هل النقاب واجب؟ ما رأي الأئمة الأربعة عن النقاب؟
جدول المحتويات
هل النقاب واجب؟
قبل أن نجيب عن سؤال هل النقاب واجب أم لا؟ يجب أولًا أنت نعرف المعنى اللغوي للنقاب وما هو المقصود به.
النقاب في اللغة يأتي من أصل نقب وهو المقصود به القناع التي يوضع على الأنف، ولكن المعنى الشرعي له هو القماش التي تضعه السيدة على وجهها لعدم كشوفه، وهو يختلف عن الخمار التي ذكر في القرآن الكريم والمقصود به ستر الرأس حتى الصدر.
أما عن أن النقاب واجب أم لا فهو موضع اختلاف أهل العلم، حيث أن منهم من أكد بأنه واجب على كل مسلمة، وهو من ضمن الحجاب الشرعي، ومنهم من قال بأنه سنة، كما أن بعض العلماء من قال بأنه واجب على الفاتنات التي قد يتسببن في فتنة الرجال إليهن، والسبب وراء هذا الاختلاف هو أن بعض العلماء اختلفوا في تحديد عورة المرأة، منهم من قال بأن جميع جسدها عورة بما في ذلك الوجه والكفين، والمعظم حدد بأن جميع أجزاء الجسم ماعدا الوجه والكفين.
آراء الأئمة الأربعة في واجبية النقاب
يعتقد بعض الناس بأن الأئمة الأربعة قد اختلفوا في حكم النقاب، فمنهم من قال بأنه مستحب وإن لم يتم ارتدائه فلا تأثم عليه المرأة، ومنهم من أكد على واجبيته، وبشأن الإجابة على سؤال هل النقاب واجب أم لا؟ فتكون كما يلي:
- عند مذهب الإمام أحمد بن حنبل ومذهب الشافعية أكدوا بأن حكم تغطية المرأة لوجهها وكفيها واجب عليها لكونهما عورة أمام الرجال الأجانب فهما يلفتان النظر إليهما.
- عند مذهب الحانفية والمالكية اتفقوا بأن تغطية الوجه والكفين ليسوا بواجبين، ولكن إن كانت المرأة تخاف على نفسها الفتنة، أي تمتلك وجه جميل يفتن الرجال، ففي هذه الحالة يكون واجب عليها تغطيته، وبالتالي اتفقوا على أنه واجبًا إذا وقعت الفتنة.
آراء اللجنة الشرعية بالآزهر الشريف عن واجبية النقاب
أصدرت اللجنة الشرعية بالآزهر الشربف بأن النقاب أداب إسلامي وسلوك يمكن للمرأة أن تقوم به ولكن لا يفرض عليها، حيث أن المرأة إذا خافت على نفسها الفتنة ووقوع المفسدة عليها، ففي ذلك الحال تتفق مع آراء الحانفية والشافعية.
ما هي الأدلة من الكتاب والسنة على أن النقاب ليس بواجب
يوجد العديد من الأدلة التي استدلت بها اللجنة الشرعية بالأزهر الشريف والتي تجيب على سؤال هل النقاب واجب بالرفض، ومن ضمن هذه الأدلة ما يلي:
- تم الاستدلال من آية رقم 31 من سورة النور " َلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا "، حيث قال ابن عباس بأن المقصود بهذه الآية هو الكحل والخاتم، أي بأن الوجه والكفين بالزينة المباحة للمرأة.
- كما رؤي عن ابن عباس عن الرسول صل الله عليه وسلم بأن إمراة جائت من خثعم فنظر إليها الفضل فنظرت إليه، فقام الرسول صلوات الله عليه بصرف نظر الفضيل للوجه الآخر، مما يدل بأن النقاب ليس بفرض ولوكان كذلك لأمر الرسول صلوات الله عليه هذه المرأة بستر وجهها والله أعلم.
ما هي الأدلة من الكتاب والسنة على أن النقاب واجب تغطيته
يوجد أيضًا العديد من الأدلة من الكتاب والسنة ما تؤكد على أن النقاب واجب تغطيته، ومن ضمن هذه الأدلة ما يلي:
- يوجد أدلة واضحة في القرآن الكريم تؤكد على واجبية النقاب ومن ضمن هذه الأدلة في قوله تعالى في سورة الأحزاب آية 53
وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ"، كما جاء في سورة النور آية 60 "وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ"
أي بأن النساء الكبار إذا لم يرجون الزواج، فلا بأس عليهما أن يظهرا وجههما.
- وفي سورة الأحزاب آية 59 " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين"، وفسرت الآية بأن الجلباب ما يتم وضعه على الرأس ويغطى به باقي الجسم، وتفسير الآية " إلا ما ظهر منها "، وهنا يرجح العلماء بأن المقصود الثياب أو بعض أجزاء الجسد بدون قصد كما قال ابن مسعود.
- كذلك وفي قوله تعالى:
وليضربن بخمرهن على جيبوبهن
- كما ذكره في سورة النور آية 31، حيث ذكر البخاري في كتابه عن عائشة رضي الله عنها قال "ما أنزلت هذه الآية أخذن أزرهن. فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها"، حيث فسر الحافظ ابن حجر بأن اختمرن المقصود بها هي تغطية الوجه.
- كما أن الحديث عن رسول الله صلوات الله عليه حيث قال:
"المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان" وهو ما استدل به الحنابلة بأن النقاب واجب أي تغطية الوجه والكفيان عورة ويجب على المرأة تغطيتهم.
- كما ذكر رسول الله صلوات الله عليه في حديثه الشريف:
"لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين" وبالتالي استدل بعض العلماء بأن في الأصل تكون المرأة منتقبة، وإنها ترخي وجهها وكفيها فقط في الحج.
حجاب المرأة المسلمة
أتفق العلماء جميعهم على أن حجاب المرأة المسلمة يجب أن يدعم بعض الشروط التي تجعله حجابًا صحيحًا، ومن ضمن هذه الشروط التي التزم بها جميع العلماء بدون أي اختلاف كما في أمر النقاب وتغطية الوجه والكفين ما يلي:
- أن يكون الحجاب ساترًا لكل الجسم ما عدا موضع الجدال وهو الوجه والكفين.
- أن يكون الحجاب ليس بزينة في ذاته، وبه ما يلفت الأنظار.
- أن يكون فضفاض لا يصف ما في الجسد.
- أن يكون مغطي جميع الجسم ولا يكون شفاف يظهر ما تحته من الملابس.
- يجب أن لا يشبه لباس الرجال وذلك لما ذكره رسول الله صلوات الله عليه في حديثه الشريف حينما قال " عنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ المتشبِّهاتِ بالرِّجالِ منَ النِّساءِ والمتشبِّهينَ بالنِّساءِ منَ الرِّجالِ "
- ألا يشبه لبس غير المسلمين.
- ألا يكون لبس تشتهر به المرأة عن غيرها من السيدات في بلدها.
النقاب وحكمه في الصلاة والإحرام
جميع العلماء اتفقوا على أن المرأة لا يفرض عليها ارتداء النقاب في الصلاة والإحرام، واستدل ذلك على قول الرسول صلوات الله عليه حينما قال " لمُحْرِمَةُ لا تَنتقِبُ، ولا تلبَسُ القُفَّازَيْن "، وهو ما جعل بعض العلماء يستدلون على أن النقاب ليس بواجب، حيث أنه إن كان واجب كان أولى ارتدائه في الصلاة والإحرام.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14704