كيف تعالج الرهاب الاجتماعي؟
محتويات
كيف تعالج الرهاب الاجتماعي
- الرهاب هو شعور شديد بالخوف، شديد لدرجة أنه سبب قلقاً عنيفاً تجاه بعض الأشياء التي بمجرد أن يراها تظهر عليه أعراض القلق النفسي بشكل كبير.
- ويؤكد علماء النفس أن هذا المرض هو مرض نفسي وليس عقلي، بحيث أنه يمكن علاجه عن طريق الطرق النفسية، من جلسات نفسية وعلاج سلوكي أو بعض المهدئات التي تخفف من أعراض القلق النفسي الحاد الناتج من التعرض للمثير.
- ويجب هنا التفرقة بين الرهاب والخوف العارض المؤقت، فالخوف شعور عادي وليس شعور مرضي، وكذلك الخوف شعور عارض ينتهي بعد فترة، أما الرهاب فيستمر في تأثيره على صاحبه بشكل مستمر.
- وآخر فارق بين الرهاب والخوف أن الرهاب يكون من أشياء ليست مخيفة بطبيعتها، فالإنسان الذي يخاف من الظلام، فهو أمر طبيعي، أو يخاف من خطر النيران وسط الكوارث، فهو شعور طبيعي، أما الرهاب من الأماكن المرتفعة.
فالأماكن المرتفعة ليست مخيفة بطبيعتها، بل أن هناك من يحب أن يسكن في الأماكن المرتفعة لجمال مناظرها، ومناخها الجميل.
كيف ينشأ مرض الرهاب؟
- الرهاب أو الخوف الشديد المرضي ينشأ بطرق مختلفة، وهي تختلف بحسب الخلفية النفسية لكل مريض، وكيفية تأثره ورد فعله تجاه أحداث حياته السابقة.
- فالأحداث السلبية التي تعرض لها الإنسان ليست هي السبب في مرض الرهاب كما يعتقد البعض، ولكن السبب هو رد فعل المريض تجاه تلك الأحداث.
- فهناك من الناس من تعرض لنفس الأحداث السلبية، مثل موت صديق سقوطاً من أعلى مثلاً، فمن شاهد هذا الحدث ربما يصاب برهاب الأماكن المرتفعة، ولكن هذه الإصابة نتجت لأن استعداداته النفسية لم تؤهله لرد الفعل المناسب، بينما ربما وجدنا شخصاً آخر تعرض لموت صديق سقوطاً من أعلى عبر بنفس الموقف لكنه لم يصب بالرهاب.
- وإذا سلمنا بأن رد فعل كل إنسان يختلف عن الآخر حسب استعداداته النفسية، فإن ذلك يعني أنه إذا ما دخل مريض الرهاب في برنامج تأهيلي يؤهله نفسيا وعصبيا بشكل سليم، فإن رد فعله سيختلف تجاه هذا الحدث وسيتمكن من عبوره.
ما هي أنواع الرهاب؟
- هناك أنواع كثيرة من الرهاب، فهناك رهاب الأماكن المفتوحة وهناك رهاب الأماكن العالية، وهناك رهاب من الحيوانات، وهناك رهاب من أشياء عديدة، وأشياء خاصة تخص صاحب مرض الرهاب حددها حسب القصة المؤثرة التي مر بها في حياته وأثرت عليه.
- فربما وجدته لديه رهاب من المروحة، وربما وجدته لديه رهاب من حشرة معينة مثل الذباب أو ناموس، وعندما تستمع له ربما وجدته عايش حدثاً صعباً أثر على فكرته عن هذا المثير وجعله يشعر بالخوف الشديد جداً منه، لدرجة أنه يشعر بأعراض القلق بشكل واضح بمجرد التعرض له.
أعراض مرض الرهاب الاجتماعي
هناك أعراض لمرض الرهاب وهي من الممكن أن نجدها مجتمعة أو تأتي متفرقة على حسب طبيعة المريض، فهناك من يعبر عن مرضه بالتعرق.
وهناك من يعبر عن قلقه النفسي بتناول الطعام بشكل مفرط، وهناك من يعبر عن قلقه بالعزوف عن الحديث والصمت الطويل.
رحلة علاج مريض الرهاب
كيف نعالج مريض الرهاب؟ سؤال إجابته ليست بالكلمات، ولكن بالصبر والإرادة والعزيمة، فهناك مراحل يجب على مريض الرهاب المرور بها نذكر منها ما يلي:
الاعتراف بالمرض
هناك بعض المرضى لا يعترفون بأنهم مرضى، ويصرون على أنهم أصحاء رغم أنهم يعانون أشد المعاناة من قسوة المرض عليهم، ولنا أن نتخيل مريض الرهاب وليكن رهاب الخوف من القطط أو الكلاب.
لنا أن نتخيل كيف أنه يخاف من الذهاب لبعض أقاربه المقربين جداً لأنهم يقومون بتربية تلك الحيوانات في منازلهم، أو لأن هذه الحيوانات تسكن في نفس الشوارع المقيمين فيها.
أو أنهم يفوتون على أنفسهم فرص رائعة في العمل والزواج والحياة لمجرد أن مكان تلك الفرصة به تلك الحيوانات.
إن الاعتراف بالمشكلة يعد من أهم الخطوات التي تساعد على بدء خطوات العلاج بشكل فعلي.
المصارحة والمكاشفة
- في تلك المرحلة يحتاج المريض إلى المصارحة والمكاشفة الحقيقية مع الطبيب التخصص الذي يقوم بعلاجه، فلا يقوم بإخفاء بعض المعلومات الهامة عن طبيبه بدعوى الخجل أو لأنها حساسة ويجب أن تظل في كتمان.
- إن الطبيب لن ينجح في مهمته في العلاج، أو وضع برنامج علاجي فعال إلا عندما تتوافر لديه المعلومات الحقيقية والصادقة بشكل كامل، ذلك لأن هناك بعض المعلومات البسيطة التي قد يخفيها المريض.
تلك المعلومات تكون فارقة في وصف البرنامج العلاجي للمريض، فيقوم الطبيب باختيار طريق على حساب طريق آخر لمعلومة بسيطة عن المريض.
تحمل صعوبة مرحلة الانسحاب
- إن تلك المرحلة من أصعب المراحل التي قد يمر بها أي إنسان، لأنها مرحلة انتقالية قد يشعر فيها المريض ببعض التحسن في البداية، لكن سرعان ما يصيبه بعض الخذلان الملل لأن التقدم في العلاج لم يكن بالسرعة التي توقعها.
- وليس هذا فحسب، بل إن الانتكاسات تتكرر بشكل مفاجئ، لم تنتهي، ففي الوقت الذي يظن فيه أنه تحسن، يجد نفسه يصاب بنفس القلق عند تعرضه لنفس المثير.
- ولكن ومع ذلك كله فإن العلاج يؤتي ثماره ولكن بالتدريج، ليس دفعة واحدة، وعلى المريض أن يعرف أن الشفاء ليس بالنزهة السريعة، لكن هو تحد يجب عليه تحقيق النصر فيه.
- وهناك الكثير من المرضى الذين كانوا على أعتاب الشفاء النهائي، ولكن أصابهم اليأس وهم في المراحل الأخيرة، ذلك لأنهم لم يتحلوا بالتصميم، وهنا يمكن لمن عانى من تلك المشكلة أن يعاود المسير فطريق الشفاء قريب جداً لهم.
الوعي المستمر
- يخطئ من يتصور أن العلاج النفسي ينتهي بمجرد الوصول للشفاء، فإن الوصول للشفاء أمر جميل، والأجمل منه هو الحفاظ على هذا الشفاء.
- وللحفاظ على الشفاء وتمام العلاج من الرهاب يجب على المريض أن يستمر على توعية نفسه دائماً باستمرار بالمعلومات الإيجابية التي اكتسبها في رحلة علاجه، فالمعلومات التي اكتسبها وتدرب عليها في برنامجه التدريبي من الممكن جداً أن تتضاءل وتختفي من الذاكرة بجرد الانغماس في الحياة الانشغال بها، وحينها قد يتعرض المريض لانتكاسة جديدة غير متوقعة.
- فالشفاء الدائم يحتاج إلى توعية دائمة، وأسلوب حياة مستمر يعتمد على التعلم والتعليم المستمر الذي لا ينتهي أبداً، فهذا أمر مهم جداً في علاج الرهاب بشكل خاص، والعلاج من معظم الأمراض النفسية بشكل عام.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_5694