معلومات هامة حول الضغط النفسي
محتويات
الضغط النفسي
الضغط النفسي أو الإجهاد هو مجموعة منالتفاعلات الفيزيائية والفسيولوجية التي تحدث لدى الكائنات الحية، حين تواجه حالة عصيبة أو تجد نفسها في موقف صعب يوصف بأنه مرهق أو مجهد.
عوامل الإجهاد محيطة بنا في كل مكان في حياتنا اليومية، على مستوى العلاقات وعلى مستوى العمل والدراسة إلخ.. لذا فهو حالة تحدث لدى الجميع وعادة لفترة قصيرة. ولكن حين تصبح هذه الحالة مستمرة لفترة غير معقولة، حينها تصبح حالة مرضية، يطلق عليها: الضغط النفسي المزمن.
ويمكننا التعرف على هذه الأزمة النفسية عبر ملاحظةردود فعلالحالة المدروسة، سواء العاطفيةأو المادية-البدنية.
كما قلنا فحالات الضغط النفسي أو التوتر أو الإجهاد كلها مسميات للشيء ذاته، غالبا ما تكون طبيعية وعادية، ويتكفل الوقت بشفائها ومعالجتها.في المقابل، فحالة التوتر المزمنيمكن اعتبارها بأنها مرضية، ويمكن أن تؤدي إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، والصداع، واضطرابات النوموغيرها من الأضرار الأخرى التي تتجاوز البعد السيكولوجي، إلى الأبعاد الفسيولوجية.
لدى الأشخاص الذين يعانون من الربو مثلا، يمكن أن يسبب الإجهاد تفاقم أعراض الربو.وينطبق الشيء نفسه على الأشخاص الذين يعانون من الإكتئاب أو القلق أو الذين يعانون من اضطرابات نفسية أخرى.
وبما أن التوتر والضغط النفسي قديم قدم البشر، فقد وجدت جملة من الوسائل والتقنيات التي تهدف إلى مكافحته وتجاوزه، خاصة عندما يكون مزمنًا، من قبيل تمارين الاسترخاء، التنفسالهادئ، اليوغا وطبعا الجلسات النفسية أو الروحية إلخ..
أما بالنسبة للمواقف المجهدة الأكثر شيوعًا فهي: المقابلات، المخاطبة الشفهية لجمهور واسع أو حتى الوقوف على الخشبة أمام بضعة أناس غرباء، كما قد يحدث استجابة لخطر معين.في هذه الحالات، يمكن ملاحظة علامات مباشرة للضغط من قبيل: التنفس السريع، تقلص العضلات، زيادة معدل ضربات القلب، التعرق إلخ...
أسباب الضغط النفسي
الضغط والإجهاد النفسي ينتج عن التعرض للضغوطات المحيطة أو لمواقف تمثل "خطرًا" على الفرد، ويمكن أن يصاب الإنسان بهذه الحالة في سياقات مختلفة إعتمادًا على عمر الشخص وطبيعة علاقاته وميدان اشتغاله.
فالأطفال والمراهقون يعيشون التوتر بالأخص في منازلهم أومع زملائهم، وقد يتخذون ضده مواقف عنيفة ومؤذية. كما أن التلميذ والطالب مع كل اختبار فلابد من أن يزاوله إحساس بالضغط والتوتر.
في الجهة الأخرى فلدى البالغين، ستكون المواقف التي ينتج عنها إرتفاع الضغط في متاعب الحياة المهنية،أي في العمل مع كمية القلق المتراكبة بفعل المشاكل والتحديات. وضغط رؤساء العمل..وقد أظهرت الدراسات بشكل ملحوظ أن حالة الإجهاد المزمن لدى البالغين هي في الغالب نتيجة حالة القلق المتراكم.
يمكن أن يسبب التعرض للحالات الصادمة أيضًا ضغطا نفسيا مزمنًا. وهنا من المهم أن نميز حالة الإجهاد الحاد لحظة الصدمة، عن حالة الإجهاد اللاحق للصدمة، أيالذي لا يظهر إلا بعد فترة من وقوع الحادث، إما بشكل مستمر أو دوري. وهذان الاضطرابان هما نتيجة أحداث مأساوية مثلا: الوفاة، الحوادث، المرض الخطير، وما إلى ذلك.
يمكن أن تتجلى الأسباب الأخرى أيضًا لحالة التوتر النفسي في إدمان التدخين واستخدام المواد غير المشروعة أو اضطرابات النوم أو حتى تناول طعام غير مناسب.
جدير بالإشارة أيضا إلى أنه على وجه الخصوص، الأشخاص الذين يعانون من إجهاد مزمن ويواجهون حالات توتر نفسي طويلة الأمد لديهم معدل وفيات أعلى.
الحالات المعرضة للضغط النفسي
الضغط والتوتر حالة شائعة نواجهها جميعا خلال حياتنا اليومية.
ومع ذلك، تختلف شدة وتأثير هذه الحالة، من شخص لآخر بالنظر إلى شخصياتهم وقدراتهم على التعامل مع المواقف الصعبة والحرجة. والأفراد المكتئبون والقلقون معرضون بشكل خاص، لخطر مواجهة الضغط النفسي اليومي، وبالتالي معرضون أكثر لعواقبه وآثاره المدمرة في كير من الأحيان.
يمكن أن يكون الموقف المجهد مشابهًا لما يلي:
- الضغط الروتيني، في العمل، في المدرسة، مع أفراد الأسرة أو الضغط الناتج عن أي مسؤولية أخرى.
- الضغط المفاجئ، عن طريقتغييرمفاجئ وغير متوقع، مثل الطلاق، تغيير وظيفة أو السقوط ضحية لمرض.
- الضغط الناتج عن الصدمة، كمشاهدة كارثة طبيعية، هجوم إرهابي، الخ
المضاعفات المحتملة المرتبطة بالتوتر
يمكن أن تتطورالمشاكل الصحية الأخرىبعد حالة الإجهاد، نذكر منها ما يلي: ضعف الجهاز المناعي مما يجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والأمراض، واضطرابات الجهاز الهضمي، واضطرابات النوم أو حتى الاضطرابات التناسلية.
ويمكن أن يخلف أيضا آثارا واضحة مثل : الصداع، صعوبة النوم، الحالة السلبية المزمنة، التهيج، اضطرابات المزاج، إلخ.
علامات وأعراض الضغط النفسي
يمكن أن يتجلى الضغط والتوتر في جملة من العلامات والأعراض العاطفية والعقلية والجسدية.
- على المستوى العاطفي،قد يجد الشخص نفسه مرهقًا أو منزعجًا أو قلقًا لدرجة أنه يفقد احترامه لذاته.
- من الناحية العقلية، يمكن أن تكون العلامات الواضحة متمثلة في التفكير السوداوي السلبي، أو حالة القلق المستمرة، أو الصعوبة في التركيزواتخاذ القرارات والخيارات الصائبة.
- الأعراض الجسدية المرتبطة بالضغط هي غالبا الصداع، آلام العضلات، الدوخة، الغثيان، اضطرابات النوم، التعب الشديد واضطرابات الأكل.
يمكن أن تكون هناك علامات واضحة أخرى مثل الإقبال الشديد والتلهف لتعاطي الكحول والتبغ والمخدرات، وأيضا زيادة في الإيماءات والسلوكيات العنيفة أو حتى استبعاد العلاقات الاجتماعية.
وبناءا على ما سلف، فإنه يجب عدم التغاضي عن الإجهاد المزمن في حال الإحساس به، ويجب تحديده ومعالجته في أقرب وقت ممكن.
بعض النصائح لإدارة الضغط النفسي
يمكن أن تساعدك النصائح والحيل التالية في اكتشاف الإجهاد والتعامل معه:
- الإدراك الواعي والتعرف على علاماتالإجهاد (العاطفية والجسدية والعقلية).
- مناقشة الأوضاع التي تعاني منها مع أحد أحبائك أو حتى مع طبيب نفسي.
- ممارسة النشاط البدنييوميا والحرص على خوض الحياة الاجتماعية.
- القيام بتمارين الاسترخاء، مثل تمارين التنفس، على سبيل المثال.
- البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء في حياتك اليومية.
- الابتعاد قدر الإمكان عن الوسائط الإلكترونية والأخبار، ومحاولة تهدئة الذات عبر تخصيص وقت للتأمل وإنعاش الحياة الروحية.
التعامل مع التوتر في حال حدوث أية مضاعفات
كما ذكرنا توجد وسائل وتقنيات عديدة لإدارة الإجهاد ويوصى بها كملاذ أول.في هذه الخطوة، تمارين التنفس، تمارين الاسترخاء إلخ..متوفرة ومفيدة. ولكن ما إن تعجز كل هذه الوسائل عن تهدئتك وتخفيف حالتك، ويشرع الاكتئاب في التسلل إلى حياتك اليومية، والقلق يسيطر عليك خلال بضعة أسابيع دون انقطاع، حينها يصبح استشارة الطبيب النفسي والأخصائيين هو الخيار المثالي لاتخاذه، للقضاء على شبح البؤس والقلق والاكتئاب في بداياته، وتفاديا لما لا تحمد عقباه،
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_3261