شرح قصيدة ياسمين التي من حلب

نبذة عن قصيدة أيا ياسمين التي من حلب
- عدد أبيات القصيدة: 14بيت
- نوع القصيدة: القصائد العامة
- شكل القصيدة: عمودية
- قافية القصيدة: حرف الباء
- كاتب القصيدة: تميم البرغوثي
ما هي قصة تميم البرغوثي "ياسمين التي من حلب"؟
- قصيدة "ياسمين التي من حلب" للشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي هي قصيدة غزلية يتغنى فيها الشاعر بجمال فتاة تُدعى ياسمين، تنتمي إلى مدينة حلب السورية. يُبرز الشاعر في القصيدة التباين الثقافي بينه وبين ياسمين، حيث يشير إلى أن أهلها من الأتراك وأهله من العرب، ورغم ذلك، فإن هذا الاختلاف لا يمنعه من الإعجاب بها والتغزل بجمالها.
- القصيدة تتناول موضوع الحب الذي يتجاوز الحدود والاختلافات الثقافية، وتُظهر كيف يمكن للجمال أن يكون جامعًا بين الشعوب المختلفة. يستخدم البرغوثي في قصيدته صورًا شعرية معبرة، مثل تشبيه شعر ياسمين بليل امرئ القيس، ولكنه ليل هادئ مسترخٍ بلا هموم.
كلمات قصيدة ايا ياسمين التي من حلب
إليكم كلمات أبيات قصيدة ياسمين التي من حلب، والتي تعد من أفضل القصائد العامة، وتشمل كلماتها، ما يلي:
- أَيَا يَاسَمِينُ التي مِنْ حَلَبْ ** وَأَهْلُكِ تركٌ وَأَهْلِي عَرَبْ
- وما بيْنَنَا رغمَ ما بيْنَنَا ** سُيوفٌ تُسل ونارٌ تُشبْ
- لِعَيْنَيْكِ سَامَحْتُ هَذَا الزَّمَانَ ** وَكُنْتُ عَلَيْهِ طَوِيلَ العَتَبْ
- جمالٌ يُبطِّئ مرّ الرياح ** ويرجعُ بالنهْرِ قبلَ المصبْ
- غَرِيبٌ عَلَى الدَّهْرِ حسنك هذا ** فُديتِ ولا حُسْنَ إلا اْغْتَرَبْ
- وَمَا عَادَةٌ للبَخِيلِ العَطَاءُ ** وَلا عَادَةٌ للكَرِيمِ الطَّلَبْ
- وَلا الحُرُّ عَادَتُه أَنْ يَهَابَ ** وَلا النَّذْلُ عَادَتُهُ أَنْ يَهَبْ
- وَقَدْ يَحْدُثُ الحُبُّ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ ** كَمَا اْتَّزَنَتْ للنَّبِيِّ الخُطَبْ
- وَخَيْرُ الهَوَى مَا يَكُونُ اتِّفَاقاً ** بِلا نِيَّةٍ سَبَقَتْ أَوْ سَبَبْ
- وَشَتَّانَ مَاءُ الغُيُومِ الفُجَاءُ ** وَمَاءٌ يُجَاءُ بِهِ فِي القِرَبْ
- لِعَيْنَيْكِ فِي الخَلْقِ مُلْكٌ إِذَا ما ** رَآهُ الرَّشِيدُ اْعْتَرَتْهُ الرِّيَبْ
- وَشَعْرُكِ لَيْلُ اْمْرِئِ القَيْسِ لَكِنْ ** بِغَيْرِ الهُمُومِ اْرْتَخَى وَاْنْسَكَبْ
- وَيَا يَاسَمِينُ خُلِقْتُ خَجُولاً ** سِوَى فِي اْثْنَتَينِ الهَوَى والغَضَبْ
- وَلَمْ أَكْتُبِ الشِّعْرَ فِيكِ وَلكِنْ** أَحَبَّكِ مِنْ نَفْسِهِ فَانْكَتَبْ
شرح قصيدة ياسمين التي من حلب
القصيدة تتناول مشاعر الشاعر تجاه محبوبته بشكل عاطفي عميق، حيث يستخدم الرمزية والمجاز للتعبير عن مشاعره المعقدة. يظهر في القصيدة الحنين والحب الصادق، وتتناول أيضًا التباين بين الطبائع الإنسانية مثل البخل والجود، والحرية والذل. تتجلى فيها صورة المثالية للجمال، وأن الحب يمكن أن يحدث دون تخطيط مسبق.
ويتمثل شرح قصيدة ياسمين التي من حلب فيما يلي:
"أَيَا يَاسَمِينُ التي مِنْ حَلَبْ وَأَهْلُكِ تركٌ وَأَهْلِي عَرَبْ":
- الشاعر ينادي الفتاة "ياسمين" التي تنحدر من مدينة حلب السورية، وهي رمز للجمال والأنوثة في القصيدة. والشاعر يذكر أن أهل ياسمين ينتمون إلى الأتراك، بينما هو ينتمي إلى العرب. هذه المقارنة الثقافية توضح الفارق بين الشاعر وأهل ياسمين، لكن الشاعر لا يعترض على هذا التباين؛ بل على العكس، يراه مصدرًا لجمال العلاقة.
"وما بيننا رغم ما بيننا سيوف تُسل ونارٌ تُشب"
- يشير الشاعر إلى الصراعات والتوترات بينهما، والتي قد تكون ناتجة عن الاختلافات الثقافية أو السياسية أو حتى العائلية، حيث يوجد بينهما مشاكل تنغص علاقتهما، مثل السيوف والنار.
"لعينيكِ سامحتُ هذا الزمانَ وكنتُ عليه طويل العتب"
- هنا، يظهر الشاعر أنه بسبب حبّه لمحبوبته، كان على استعداد للتغاضي عن كل ما مرّ به من صعاب وألم، وكان دائم العتب على الزمن والمواقف التي قوبل بها.
"جمالٌ يُبطّئ مرّ الرياح ويرجعُ بالنهرِ قبل المصب"
- يصف جمال محبوبته بأنه قادر على تغيير مجرى الأمور، مثلما يمكن أن تُغير الرياح مسارها بفضل الجمال الذي تمتلكه.
"غريبٌ على الدهرِ حسنُك هذا فديتِ ولا حسنَ إلا اغترب"
- الشاعر يعبر عن دهشته من جمال محبوبته، الذي يبدو غريبًا وغير مألوف في هذا الزمان، لدرجة أن هذا الجمال يكاد يكون غريبًا عن طبيعة العالم.
"وما عادةٌ للبخيلِ العطاءُ ولا عادةٌ للكريمِ الطلب"
- يشير إلى التباين بين الطبائع البشرية: البخيل لا يقدّم العطاء والكريم لا يطلب، ويستنتج من ذلك أن الحب لا يتطلب سعيًا أو طلبًا، بل يأتي طبيعيًا.
"وقد يحدث الحب من غير قصدٍ كما اتزنّت للنبي الخطَب"
- يعبر الشاعر عن أن الحب قد يحدث دون تخطيط أو إرادة، تمامًا كما حدث مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم حينما تلقى الخطبة دون أن يسعى إليها.
"وخيرُ الهوى ما يكونُ اتفاقًا بلا نيةٍ سبقت أو سبب"
- الشاعر يعتقد أن الحب الحقيقي هو الذي يحدث من دون تخطيط أو نية مسبقة، بل هو نتيجة للتقاء الأرواح بشكل عفوي.
"وشتان ماءُ الغيومِ الفجاءُ وماءٌ يُجاءُ به في القِرَب"
- يقارن بين نوعين من المياه: ماء الغيوم الذي يأتي فجأة وماء القرب الذي يُجمع ويُحفظ، ربما في إشارة إلى أن الحب قد يأتي بشكل مفاجئ وعفوي أو قد يكون نتيجة للسعي والتحضير.
"لعينيكِ في الخلقِ ملكٌ إذا ما رآهُ الرشيدُ اعترتهُ الريب"
- يعبر عن إعجابه بعيني محبوبته التي تحمل سحرًا وجمالًا يجعل كل من يراها يشعر بالحيرة والدهشة، حتى الحاكم الرشيد قد يشعر بالشك عند النظر إليها.
"وشعركِ ليلُ امرئِ القيسِ لكنْ بغيرِ الهمومِ ارتخى وانسكب"
- الشاعر يقارن شعر محبوبته بشعر الشاعر الجاهلي امرئ القيس، الذي كان يمتلئ بالهموم والآلام، لكن شعرها يتميز بالنعومة والرخاء، فهو غير مثقل بالهموم.
"ويا ياسمينُ خُلِقتُ خجولًا سوى في اثنتينِ الهوى والغضب"
- يصف الشاعر نفسه بأنه شخص خجول، لكن هذا الخجل يزول في حالتين فقط: عندما يكون في حالة حب أو غضب.
"ولم أكتبِ الشعرَ فيكِ ولكنْ أحبكِ من نفسِهِ فانكتب"
- في النهاية، يعترف الشاعر بأنه لم يكتب الشعر عن محبوبته بنية فنية، ولكن لأنه أحبها بصدق، فالشعر خرج من قلبه بشكل طبيعي.
الصور البلاغية في قصيدة ياسمين التي من حلب
قصيدة "ياسمين التي من حلب" للشاعر تميم البرغوثي تحتوي على العديد من الصور البلاغية التي تعزز الجمال الشعري وتضيف إلى المعاني عمقًا وثراء، وإليك بعض الصور البلاغية الواردة في القصيدة:
1. الاستعارة:
- "شَعْرُكِ لَيْلٌ": في هذا البيت، يشبه الشاعر شعر ياسمين بالليل، وهي استعارة تعني أن شعرها يملك لونًا غامقًا وهادئًا، مثل الليل الذي يرمز في الشعر إلى السكون والجمال والرهبة.
2. التشبيه:
- "شَعْرُكِ لَيْلٌ" (كما تم الإشارة إليه أعلاه): الشاعر يشبه شعر ياسمين بالليل، وهو تشبيه يعبر عن جمال الشعر وكثافته. وهو يُظهر لنا كيف أن الشاعر يرى في شعرها شيئًا هادئًا ومليئًا بالغموض.
- "وَأَهْلُكِ تركٌ وَأَهْلِي عَرَبْ":هنا الشاعر يقوم بتشبيه الاختلاف بين عائلتها وعائلته بالأعراق المختلفة: الترك والعرب، كأنهما تباين طبيعي في طبائع وأصول ولكن لا يعيق العلاقة.
3. الجناس:
- "حَلَبْ" و "عَرَبْ": استخدام الكلمات المتشابهة صوتيًا يعزز الإيقاع الداخلي للقصيدة ويوضح التباين بين الأصول والجذور الثقافية بين الشاعر وبين ياسمين.
4. المقابلة:
- الشاعر يقابل بين "تركي" و "عربي"، مما يعكس التنوع والتباين بين ثقافتين مختلفتين، ومع ذلك يبقى الحب بعيدًا عن هذه الحدود.
5. التكرار:
- في بعض الأبيات، قد يتم تكرار بعض الكلمات لتأكيد المعنى وتوطيد الصورة البلاغية في ذهن القارئ. مثل "ياسمين" و "من حلب"، إذ تُكرر للإشارة إلى هوية الفتاة التي يكون جمالها هو المحور.
6. الرمزية:
- "ياسمين": ياسمين ليس مجرد اسم للفتاة، بل هو أيضًا رمز للجمال والأنوثة. والـ "ياسمين" هنا يمثل جمال حلب وسحرها، مما يجعل الاسم يحمل معاني أعمق من كونه مجرد اسم شخص.
7. المفارقة:
- هناك نوع من المفارقة بين أصول ياسمين التركية و أصول الشاعر العربية. هذه المفارقة تظهر في تنوع الجنسيات لكن هذا لا يوقف العلاقة أو الحب بينهما، مما يرمز إلى تجاوز الحدود الثقافية في العلاقات الإنسانية.
الصور البلاغية في هذه القصيدة تستخدم أساليب مثل الاستعارة، التشبيه، والجناس، لتقديم رؤية شاعرية تُظهر عمق العلاقة بين الشاعر والفتاة، رغم التباين الثقافي. هذه الصور تساعد على إبراز مشاعر الشاعر تجاه ياسمين وتعكس جمال العلاقة والتجربة الإنسانية بعيدًا عن الحواجز.
من قائل ايا ياسمين التي من حلب؟
قائل قصيدة "ياسمين التي من حلب" هو الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي. تميم البرغوثي هو شاعر وأديب فلسطيني معروف، يعتبر من أبرز الشعراء في العالم العربي في الوقت المعاصر. وُلد في 13 يونيو 1977 في مدينة القاهرة، حيث كان والده الشاعر الفلسطيني المعروف مريد البرغوثي.
نبذة عن تميم البرغوثي:
- النشأة والتعليم: تميم البرغوثي هو ابن الشاعر والمفكر الفلسطيني مريد البرغوثي، الذي يعتبر من أبرز الشخصيات الثقافية في فلسطين. نشأ تميم في بيئة ثقافية غنية وكان له تأثير كبير على مجاله الأدبي. درس تميم البرغوثي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث حصل على درجة الدكتوراه في في العلوم السياسية.
- مسيرته الأدبية: يُعتبر تميم البرغوثي من أبرز الشعراء الفلسطينيين في العصر الحديث. يتميز شعره بالرمزية والعمق الاجتماعي والسياسي. غالبًا ما يتناول في شعره قضايا فلسطين والهوية والحرية والحقوق. وهو معروف أيضًا بأدائه الشعري المميز الذي يجذب جمهورًا واسعًا. تميزت قصائده بقوة التعبير وصوتها العاطفي الذي يعكس الحنين إلى الوطن.
- أعماله: أصدر تميم البرغوثي عدة مجموعات شعرية منها :القدس من في القدس إلا أنت"، "يا مدرك الثارات"، "قصيدة تقبيل"، و"قصيدة كم أظهر العشق من سر" . كما أن قصيدته الشهيرة "يا ياسمين التي من حلب" تعتبر واحدة من أشهر قصائده التي تعبر عن الحب والغرام والأحلام المشروعة بعيدًا عن الحدود الثقافية والسياسية.
- أدائه الشعري: من المعروف أن تميم البرغوثي شارك في العديد من الأمسيات الشعرية في مختلف الدول العربية، كما له عدة مشاركات في برامج ثقافية مثل برنامج "أمير الشعراء". بفضل أدائه المميز، أصبح له قاعدة جماهيرية واسعة في الوطن العربي.
- تميم البرغوثي يعتبر صوتًا أدبيًا مميزًا في الشعر العربي المعاصر وله تأثير قوي في التعبير عن قضايا الهوية والعدالة في العالم العربي.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21200