كتابة :
آخر تحديث: 20/05/2022

ما هي هرمونات السعادة؟ وكيف تعزز إفرازها بالجسم طبيعيا؟

الجميع يسعى ليكون سعيدا في حياته، ذلك الشعور الرائع الذي يغمر الجسم فيُولد مجموعة أخرى من الأحاسيس حسب الطريقة التي يتم التعبير من خلالها عن الفرح والتي تختلف من شخص لآخر، فهناك من يضحك من الفرح ومن يبكي من شدة الفرح. لكن هل تساءلت يوما عن التفاعلات الكيميائية التي تحدث داخل الجسم والتي تولد تلك المشاعر؟ وهل تعرف أهم هرمونات السعادة المسؤولة عن الابتسامة وبريق السعادة في العيون وحتى دموع الفرح؟ كل ذلك وأكثر يجرده مفاهيم بالتفصيل، تابع القراءة.
ما هي هرمونات السعادة؟ وكيف تعزز إفرازها بالجسم طبيعيا؟

ما هي هرمونات السعادة؟

الهرمونات هي:

  • تلك المواد الكيميائية التي تفرزها الغدد المختلفة في الجسم والتي تسري عبر مجرى الدم، وتلعب دورا في العديد من الوظائف الهامة في الجسم. ومن بين الوظائف تلك المتعلقة بتنظيم الحالة المزاجية.
  • خاصة أن بعض الهرمونات مسؤولة على وجه الخصوص عن تعزيز مشاعر إيجابية من قبيل السعادة والتفاؤل والمتعة.

وتعتبر كل من الإندورفين والسيروتونين والدوبامين والأوكسيتوسين هرمونات السعادة التي تتوغل في الجسم خلال الشعور بالمشاعر الإيجابية ويعمل كل هرمون على:

هرمون الإندورفين

  • يتم إنتاج هذا الهرمون استجابة للألم أو الإجهاد وللتعامل مع الألم الجسدي، وكذلك خلال القيام ببعض الأنشطة مثل ممارسة الرياضة، الجنس والأكل.
  • يتم إفراز الإندورفين بواسطة الجهاز العصبي المركزي ويُولد بالجسم نشوة قصيرة تغطي الألم والإجهاد.

هرمون السيروتونين

  • هذا الهرمون مسؤول عن استقرار الحالة المزاجية ومشاعر السعادة، علاوة على ذلك، يعمل الهرمون على تقليل المخاوف.
  • يمكن تعزيز هذا الهرمون طبيعيا من خلال القيام بمجموعة من الأنشطة البسيطة كل يوم كالخروج في نزهة والاستمتاع بأشعة الشمس، أو قضاء اليوم في الطبيعة أو اعتماد روتين العناية بالنفس أو الحصول على قسط كاف من النوم.

هرمون الدوبامين

  • خلال القيام بنشاط ممتع ومحبب لديك يفرز هذا الهرمون مادة كيميائية على مستوى الدماغ، قد يكون ذلك النشاط عبارة عن تناول وجبة مميزة أو الحصول على حصة تدليك أو الاستماع لموسيقى ملهمة أو إكمال تمرين بدني.
  • يزيد إفراز الدوبامين شعورا بالرفاهية لدى الشخص ويحفزه على القيام بالأمور التي تحبها وتقوم بها على نحو جيد.

هرمون الأوكسيتوسين

  • يطلق عليه الكثيرون هرمون الحب، وذلك راجع إلى الدور الذي يلعبه في فسيولوجيا النساء وسعادتهن ورضاهن من الرجال، كما أن له ارتباط وثيق مع الحب والعلاقات العاطفية والسعيدة.
  • الجميل في الأمر وعدا كون هذا الهرمون يزود الجسم بمشاعر من النشوة والسعادة والرضا عن الحياة وتقليل القلق، فهو كذلك يحفز السيروتونين والدوبامين.

كيفية تعزيز هرمونات السعادة بشكل طبيعي؟

تحفيز هذه الهرمونات مهم لتعطي مفعولها الكيميائي داخل الجسم وتبعث مشاعر الرضا والسعادة والنشوة، ولتحفز على القيام بالمزيد من الأنشطة الإيجابية. فيما يلي أهم الأنشطة التي تساعد على ذلك:

النظام الغذائي

  • الأطعمة التي نتناولها لها ارتباط مباشر ووثيق مع الهرمونات، وهذا ما أكدته أحد الدراسات التي تم إجراؤها في كلية لندن على 13626 مشارك.
  • وبينت أن الأشخاص الذين تناولوا الشوكولاتة الداكنة في أي وقت خلال فترتين مدتهما 24 ساعة كانوا الأقل عرضة لأعراض الاكتئاب بنسبة 70 ٪ مقارنة مع الأشخاص الذين لم يستهلكوها.
  • وإلى جانب الشوكولاتة التي تعتبر محفزا طبيعيا لهرمون السعادة بالجسم ومعززا للحالة المزاجية، كذلك الأسماك لها نفس الدور بفضل احتوائها على أحماض أوميغا 3 الدهنية.
  • وكذلك القهوة (شريطة استهلاكها باعتدال)؛ والأطعمة التي تحتوي على التربتوفان مثل الدواجن والبيض والحليب والمكسرات والبذور؛ والفلفل الحار، الذي يحتوي على مادة الكابسيسين (يحتوي الكابسيسين على خصائص مسكنة للألم عند تناوله).

ممارسة الرياضة

  • الرياضة لها فوائد عديدة ومنها هذه التي تتعلق بإفراز هرمونات السعادة خاصة هرمون الإندورفين، فكل التمارين أو الأنشطة الحركية التي تزيد من معدل ضربات القلب تؤدي إلى شعور إيجابي ونشوة، كما أن الإندورفين يتفاعل مع مستقبلات الألم في الدماغ ليقلل من إدراك الألم.
  • وقد ثبت أن ممارسة الرياضة جماعيا يعزز من إفراز الإندورفين أكثر مقارنة بممارستها بشكل فردي.

التدليك

  • ذلك الاسترخاء والهدوء الذي يحصل عليه الشخص من التدليك أو الوخز بالإبر أو تقويم العمود الفقري أو المعالجة المائية بمثابة عامل معزز لإفراز هرمون الإندورفين ومحفز لهرمون الأوكسيتوسين، فهي تريح الجسم وتقلل الألم.

النشاط الجنسي

  • النشوة والسعادة والشهوة التي يحس بها الشخص خلال ممارسة الجنس تعزز من إفراز مضاعف وشامل ليس لهرمون واحد فقط بل هرمونات الإندورفين والأوكسيتوسين والدوبامين، لتجتمع معا وتخلق شعور الاسترخاء والرضا الجنسي.

التأمل

  • كل الأنشطة التي تخلق بالجسم نوعا من الهدوء والاسترخاء تكون فعالة في إنتاج هرمون السعادة بالجسم، ويعد التأمل واحدة من هذه الأنشطة، حيث يساعد في إفراز الإندورفين والدوبامين والسيروتونين والميلاتونين.

الضحك

  • إن كنت تحتاج لسبب لتضحك فربما هذا الذي سنذكره لك سيجعل الضحكة لا تفارق محياك، فمشاهدة برنامج كوميدي على سبيل المثال والضحك كفيل بإفراز مستويات هائلة من الإندورفين.
  • الأمر الذي يقلل من التوتر ويعزز الجهاز المناعي ويرفع المعنويات، وأكثر من ذلك بات الضحك يُستعمل كعلاج سلوكي معرفي لعلاج توتر المرضى والاكتئاب.

ممارسة الامتنان

  • قد لا يبدو لك الأمر ذا فعالية لكن عند ممارسة الامتنان تعزز من إفراز مواد كيميائية على مستوى الدماغ تبعث على مشاعر السعادة والرضا. الأشخاص الملتزمون بعادة تدوين الأشياء الممتنين لها في دفتر كل يوم.
  • أبلغوا عن مدى التأثير الإيجابي الذي يحسون به والمتجلي أساسا في الرضا والسكينة النفسية التي يحسون بها.

الزيوت الأساسية

  • الجهاز الحسي في الجسم والذي يستخدم للشم له دور محفز للدماغ على إفراز هرمونات السعادة من قبيل السيروتونين والدوبامين استجابةً لرائحة الزيوت الأساسية مثل البرغموت والخزامى والليمون والتي تبعث على الهدوء والاسترخاء.
  • وهذا ما يفسر استعمال روائح الزيوت الأساسية كعلاج للتوتر والقلق والاكتئاب واضطرابات المزاج.

تحقيق الأهداف

  • وضعك لهدف محدد والوصل مهما كان صغيرا، عامل أساسي في تنشيط نظام المكافأة في الدماغ وإفراز الدوبامين، الأمر الذي ينعكس على نفسية الشخص فيشعر بالرضا والسعادة والفخر، بل ويزود الجسم بتحفيز على تحقيق المزيد من الأهداف.

استحضار الذكريات السعيدة

  • صحيح أننا غالبا ما لا ننصح بالعيش في الماضي أو أن تكون حبيس ذكريات مضت، لكن عندما يتعلق الأمر بذكريات سعيدة كالنظر صور العائلة أو ألبوم الزفاف فلا بأس في ذلك، خاصة إذا عرفت أن استحضار تلك الذكريات السعيدة يكون سببا في إفراز الجسم لهرمون السعادة السيروتونين.

الاستماع إلى الموسيقى

  • الموسيقى السعيدة والإيقاعية أو الغناء عاملان معززان كذلك لهرمون السعادة وبالتحديد الأوكسيتوسين. وقد أثبتت أحد الدراسات أن المرضى الذين تعافوا من جراحة القلب تعافوا بشكل أسرع بعد الاستماع المنتظم إلى الموسيقى الهادئة.
  • وذلك راجع إلى دور هرمون الأوكسيتوسين في تخفيف الألم والتوتر ومستويات القلق.
كانت تلك أهم النقاط التي تخص هرمونات السعادة ودورها في تعزيز الحالة المزاجية وتحفيز المشاعر الإيجابية بالجسم، وأهم الأنشطة التي تدعم إفرازها داخل الجسم، ولتضمن حدوث تلك التفاعلات الكيميائية السعيدة داخل جسمك لا تتوانى أبدا في السعي وراء ما تراه مصدرا لسعادتك

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع