كتابة : حوريه
آخر تحديث: 19/04/2020

كيفية التخلص من الوسواس

يوجد اضطراب الوسواس القهري في حوالي 2.5 إلى 5 ٪ من المجتمع، مما يعني أنه بينكل 20 شخصًا، يوجد شخص يعاني من اضطراب الوسواس القهري، قد تكون السمة المميزة للاضطراب الوسواسي القهري أكبر معضلة مستقبلية أثناء التشخيص والعلاج، مما يعني أن الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري يخفي مرضه لسنوات.
قد يكون لدى المريض بالوسواس أفكار جنسية أو دينية أو غيرها يكرهها ولا يستطيع السيطرة عليها. وفي مقالنا هذا سنعمد إلى ذكر بعض الحلول الممكنة والمساعدة في التخلص من الوسواس...تابعوا معنا.
كيفية التخلص من الوسواس

تعريف الوسواس القهري

الوسواس القهري هو أحد الأمراض النفسية التي تصيب الفرد والتي يجب أن يتم علاجها فور اكتشافها فإن لم يحدث ذلك فإن هذا يؤثر على حياة الفرد بشكل عام بل ويؤثر على علاقته بكل من حوله، ويؤكد علماء النفس أن الوسواس القهري لا يرتبط بعمر محدد.

بل إنه يأتي للفرد ويصيبه في أي عمر ربما يكون صغيراً وربما يكون كبيراً، ويتمثل الوسواس القهري في قيام الفرد بأفعال معينة لمرات ومرات دون الإكتراث بهذا التكرار، ولعل الجميع يتسائل عن السر وراء تسمية هذا المرض بالقهري؟ دعونا نُجيب في السطور القادمة..

أعراض الوسواس القهري

وقبل أن نخوض في التعرف على الكيفية التي تجعلك تتخلص من الوسواس القهري، دعونا نتعرف على أعراض الوسواس القهري من أجل التعرف عليها عن قرب.

يؤكد الأطباء النفسيين أن مرضى الوسواس القهري تظهر عليهم العديد من الأعراض ولعل أهم تلك الأعراض هي زيادة سرعة دقات القلب، فضلاً عن الشعور بضيق التنفس ووجود حالة ظاهرة من الاضطراب الواضح في فترات النوم حيث يظل الشخص المريض يرغب في النوم ولكن جسده يأبى الراحة ويرفضها.

كما يُعد فقدان الشهية أحد أهم أعراض الوسواس القهري حيث يفقد المريض رغبته في تناول الطعام، كما يشعر بوجود حالة من الجفاف الشديد في منطقة الحلق، وفور ظهور تلك الأعراض يلازمها تواجد مجموعة من الأفكار السلبية التي تبدأ في السيطرة على تفكير المريض بل وتكون المحرك الرئيسي في كافة سلوكياته.

والجدير بالذكر أن هذه الأفكار لا تقتصر علي التفكير الدائم في وقوع كارثة كبيرة أو حدوث حالة وفاة مفاجئة بل إن مريض الوسواس القهري غالباً ما تراوده كثير من الأفكار الهدامة والتي تدفعه لارتكاب الكثير من المعاصي وهو في حالة من عدم الوعي وعدم السيطرة على السلوكيات التي يقوم بها كأن يقوم بالسرقة مثلاً.

ولكن كيف تتم آلية الوسواس بداخل الفرد؟... تبدأ من خلال الوسوسة بالعقل حيث يبدأ الشيطان في بث صوته بداخل الفرد يعمل على تكرار مجموعة من الأفكار التي تبدأ في التكرار بشكل آلي بداخل الفرد.

تبدأ هذه الأفكار بإيجاد سبيل لها في حياة هذا الفرد وبمجرد نجاحها فإن الأمر يبدأ في التزايد ولا يقتصر فقط على الأفكار بل ينتقل إلي المشاعر والجسد وبالفعل تبدأ من هنا خطورة الوسواس القهري.

أنواع الوسواس وطرق التخلص منه

الوسواس القهري

إن الوسواس القهري سمي بهذا الإسم نسبةً إلى أنه بالفعل يقهر صاحبه فالمريض هنا على الرغم من أنه يعلم تماماً أن كل تلك الأفعال التي يكررها لا فائدة من تكرارها لكن هناك قوى خفية داخلية هي التي تدفعه إلي تكرارها فيشعر أنه مقهور ومُحرك بواسطة آله.

وفي ما يخص كيفية إزالة الوسواس القهري فإن علماء النفس يؤكدون أن العلاج يتم في إتجاهين أساسين ألا وهما العلاج الدوائي ويمثل الإتجاه الأول والعلاج النفسي والذي يمثل الإتجاه الثاني، ويشيرون إلي أن من الأفضل أن يسير الإتجاهين معاً وأن الإكتفاء بواحد دون الاخر يجعل خطة العلاج غير مُجدية على الإطلاق.

الوسواس المرضي

دعونا نتحدث عن أولى طرق التخلص من هذا النوع من الوسواس المرضي ألا وهي العلاج المعرفي السلوكي وفيه يتم تعريض المريض لجلسات فردية أو جماعية حيث يقوم المعالج السلوكي من خلالها بتغير الأفكار والمعتقدات القهرية التي يعاني منها وإحلال أفكار أخرى إيجابيه محلها.

كما يتم تدريب المريض خلال تلك الجلسات علي ما يُعرف بالتعرض التدريجي للمخاوف، حيث يتم مواجهه المريض بمخاوفه ولكن بشكل تدريجي وتدريبه علي مجموعة من الآليات التي من خلالها يمكن أن يواجهه تلك الأفكار القهرية.

النوع الثاني من العلاجات التي يتم من خلالها التدخل بغرض منع المريض من الأفكار التي تغلب علي سلوكه هذه العلاجات، وهذه الأدوية تكون تحت إشراف الطبيب النفسي الذي يقوم بمتابعة الحالة ووضع الخطة العلاجية.

الوسواس والخوف

يعتبر الخوف نتيجة مترتبة على وجود الوسواس القهري فهما وجهان لعملة واحدة وفي هذا الصدد يؤكد علماء النفس أن علاج أحدهما يرتبط بشكل مباشر بعلاج الآخر.

حيث يتم تقديم خدمات العلاج النفسي للمريض من خلال تدريبه على إكتساب عادات جديدة في التفكير مما يجعله يتخلى عن التفكير الزائد وسوء الظن في المحيطين به وبالفعل ينجح العلاج النفسي في الوصول بالمريض للتعافي بشكل تام ليس من الوسواس القهري فحسب بل من الخوف أيضاً.

وفي ما يخص العلاج الكيميائي والذي يتمثل في الأدوية فإن الطبيب المعالج يُقدم مجموعة من الأدوية التي تعمل علي رفع نسبة السيروتونين تلك المادة التي قد أظهرت الدراسات الحديثة أنها تكون منخفضة للغاية لدى مرضى الوسواس القهري، وتتواجد هذه المادة الفعالة في كافة الأدوية المضادة للاكتئاب.

وهنا ينبه الطبيب المعالج علي المرضى أنه في حالة التعرض لأي أعراض جانبية فإنه يكون على تواصل مباشر معه حتى لا يتعرض المريض لانتكاسه في خطة علاجه لا قدر الله.

وعلى صعيد آخر فإننا نجد أن بعض الحالات المرضية تكون شديدة للغاية مما يترتب عليه اتخاذ العديد من الإجراءات الاحترازية والتي تتمثل في عزل المريض في غرفة بمفرده بعيداً عن المرضى الآخرين.

يتم تقديم مجموعة من الخدمات الفردية لهذا المريض حيث يتم تعريضه في كثير من الأحيان لجلسات صدمات كهربائية، ولكن هذه الاجراءات لا يتم إتباعها في الدرجات الشديدة من الوسواس القهري والخوف.

التخلص من الوسواس بالقرآن

لدينا إيمان تام بأن القرآن الكريم فيه شفاءً وذلك وفق ما أقره القرآن في كثير من آياته، وانطلاقاً من ذلك فإن العلاج بالقرآن الكريم يتم وضعه أحد أهم وأول الخطوات في الغالبية العظمى من الخطط العلاجية التي يتم وضعها بغرض التخلص من الوسواس القهري.

إن الأمر هنا يتم من خلال قراءة الآيات القرآنية ولكن شرط أن يكون المريض مؤمناً بكافة الآيات التي يقرأها ومؤمناً بكل ما جاء فيه وغير متبع لخطوات الشيطان ويكون علي يقين بأن كل ما يحدث له من أفكار هدامة وسلبية ما هي إلا أفكار ناتجة عن الشيطان ووسوسته.

وهكذا نكون قد تعرفنا عن المقصود بالوسواس القهري كأحد الأمراض النفسية التي تصيب الفرد وتبدأ ببعض أصوات الشيطان وتنتهي بمرض خطير يتحكم لأقصى حد في كافة تصرفات الفرد بل وتوجيهه، كما تعرفنا عن طرق وآليات التخلص من الوسواس وما يترتب عليه من اضطرابات أخرى كالقلق والخوف.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ