ما هي الشخصية الحدية؟ وما هي طرق علاج اضطراب الشخصية الحدية؟
أسرار الشخصية الحدية
تعتبر الشخصية الحدية من الشخصيات التي تمثل لغزاً كبيراً لدى بعض المتعاملين معها، وذلك لما لهذه الشخصية من تصرفات عجيبة جداً لا يمكن تحملها أو تصورها من المتعاملين معها لهذا:
- فكما ذكرنا في صدر تلك المقالة أن الشخصية الحدية تتميز بعدم الثبات في العلاقات التي تقوم بها، وهذا يؤدي بها إلى أنها قد تهتم بشخص معين في وقت من الأوقات، وتعتبره الصديق المقرب لها، أو الحبيب الذي كانت تبحث عنه، ثم بعد ذلك بيوم واحد أو يومين تفتعل المشكلات التي بها تنهي تلك العلاقة، وليس ذلك فحسب.
- بأن صاحبة تلك الشخصية تصف هذا الإنسان الذي كانت تعتبره أفضل شخص في الوجود هو أسوأ شخص في الوجود فهي تنقلب عليه من النقيض للنقيض.
- كما أنها في جانب شعورها بذاتها وبسعادتها تجد أيضاً صاحبة تلك الشخصية تنتقل من الحد إلى الحد الآخر بسرعة شديدة، فيوم تجدها سعيدة جداً بنفسها وبأعمالها وبإنجازاتها في الحياة، ثم بعد ذلك تجدها تيعش في اليوم التالي مباشرة في الحد الآخر من هذا الشعور وهو الشعور الشديد بالاكتئاب وعدم تقدير الذات.
- هناك مشكلة كبيرة لهذه الشخصية في مسألة توازنها النفسي، فهي تنتقل في وقت قصير بين العديد من المشاعر، ما بين الحب والكره والتقدير والاحتقار وغيرها من المشاعر في وقت قصير جداً.
- وجدير بالذكر أن هذه الأعراض كلها تكون بلا سبب واضح، فلا سبب واضح للحزن ولا سبب واضح للسعادة التي قد تشعر بها في اليوم التالي، أما في حالة وجود حدث محرك للمشاعر يوجد المبرر المنطقي لها فإنها لا تنطبق عليها تلك الصفات.
الاندفاعية عند الشخصية الحدية
تتميز الشخصية الحدية بالاندفاعية بشكل كبير، فما يرد في عقلها تنفذه بدون دراسة، ويظهر ذلك بوضوح فيما يلي:
- ربما وجدتها تندفع في حب شخص معين، وذلك دون حسابات للواقع ومدى جاهزية تلك الفكرة للتنفيذ.
- ربما وجدتها متحمسة لدخول مشروع معين، ثم تقدم عليه بشكل كبير، ثم قبل أن يؤتي بثماره تجدها تقوم بغلقه مرة أخرى دون أسباب محددة، رغم أن المشروع قد يكون قد نجح نجاحاً نسبياً، ولكن الحماسة له قد تغيرت.
- كما أنها لا تدرس العواقب التي قد تحدث نتيجة فكرة معينة، فقد تتبنى فكراً جنونياً، ذلك لأن صاحبة تلك الشخصية لا تدرس العواقب وآثار ذلك القرار، ولكنها تنفيذه بشكل سريع.
الشخصية الحدية قد تقدم على الانتحار
نعم عزيزي القارئ، تلك هي الحقيقة التي يؤكدها علماء النفس، أن صاحب الشخصية الحدية قد يفكر في لحظة في الانتحار، ثم يقدم على تنفيذ تلك الخطوة دون تفكير في عواقب هذه الخطوة، لذا يجب اتباع الآتي معها:
- يجب التعامل مع تلك الشخصية بحذر شديد، لأن صاحب تلك الشخصية يتأثر بشدة بالضغوط الحياتية، ومع تزايد تلك الضغوط قد يفكر في الانتحار وينفذه دون أن يكون هناك مبرر واضح لذلك.
- والمشكلة الكبيرة في هذا الشأن أن قرار الانتحار لا تسبقه مقدمات مع هذه الشخصية، فربما وجدت هذه الشخصية تتعامل بشكل طبيعي تماماً، ولا يوجد أي مبرر للانتحار.
- ومع ذلك تقدم على تنفيذ تلك الفكرة بمجرد تفكيرها فيها، وذلك لما لهذه الشخصية من اندفاعية في التصرفات والسلوكيات، حيث تعتبر الاندفاعية لهذه الشخصية من أوضح الصفات التي نلمسها فيها.
الاندفاعية والإدمان لدى الشخصية الحدية
- كما أن الاندفاعية لدى الشخصية الحدية تكون في أعلى معدلاتها مقارنة مع الشخصيات الأخرى التي تقل فيها نسبة الاندفاعية بشكل كبير عن هذه الشخصية.
- تملك الشخصية الحدية احتمالية في وقوعها بالإدمان كبيرة جداً، ولا يشترط أن يكون الإدمان مخدرات فقط، فربما كان في بعض السلوكيات المرضية، مثل العلاقات الجنسية وربما كان في مشاهدة المواقع الإباحية، وغيرها من السلوكيات الإدمانية.
- وهذا الإدمان يكون للتغطية على الصراعات النفسية الكبيرة التي تعيشها الشخصية الحدية نتيجة عدم الاتزان النفسي التي تعيشها في أعلى مستوياتها، حيث أنها تعيش في حالة عدم استقرار دائم، ينتج عنه آلام نفسية كبيرة نتيجة التساؤلات والاتهامات التي قد توجه لها.
- فيتم التشويش على آلام تلك الحالة بالانغماس في الإدمان لانشغال عن تلك الآلام، وكلما زادت الآلام، كلما زاد الانغماس في الحالة الإدمانية.
أسباب وجود الشخصية الحدية
هناك أسباب عديدة لوجود اضطراب الشخصية منها أسباب وراثية، ومنها أسباب أخرى، ولكن تثبت الإحصائيات أن هناك حدث مشترك لأكثر من ثلاث أرباع أصحاب الشخصية الحدية تسبب في وجود هذا الاضطراب، ويتمثل فيما يلي:
- هذا الحدث هو تعرض صاحب الشخصية الحدية لحادث اغتصاب أو تعرض للإيذاء الجسدي مثل التحرش، وخاصة إذا كان من يقوم بذلك أحد المقربين.
- وكذلك يشترك أصحاب الشخصية الحدية في معظمهم في تعرضهم في الصغر لسوء معاملة شديد جداً من الأهل في مرحلة الطفولة.
- حيث أن تلك الحالات تسبب العديد والعديد من الآثار النفسية القاسية التي لا يتحملها الطفل وتظل تلقي بظلالها على سلوكيات الطفل في مرحلة الطفولة وفي باقي مراحل حياته حتى يتم مواجهتها وعلاجها بطرق حاسمة ومدروسة.
علاج اضطراب الشخصية الحدية
يؤكد علماء النفس على أن هناك علاج لصاحب الشخصية الحدية، وهو إما أن يكون العلاج دوائياً أو نفسيا إكلينيكيا وقد يتضمن البرنامج العلاجي لصاحب هذه الشخصية دمج النوعين معاً في برنامج واحد إذا ما دعت الضرورة لهذا:
- وفي بعض الأحيان يتم البدء بالعلاج الدوائي ثم بعد ذلك يتم العلاج بالجلسات النفسية مع المختص بالعلاج النفسي، وذلك في بعض الحالات، وفي بعض الحالات الأخرى يكون الاضطراب بسيطاً ولا يحتاج إلى العلاج الدوائي ويتم الاكتفاء بالعلاج بالجلسات النفسية والعلاج السلوكي.
- وهنا يؤكد علماء النفس على أهمية تناول العلاج الدوائي النفسي للحالات النفسية بشكل عام وللشخصية الحدية بشكل خاص، حيث أن الشائعات التي تنتشر في بعض المجتمعات من أن العلاج النفسي الدوائي قد يسبب تلف في المخ أو قد يسبب نوع من الإدمان أو قد يسبب نوع من أنواع الجنون، هذا كله لا أساس له من الصحة.
- فيجب على صاحب الشخصية الحدية أن يقوم بتناول الدواء في المواعيد المحددة له، ولا يتم ذلك إلا تحت إشراف طبيب متخصص، ولا يتم تكرار الدواء ولا التوقف عنه إلا تحت إشراف الطبيب المختص.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16848