كتابة : Sara
آخر تحديث: 19/05/2024

ما هي عقدة أوديب في علم النفس؟ كيفية التخلص منها؟

تعتبر عقدة أوديب واحدة من النظريات النفسية التي توصل لها الطبيب النفسي النمساوي سيجموند فرويد، وقد استنبط هذه النظرية من الأسطورة الإغريقية الشهيرة أوديب، تتحدث الأسطورة الإغريقية الشهيرة أوديب عن أن الولد الذكر يكون متعلقا بأمه تعلقا شديدا، ويغار عليها من أبيه إلى درجة أنه يكرهه ويحقد عليه، ويقوم بكل المحاولات التي من خلالها يبعد أمه بها عن أبيه، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على تفاصيل أكثر حول هذه العقدة، تابعونا..
ما هي عقدة أوديب في علم النفس؟ كيفية التخلص منها؟

تعريف عقدة أوديب في علم النفس

  • مفهوم عقدة أديب Oedipus complex،هو مصطلح مستوحى من أسطورة أوديب الإغريقية، وقد تحدث عنه العالم النفسي سيجموند فرويد بشيء بالتفصيل في نظرية التطور النفسي الجنسي، في توضيح العلاقة بين الطفل الذكر بأمه من الجنس الآخر، وعلاقته بوالده الذي من جنسه، والغيرة اللاشعورية الفطرية التي تتسبب في تطور هذه العقدة لتصل إلى حالة خطيرة عند بعض الأفراد وقد تستمر معه إلى الكبر.

ملخص عقدة أوديب

من أهم السمات التي تتصف بها عقدة أوديب بالإنجليزية: Oedipus complex،الآتي:

  • تتحدث هذه العقدة عن المشاعر المكبوتة لدى الأطفال سواء كانوا ذكورا أو إناثا.
  • فعند الذكور يكون الطفل متعلق بوالدته لدرجة أنه يغار عليها من أبيه، ويحاول أن يبعدها عنه بشتى الطرق.
  • وفي المقابل تكون الأنثى متعلقة تعلقا شديدا بأبيها، ثم أن هذه النظرية النفسية جاءت من أسطورة قديمة تسمى أوديب.
  • ومعنى أوديب هنا في الأسطورة القديمة هي الأقدام المنتفخة أو المتورمة، وتتحدث الأسطورة عن أحد ملوك الدولة اليونانية القديمة، الذي تنبأ له أحد العرافين بأنه سينجب طفل سيقوم بقتله عندما يكبر.
  • وعندما قامت زوجة الملك بوضع طفلها أمر الملك بأن تدق أقدام هذا الطفل بالمسامير، أو يلقى به من أعلى الجبل.
  • وبالفعل أعطى الملك ولده لأحد الخادمين في القصر من أجل أن يقوم بهذا الأمر، إلا أن الخادم لم يستطع أن يلقي بالطفل من أعلى الجبل، وأعطاه لأحد الرعاة في الجبل، ولم يقل ذلك للملك.
  • ومع الوقت قام أحد الملوك بتبني هذا الطفل، ولكن عندما كبر هذا الطفل وأصبح شابا يافعا أراد أن يرجع إلى بلاده التي تربى بها مع الراعي.
  • إلا أن هذا الملك رفض رفضا شديدا، وتطور الأمر إلى أن قيام هذا الشاب بقتل الملك الذي رباه صغيرا، وعاد إلى بلده من بعدها.
  • وعندما وصل إلى هناك كانت هناك مسابقة من أجل الزواج من الملكة، وكانت عبارة عن الإجابة على سؤال احتار الكثيرون فيه ألا وهو ما هو الحيوان الذي يمشي على أربع أقدام في الصباح، وفي الظهيرة يمشي على قدمين فقط، وفي المساء يمشي على ثلاثة أقدام.
  • وعندما عرف أوديب إجابة هذا السؤال، تزوج بعدها من زوجة الملك ليوس، وعندما علم أنها أمها قام بفقع عينيه، وقامت أمه بقتل نفسها عن طريق شنق نفسها.
  • ويقال إن هذه العقدة تستمر مع الأطفال حتى بلوغ عمر الخامسة من عمرهم، حيث يكون الطفل وقتها مدركا أنه لا يمكن أن يأخذ مكان والده في البيت أو مع والدته.
  • ولكن في الكبر يبدأ الشاب في البحث عن شريكة الحياة ينجذب أكثر إلى الفتيات التي تشبه كثيرا والدته.
  • وكذلك الأمر بالنسبة للفتيات حيث يبحثن عمن يشبه والدها عندما يقررن الارتباط، حيث تكون الفتاة وقتها مصابة بعقدة إلكترا.

أسباب عقدة اوديب عند الرجال

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إصابة بعض الرجال بهذه العقدة، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  1. غياب الأب عن المنزل لفترات طويلة، وتعلق الولد بأمه الشديد لأنها هي من تجاوره في كل الأوقات.
  2. التعرض لصدمة عاطفية أو صدمة حياتية تجعل الولد يزداد تمسك فأمه لأنه يجد عندها الأمان والحنان الذي يحتاجه.
  3. الشعور بالدائم بالتوتر والقلق الاجتماعي والخوف من التعامل مع الآخرين يجعل الرجل يتمسك بالأم ويجد في حضنها كل ما يحتاجه من العالم الخارجي.
  4. الشعور الدائم بالذنب غير المبرر والانفعال وجلد الذات .
  5. طريقة تربية الأولاد والبيئة المحيطة سبب من أسباب الإصابة بهذه العقدة.
  6. التفرقة في المعاملة.
  7. غيرة الأب المستمرة والمشاجرات الزوجية.

أعراض الإصابة بعقدة أوديب في التحليل النفسي

من أهم الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بهذه العقدة هي:

  • شعور الابن أن والدته تعطي اهتماما كثيرا لأبيه أكثر منه.
  • شعور الطفل أن والديه يبتعدوا عنه في معظم الأحيان، مما يجعله دائم التوتر والقلق، ويصبح شخصا غير واقعي يعيش دائما في الأحلام غير الواقعية.
  • رغبة الطفل الشديدة في النوم بجانب والديه.
  • قيام الطفل بأخذ دور الوالد عندما يكون غائبا عن المنزل.
  • خوف الطفل على أعضائه التناسلية خوفا شديدا، وهنا يصل الطفل إلى مرحلة خطيرة من المرض.
  • تصرفات الطفل العنيفة تجاه الوالد، ومحاولاته الكثيرة في خروج والدته مع أبيه أو أن يكونا بمفردهما.

سلوك أوديب المؤنث

  • هو عبارة عن سلوك نفسي مرضًي لا شعوري يصيب الطفل في عمر صغير، ويجعله يتقرب بشكل مبالغ للجنس الآخر(أمه) بشكل أكبر، وهذا السلوك يؤثر على طريقة تفكيره وسلوكه، فهو لا يقبل أي جنس من نوعه يقترب من أمه، ويرى أنه يملكها بمفرده وأنه من يتقرب منها بمفرده، ويدخل في مرحلة عدائية وتنافسية مع الأب في ذلك.

الفرق بين عقدة أوديب وعقدة إلكترا

  • لقد أطلق العالم النفسي يونج عام 1913 مصطلح عقدة إلكترا في نظرياته النفسية التي تدرس التطور النفسي اللاشعوري الجنسي للفتاة، وفي هذه العقدة تدرس العلاقة بين البنت وأبيها، حيث تنجذب الفتاة لوالدها بشكل مبالغ فيه مع البعد والغيرة الشديدة من أمها، ولا يشترط هذا الانجذاب للأب غيابه أو حضوره المستمر.
  • إلا أن هناك طبيعة لا شعورية تجعل الفتاة ترتبط بوالدها، وهو عكس عقدة أوديب، والملاحظ أن كل جنس ينجذب إلى الجنس المقابل له، وهو طبيعة فطرية خلقنا بها المولى عز وجل، وتجسدت في مصطلحين عقدة أوديب وعقد إلكترا.

كيف تتخلص من عقدة أوديب؟

من المحتمل أن يكون كل شخص مصابا بهذه العقدة، ولكن هناك مرحلة معينة منها تعتبر خطيرة، وتتطلب العلاج النفسي, ولقد قام العالم النفسي الشهير فرويد بوضع مجموعة من الأسس التي تساعد في علاج الشخص المصاب بهذه العقدة., التي تتعلق بكيفية معاملة الآباء للأبناء في مرحلة الطفولة لتجنب حدوث أعراض خطيرة لهم في المستقبل من جرّاءِ هذه العقدة,ومن ضمن هذه الأسس التي نصح بها فرويد:

  1. أن يعامل الآباء أبنائهم بالتساوي دون التمييز فيما بينهم وفقا لنوع الجنس.
  2. أن يعاقب الوالدين كل من الأطفال الذكور والإناث بنفس العقاب، دون التمييز بينهما حسب نوع جنس كل منهما، مما يجعل أحدهما يشعر بالظلم والقهر من جرّاءِ هذه المعاملة.
  3. عدم إثارة عيرة الطفل ودفعه إلى مزيد من العدواة مع أبيه في مقابل كسب ود أمه.
  4. تثقيف الطفل وزيادة وعيه بطبيعة جنسه وشكل علاقته بوالديه.
  5. وضع سرير الطفل في غرفة مستقلة، ومحاولة تشجيعه على ممارسة هوايات جديدة تلهيه عن أمه لبعض اللحظات.
  6. ضرورة الانتباه لتصرفات الأبوين أمام الطفل، وعدم ممارسة أي سلوكه يؤثر على طبيعة تفكيره وسلوكه.
  7. محاولة الأب اللعب والخروج مع الطفل أوقات كثيرة هذا يساهم في توطيد العلاقة مع ابنه، ويساعده على التخلص من هذه العقدة.
  8. ومن المهم هنا أن يتم علاج عقدة أوديب من جذورها إذا أثرت على حياة الشخص عندما يكبر، التي تتسبب فيما بعد بمشاكل في العلاقات مع الجنس الآخر، ويمكن أن تمتد هذه الأعراض إلى ظهور الكثير من المشكلات الجنسية مع شريك الحياة.
  9. استشارة أخصائي أو طبيب نفسي للمساعدة على علاج هذه المشكلة النفسية.

مضاعفات عقدة أوديب

قد تتطور هذه العقد النفسية عند بعض الرجال وتتسبب في التعرض لبعض المشاكل والأمراض الخطيرة، منها ما يلي:

  1. الشعور بالقلق والخوف الدائم من البعد عن أمه وتجربة فكرة الانفصال تجعله في خوف دائم منها.
  2. الرهاب الاجتماعي أو عدم القدرة على التواصل الاجتماعي مع الآخرين.
  3. سيطرة فكرة الارتباط بامرأة تكبره في العمر تظل ملازمة له طول العمر.
  4. فقدان الهوية الجنسية وقد يؤدي الحال إلى الإصابة بالشذوذ الجنسي.
  5. التشبث الدائم بالألم ورفض فكرة البعد عنها حتى عند الكبر وبعد الزواج بشكل نفسي معقد.
  6. علاقات غير مستقرة مع أكثر من فتاة.

متى تظهر عقدة أوديب؟ ومتى تنتهي؟

ثم إن التطور النفسي للطفل من خلال هذه العقدة يمر بالكثير من المراحل، التي منها:

1. مرحلة التطور الفموي

  • وهذه المرحلة تكون منذ اليوم الأول للطفل حتى بلوغه العام ونصف من عمره، وتظهر في شكل مص أصابع اليد أو العض.

2. مرحلة التطور الشرجي

  • وتبدأ هذه المرحلة منذ أن يصل الطفل إلى عمر الثمانية عشر شهرا حتى عمر الثلاث سنوات.
  • وتظهر هذه المرحلة من خلال تمكن الطفل من استخدام المرحاض، واعتماده على نفسه في هذا الأمر.

3. التطور الجنسي

  • الذي يبدأ منذ أن يبلغ الطفل عامه الثالث حتى يبلغ عامه الخامس، الذي يقوم فيه الطفل بتطوير العديد من السبل والطرق الخاصة بهم من أجل جذب الشريك المخالف لهم من الوالدين.

4. مرحلة الصمت

  • التي تكون ما بين الخامسة إلى الثانية عشر من حياة الطفل، حيث يقوم الطفل في هذه المدّة بتكوين فكرة سليمة عن الجنس الآخر ولكن في صمت تام.

5. مرحلة تطور الأعضاء الجنسية

  • وتبدأ هذه المرحلة من سن الثانية عشر حتى بلوغ الطفل، التي تتحدد فيها ميول الطفل الجنسية تجاه الجنس الآخر.

نقد عقدة أوديب

من أهم الانتقادات التي وجهت لنظرية عقدة أوديب النفسية، هي الآتي:

1. الاعتماد الكامل على الجانب الجنسي في دراسة الحالة:

  • عدم الاهتمام بشكل العلاقة بين الأطفال وأبويهم، أو تأثير البيئة المحيطة، أو العوامل الوراثية والاجتماعية، أو طريقة تربية الطفل.

2. رفض مؤيدي الشذوذ الجنسي أو المثلية الجنسية هذه النظرية:

  • فكرة ربط مضاعفات عقدة أوديب نتيجة انعدام الهوية الجنسية عند الطفل والميل إلى ممارسة الجنس مع نفس الجنس، وبرروا ذلك أن المثلية نابعة من إيمان بها وليس عقدة نفسية.

3. اعتماد النظرية على دراسة الحالة:

  • لقد قام بدراسة هذه العقدة على بعض الحالات، وليس المنهج التجريبي الشامل، مما يجعل هناك بعض نقاط الضعف في هذه النظرية لأنها غير متكاملة.
في النهاية يجب العلم أن عقدة أوديب تكون تقريبا عند جميع البشر، ولكن يمكن التخفيف من خطورتها من خلال التعامل الجيد مع الأبناء من قبل الآباء دون التمييز بينهما من خلال الجنس.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع