعداد لذوي الإعاقات يتم وفق فهم لاحتياجات الأطفال، وفهم لسلوكياتهم وطبيعة إعاقة كل طفل، فمن الظلم أن يتم معاملة كل الأطفال ذوي الإعاقة معاملة واحدة بمنهج واحد، حيث إن لكل طفل إعاقته الخاصة ومستوى إعاقته الخاصة.
  • والهدف من مفهوم الاحتواء الشامل هو تحقيق التعليم المنصف والشامل للجميع بدون استثناء مع مراعاة الفروق الفردية الناتجة عن اختلاف أنواع الإعاقة المختلفة بين كل طفل وآخر، بحيث أن لا يمثل هذا الاختلاف والتباين في أنواع الإعاقة تضحية بهدف التعليم المنصف والشامل للجميع.
  • كما أن إتاحة فرصة التعليم طوال العمر للأطفال ذوي الإعاقة هدف كبير يجب الحفاظ عليه، حيث أن هناك بعض أنواع الإعاقة قد لا تنجح في تحصيل العلم في بداية مرحلة الطفولة ولكن قد تؤهلها قدراتها بعد ذلك إلى التعلم في سن متقدمة، فيجب أن يكون النظام التعليمي مؤهلاً بحيث يسمح لتلك الحالات لدخول التعلم بمراحله المتقدمة.

المخاوف من تطبيق الدمج الشامل

إن هناك نوع من المخاوف التي تنتاب بعض أصحاب النظريات التقليدية في الدمج، حيث أن الاحتواء الشامل يعني بالنسبة لهم مساواة الأطفال ذوي الإعاقات البسيطة مع الأطفال العاديين في منظومة التعليم، وهذا يمثل مجازفة كبيرة من وجهة نظرهم، حيث أن قدراتهم قد لا تتحمل عبء نوعية التعليم العادي لهذا:

  • ولكن من جهة أخرى فإن الأطفال ذوي الإعاقات البسيطة لهم الحق في عدم التفرقة بينهم وبين الأطفال العاديين إذا ما كانت قدراتهم تؤهلهم للتعلم بنفس الأسلوب وبنفس الطريقة.
  • فهناك شعور بالظلم ينتاب أصحاب تلك النوعية من الإعاقات، حيث أنهم يريدون إثبات أنهم قادرين على خوض تجربة التعليم دون تفرقة مع أصحاب القدرات العادية، وهذا الشمول في توحيد أسلوب التعلم يحقق للجميع الأهداف التربوية السليمة.

عيوب احتواء ودمج الأطفال في الأسلوب التقليدي

إن احتواء الأطفال ذوي الإعاقات بالأسلوب التقليدي المتمثل في عزلهم في فصول وحدهم بعيداً عن الأطفال العاديين له عيوبه القوية التي لا يمكن تجاهلها بأي شكل من الأشكال والتي يجب دراستها والتأني فيها، ومواجهتها بأسلوب الاحتواء الشامل لذوي الإعاقات البسيطة لهذا:

  • فلنا أن نتخيل طفلاً يتم عزله عن الاتصال والتواصل مع الأشخاص الطبيعيين في المدرسة، وأن يكون تعامله محصوراً على نوعية معينة من التعاملات، رغم أن قدراته تؤهله للتعامل مع الأشخاص العاديين.
  • فإن الضغط النفسي الكبير الذي يتعرض له هذا الطفل صاحب الإعاقة البسيطة لا يستهان بها بأي حال من الأحوال حيث أن حرمان الطفل من المساواة مع الأطفال العاديين له أثره السلبي.
  • فهو يتم حرمانه من المناخ الصحي السليم الذي يشعر به المرء مع أقرانه، من تعاون وحب وارتقاء في مستويات المهارات الاجتماعية والإنسانية بشكل طبيعي، فإذا كنا نعزل أصحاب الإعاقات لحمايتهم فإننا في نفس الوقت نحرمهم من الحياة الطبيعية.

اكتمال الحقوق والواجبات للمعاقين

من أهم شروط الاحتواء الشامل اكتمال الحقوق والواجبات بحيث أن الطفل الذي يثبت قدرته على أداء الواجبات بشكل سليم فإنه من حقه أن ينال كافة الحقوق المتساوية مع أقرانه بشكل حاسم لهذا:

  • وتطبيقاً لذلك فالطفل الذي يثبت قدرته على الحفظ والاستيعاب والفهم بشكل مقبول للمواد الدراسية التي يدرسها أقرانه العاديين فإنه من حقه الالتحاق بنفس نوعية التعليم.
  • إن التفرقة بين الأطفال في تلك المسألة لها آثار سلبية كبيرة على المجتمع ككل، حيث أن هناك طاقات يتم إهدارها بشكل كبير في حال عدم تعليم الأطفال أصحاب الإعاقات البسيطة بشكل سليم.
  • لذا كان مهماً بشكل أساسي إيجاد الاحتواء الشامل لكافة أنواع الإعاقات البسيطة، ودمجهم بشكل سريع بين الأطفال الأسوياء بشكل يوفر لهم حقهم في التعليم الذي يناسب قدراتهم التي نمت وتحسنت مع مر السنوات.
  • فقد يكون الأطفال الذين دخلوا في منظومة التعليم الخاصة بأصحاب الإعاقة يعانون من إعاقة ذهنية شديدة في بداية أعمارهم، ولكنهم بعد ذلك وبعد الخضوع لعمليات تأهيل وتدريب كبيرة، قام بها آباؤهم وأسرهم تمكنوا من الارتقاء بمستوياتهم وقدراتهم بالشكل الذي يؤهلهم لتغيير نوعية الإعاقة من الإعاقة المتوسطة إلى الإعاقة البسيطة.
  • وبذلك يصبح مفهوم الاحتواء الشامل نوع من المكافئة للأسرة والطفل التي ينجح فيها صاحب الإعاقة المتوسطة إلى تدريب نفسه والاعتناء بها ورعايتها حتى خفف من أثر الإعاقة عليه وتمكن من الارتقاء بنوعية التعليم التي يلتحق بها بين أبناء مجتمعه.

الاحتواء الشامل والرعاية الفردية

يجب التنويه عنها على أهمية التنبيه إلى أن أصحاب الإعاقات حين يتم دمجهم مع أقرانهم العاديين في منظومة تعليم واحدة لاحتواء كل الطلاب في منظومة دمج واحدة، لا يعني أن لا ينال كل طالب ما يحتاجه من رعاية نفسية وعلمية خاصة لهذا:

  • فكل طالب له ما يخصه من احتياجات خاصة به وحده تميزه عن غيره من أصحاب الإعاقات الأخرى، فتطور حالة الطالب إيجابياً أو سلبياً يتم متابعتها من المختصين ولكن كل ذلك يتم داخل منظومة الاحتواء الشامل التي يخضع فيها الطالب صاحب الإعاقة البسيطة للرعاية النفسية والصحية جنباً إلى جنب مع زميلة الطالب صاحب القدرات العادية.
  • وبذلك نضمن أن كل الطلاب لهم رعاية متساوية وفرصة متساوية في الحصول على تعليم مناسب، مع توفير رعاية خاصة لكل طالب تتناسب مع قدراته وإمكانياته.
  • وهذا لا يستفيد منه الطلاب أصحاب الإعاقات البسيطة فقط، ولكن يستفيد منه أيضا الطلاب العاديين أيضا، وذلك بحصولهم على رعاية نفسية واجتماعية تكون متواجدة بشكل أكبر بمختصيها في المنظمة التعليمية التي تتابع كل الطلاب باختلاف قدراتهم فتضع لكل طالب ما يناسبه من برامج نفسية واجتماعية متخصصة.
وأخيراً .. فإن مفهوم الاحتواء الشامل أو الدمج الشامل للأطفال يحتاج للكثير من الكلمات والأفكار التي توضح مزايا هذا المفهوم وهذا الأسلوب في رعاية الأطفال وأصحاب الإعاقات البسيطة بشكل يساعد المجتمع على تحقيق أهدافه التعليمية بشكل أكبر بكثير من الأساليب التقليدية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ