كتابة : نجاة
آخر تحديث: 23/09/2023

أسباب وأعراض الاضطراب العاطفي الموسمي وطرق علاجه

في أوقات الخريف والشتاء تشتكي فئة من الناس من الشعور المتواصل والمستمر بالاكتئاب والحزن بدون سبب، وهذا ما يفسره العلم بحالة الاضطراب العاطفي الموسمي التي تصيب الكثيرين دون إدراك منهم أنها حالة نفسية تستدعي العلاج والمتابعة، ورغم أنها مقتصرة على موسم الخريف والشتاء، إلا أنها كما ذكرنا يجب المباشرة بعلاجها لعدم تدهور الصحة النفسية، وفيما يلي في هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على أسباب وأعراض الاضطراب الموسمي وطرق علاجه، تابعونا.
أسباب وأعراض الاضطراب العاطفي الموسمي وطرق علاجه

الاضطراب العاطفي الموسمي

  • الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) هو نوع من الاكتئاب الذي يظهر ويختفي في نمط موسمي، يُعرف أحيانًا بـ "الاكتئاب الشتوي" لأن الأعراض تكون عادةً أكثر وضوحًا وأكثر حدة خلال فصل الشتاء، قد يكون لدى بعض الأشخاص المصابين بالاضطرابات العاطفية الموسمية أعراض خلال فصل الصيف، ويشعرون بتحسن خلال فصل الشتاء، لذلك فهذه الاضطرابات قد لا تكون مقتصرة دائما على فصل الشتاء.
  • عادة ما تحدث الأعراض خلال أشهر الخريف والشتاء عندما يكون هناك ضوء الشمس أقل، وعادة ما تتحسن مع وصول الربيع.
  • عادة ما تكون الأشهر والأكثر صعوبة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب في الولايات المتحدة هما شهرا يناير وفبراير، إلا أن بعض الناس تباغتهم أعراض الاضطراب في الصيف.
  • يمكن أن تكون الأعراض مزعجة، ويمكن أن تتداخل مع الأداء اليومي للفرد، ومع ذلك، يمكن علاجها. حوالي 5 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة يعانون الاضطراب العاطفي الموسمي، وهو أكثر شيوعا في صفوف النساء أكثر من الرجال.
  • تم ربط هذا الاضطراب باختلال كيميائي حيوي في المخ ناجم عن ساعات ضوء النهار الأقصر وضوء الشمس القليل في الشتاء، مع تغير الفصول، يعاني الناس من حدوث تحول في الساعة البيولوجية أو إيقاع الساعة البيولوجية التي يمكن أن تتسبب في عدم ارتباطهم بجدولهم اليومي.
  • تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من الاكتئاب الموسمي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعيشون بعيدًا عن خط الاستواء حيث يوجد عدد أقل من ساعات النهار في فصل الشتاء.

أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي

يمكن أن تشمل أعراض هذه الاضطرابات النفسية:

  • مزاج سيئ باستمرار.
  • فقدان المتعة أو الاهتمام بالأنشطة اليومية العادية.
  • التهيج.
  • مشاعر اليأس والشعور بالذنب وعدم القيمة.
  • الشعور بالخمول (نقص الطاقة) والنوم في أثناء النهار.
  • النوم لفترة أطول من المعتاد وإيجاد صعوبة في الاستيقاظ في الصباح.
  • شغف الكربوهيدرات وزيادة الوزن.
  • بالنسبة لبعض الأشخاص، قد تكون هذه الأعراض حادة ولها تأثير كبير على أنشطتهم اليومية.

أسباب الاضطراب العاطفي الموسمي

السبب الدقيق لهذه الحالة غير مفهوم تمامًا، لكنه غالبًا ما يرتبط بقلة التعرض لأشعة الشمس خلال أيام الخريف والشتاء، ويمكن تفسير هذه النظرية بالقول إن نقص ضوء الشمس قد يوقف جزءًا من المخ يسمى المهاد الأمر الذي يؤثر في :

  • إنتاج الميلاتونين: الميلاتونين هو هرمون يجعلك تشعر بالنعاس، عند الأشخاص الذين يعانون الحزن والاكتئاب، قد ينتجها الجسم في مستويات أعلى من المعتاد.
  • إنتاج السيروتونين: السيروتونين هو هرمون يؤثر في مزاجك وشهيتك ونومك؛ قد يؤدي نقص ضوء الشمس إلى انخفاض مستويات السيروتونين، وهو مرتبط بمشاعر الاكتئاب.
  • الساعة البيولوجية للجسم: يستخدم جسمك ضوء الشمس في وظائف هامة، مثلاً عند الاستيقاظ، لذلك قد تؤدي مستويات الإضاءة المنخفضة خلال فصل الشتاء إلى تعطيل ساعة جسمك، وتؤدي إلى أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي.

من المحتمل أيضًا أن يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة باضطراب الحالة العاطفية نتيجة لجيناتهم، حيث يبدو أن بعض الحالات تحصل عليها بالوراثة.

طرق علاج الاضطرابات العاطفية الموسمية

تتوفر مجموعة من العلاجات لهذا الاضطراب، ومن أهم هذه العلاجات الرئيسية:

  • تدبير نمط الحياة: بما في ذلك الحصول على أكبر قدر ممكن من ضوء الشمس الطبيعي، وممارسة الرياضة بانتظام وإدارة مستويات التوتر.
  • العلاج بالضوء: حيث يتم استخدام مصباح خاص يسمى صندوق الضوء لمحاكاة التعرض لأشعة الشمس.
  • علاجات حديثة: مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو الاستشارة.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب: مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SRIs)

طرق طبيعية للوقاية من الاضطرابات العاطفية الموسمية

هناك بعض الطرق الطبيعية التي يمكن الاعتماد عليها لعلاج والوقاية من الاضطرابات العاطفية الموسمية، وتشمل الآتي:

1. العلاج بالضوء

  • العلاج بالضوء هو الطريقة الأكثر شيوعًا لمنع وعلاج هذا الاضطراب، تحاول المصابيح المصممة لهذا الغرض بتقليد ضوء النهار الطبيعي من خلال تحفيز المستقبلات في العينين لتحفيز إطلاق السيروتونين، يُعتقد أن هذه الزيادة في السيروتونين تساعد على تعزيز دورات النوم الطبيعية والشعور العام بالراحة.
  • يجب وضع تلك المصابيح المخصصة لهذا الاضطراب في رؤيتك المحيطية عوضا عن توجيهها مباشرة أمامك، يوصى باستخدامها في الصباح؛ لأن هذا سيعطيك دفعة طوال اليوم، ولا تتداخل مع أنماط نومك.
  • وجدت الأبحاث أن الأنوار بألوان مختلفة يمكن أن تؤثر في مزاجك، كما تم التوصل إلى أن الضوء الأزرق سيكون أكثر فائدة لتعزيز مزاجك من الضوء الأخضر أو ​​الأحمر، يُعتقد أن الضوء الأزرق يؤدي دورًا مهمًا في قدرة عقلك على معالجة العواطف، يشير البحث إلى أن قضاء مزيد من الوقت في بيئات مضاءة باللون الأزرق يمكن أن يساعد على الأرجح في منع هذا الاضطراب العاطفي.
  • بالإضافة إلى تلك المصابيح، يعد الاستيقاظ مبكرا وتزويد الجسم بالقليل من أشعة الشمس طريقة أخرى لرعاية إيقاعاتك اليومية.

2. ممارسة التمارين الرياضية

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام هي واحدة من أفضل الطرق لمكافحة الاكتئاب، وتؤكدها الكثير من الدراسات العلمية التي تبين أن التمرين لمدة ساعة واحدة في الأسبوع يقدم نفس النتائج مثل 2.5 ساعة من العلاج الخفيف.
  • هذا لا يعني أنه يجب عليك الالتزام بنادي رياضي، إذا كنت لا ترغب في ذلك أو وقتك لا يتيح لك ذلك. يمكنك تخصيص بعض الساعات القليلة للمشي السريع أو الرياضات الخفيفة ذات التأثير المنخفض مثل اليوغا، أو أي نشاط يجعل قلبك ينبض أسرع.

3. مكملات فيتامين D

  • منذ فترة طويلة يستخدم فيتامين D للمساعدة على منع الاكتئاب والاضطراب العاطفي بسبب ارتباطه بالضوء.
  • يتم الحصول على معظم فيتامين (D) من ضوء الشمس، ومن الصعب الحصول عليه في نظامنا الغذائي دون مساعدة المكملات الغذائية، وقد وجدت إحدى الدراسات أن تناول مكملات فيتامين (D) ساعد على تحسين الاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون الاضطرابات العاطفية.
  • هذا ليس من قبيل الصدفة، حيث إن فيتامين (D) المحصل عليه من الشمس متاح لنا في الغالب من أبريل إلى أغسطس، وخلال أشهر الشتاء، يكون فيتامين (D) أقل توفرًا لنا، وهذا هو الوقت الذي يرجح فيه أن ترتفع حدة الاضطراب العاطفي، يظهر فيتامين (D) في مجموعة واسعة من أنسجة المخ، ويزيد نمو الأعصاب.

4. العلاجات العشبية

  • تستخدم العلاجات العشبية، مثل فاليريان ونبتة سانت جون، بشكل أكثر شيوعًا للمساعدة على مكافحة أعراض الاكتئاب العاطفي، وقد وجدت الأبحاث أن فرط
  • الهيدروجين، الموجود في نبتة سانت جون، يتداخل مع التغيرات الوظيفية في الدماغ التي يسببها الاكتئاب.
  • يمكن أن تساعد نبتة سان جون جسمك على امتصاص العناصر الغذائية واستعادة الشعور العام بالراحة، على الرغم من أن ليس لها نفس الآثار الجانبية الموجودة في أدوية مثل Prozac، إلا أنها تسرع وظيفة الكبد؛ مما يعني أنه لا ينصح به إلى جانب أي دواء آخر (بما في ذلك وسائل منع الحمل)، يمكن أن يزيد حساسيتك للشمس؛ ومن ثم لا يمكن استخدامه جنبا إلى جنب مع العلاج بالضوء، لهذا ودرءا للشك، يجب أن تستشير طبيبك أو أخصائي التغذية قبل بداية تناول هذا العلاج العشبي.

5. التواجد في الطبيعة

  • إذا استطعت، فحاول زيادة كمية الضوء الطبيعي التي تتعرض لها، افتح الستائر في منزلك، وفي مكان عملك خلال اليوم، وقم بالمشي لمسافات قصيرة في الطبيعة في أثناء استراحة الغذاء لمحاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من الإضاءة.
  • لقد وجدت الدراسات أن التواجد في حضن الطبيعة يمكن أن يساعد على تقليل معدل ضربات القلب ومستويات الاكتئاب والتعب والقلق، أحرص كل يوم على المشي في الحديقة وفصل نفسك عن الأجهزة الإلكترونية.

6. التواصل مع الآخر

  • المفتاح الأنجع لردع الاضطراب العاطفي هو البقاء على اتصال مع العالم من حولك وبذل الجهد لخلق علاقات، لأن العزلة ستجعلك تشعر بالاكتئاب والتعب.
  • يقترح إيمي بيرنشتاين، الطبيب النفسي، ومدرّس العقل في العمل، ومؤلف كتاب "إجهاد أقل تحقيق أكثر"، تحديد شخصيتك والاندماج مع محيطك الاجتماعي "تظهر الأبحاث أن من لديهم دائرة اجتماعية موسعة يمكن أن تكون لديهم التغييرات السلوكية أسهل"، وستحول مزاجهم بشكل يدعم الصحة النفسية.

7. تدوين الإيجابيات

  • عندما يشعر أي شخص بأعراض الاكتئاب من أي نوع، فقد يكون من الصعب ملاحظة أو الانتباه إلى الأشياء الجيدة أو حتى الأشياء الطبيعية التي تحدث من حولك.
  • لهذا السبب، غالباً ما يشير رايان إنجلستاد، وهو معالج يعمل في برينستون بولاية نيوجيرسي، إلى أن مرضاه يمارسون تدريبات يومية كجزء من هذه الممارسة، يطلب منهم تحديد ثلاثة أشياء يشعرون بالامتنان لها، وثلاثة أشياء تعجبهم في أنفسهم (تأكيدات إيجابية) أو ثلاثة أشياء يتطلعون إليها - أو كل ما سبق، بمرور الوقت، يمكن أن يساعد هذا التدريب في استعادة توازن الأفكار الإيجابية مقابل الأفكار السلبية.

متى يجب رؤية الطبيب؟

  • فور شعور الشخص بأعراض هذه الحالة النفسية ودخوله في صراع نفسي للتغلب عليها، وقتها يوصى بزيارة الطبيب، يمكن لهذا الأخير إجراء تقييم للتحقق من صحتك العقلية، قد يسألك عن مزاجك وأسلوب حياتك وعادات الأكل وأنماط النوم، بالإضافة إلى أي تغييرات موسمية في أفكارك وسلوكك.
الصحة النفسية مثل نظيرتها الجسدية تحتاج إلى رعاية واهتمام، ووجب الانتباه عند ظهور أي من تلك الأعراض الخاصة بهذا الاضطراب والمباشرة بعلاجها وعدم التماطل، لدرء تفاقم الحالة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ