آخر تحديث: 31/08/2023

هل التكاسل عن العبادات من أضرار المخدرات؟

التكاسل عن العبادات من أضرار المخدرات من العبارات التي يبحث الطلاب عن صحتها من خلال الدين، فلعلنا نتساءل كثيرًا عن أضرار المخدرات على العقل والبدن وإلى مدى ينظر الإسلام إلى الإدمان والمخدرات وكيف يمكن التصدي لمثل هذه الموبقات وتغيير حياة الشخص المدمن إلى حياة جديدة أفضل بالعبادات والتقرّب إلى الله تعالى، فلتكمل معنا قراءة الموضوع عبر موقعنا مفاهيم لتتعرف على الإجابة الصحيحة.
هل التكاسل عن العبادات من أضرار المخدرات؟

هل التكاسل عن العبادات من أضرار المخدرات؟

  • العبارة صحيحة: إذ أن خطورة الإدمان والمخدرات تكمن حقيقتها بمجرد أن يبتعد المرء عن الطاعات والعبادات المطلوبة منه، وهذا بسبب التكاسل فَمرة تلو الأخرى لا يستطيع الشخص أن يقوم بالعبادات المفروضة عليه خاصة أداء الصلوات.
  • لذا فإن التكاسل يضع المرء في موضع سيء وبالتالي ينصرف شيئا فشيئا إلى أصحاب السوء ممن يدمنون المخدرات، ليقع في براثنها دون أن يستشعر خطورة الأمر وكل هذا نتيجة تكاسله عن العبادات وابتعاده عن طريق الحق.

التكاسل عن العبادات وعلاقتها بالمخدرات

  • يعد التكاسل عن العبادات من أضرار المخدرات بل ومن أبرز أسبابها، لأنها دلالة على ضعف وثقل الطاعة على النَفس، وسنجد أن التكاسل يؤدي إلى الفتور ليصل بالمرء إلى الابتعاد عن الطاعات ومن ثم يسهل وقوعه في أيدي أصحاب السوء ليبدأ معهم خطوات الإدمان والمخدرات.

من أبرز العبادات التي يتكاسل عنها المرء وتصبح أثقل على قلبه في أدائها الصلاة لقوله تعالى:

" وَإِذَا قَامُوٓا۟ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُوا۟ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا".

وقوله تعالى: "وَلَا يَأْتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَٰرِهُونَ".

  • ففي هذه الآيات توضيح كافٍ لوصف من يتكاسل عن أداء الصلاة التي هي أساس العبادات والصلة بين المرء وربه، كما أنها الفاصلة بين الكافر والمؤمن.
  • إن التكاسل عن العبادات يؤدي إلى جعل النَفس فريسة للشهوات وعمل المنكرات وكل ما يجعل المرء بعيدًا عن طريق الحق والهِدايا.
  • سيلتف أصدقاء السوء من المدمنين حوله لينغرس معهم في نفس طريق المخدرات، وحينها لن يستطيع الخلاص من براثن الإدمان.
  • لذا فإن من المشاكل الخطيرة التي تتشكل بفعل انتشار المخدرات؟ تبدأ من التراخي والتهاون والتكاسل عن طاعة الله ورسوله والميل إلى الشهوات والفتن وحينها لن ينفع الندم.

العبادات حماية للفرد والمجتمع من المخدرات

كيف تؤثر المخدرات بشكل سلبي على المجتمع؟ في البداية تتسبب المخدرات مع الوقت في حدوث الآتي:

إذهاب العقل والحواس

  • أي تغيّب المتعاطي عن الواقع، مما يجعله في حالة من اللامبالاة وانعدام الإحساس بأي شيء، فالمخدرات عبارة عن مادة يتم استخلاصها من نبتة الحشيش أو الخشخاش المستخرج منها الأفيون والكوكايين وغيرها.
  • كما تُستَخرج المخدرات من مواد صناعية مثل الهيروين، والعقاقير المهدئة، وعقاقير الهلوسة، وجميع هذه الأنواع لها تأثير كبير على الجهاز العصبي المركزي المتحكم في وعي وتوازن الإنسان.

المخدرات من الكبائر

  • لذلك تم تحريم المخدرات لما لها من أضرار سلبية على الشخص، وتم إدراجها من الكبائر الواجب الابتعاد عنها نهائيا سواء كان جلب أو تعاطي أو شراء أو بيع.
  • وقد روى الإمام الترمذي رحمه الله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "لعن رسول الله صل الله عليه وسلم في الخمر عشرة عاصرها ومعتصرها، وشاربها وحاملها والمحمولة إليه، وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراه له" هذا دليل على أن كل ما يُذهب العقل والمال والصحة محرّم شرعا والمخدرات لها نفس التحريم لإذهابها العقل والصحة والمال.

سبب في التهاون وإضاعة النفس

  • إن التكاسل عن العبادات من أضرار المخدرات، فهي باب من أبواب التهاون وإضاعة النفس عن الطريق الصحيح، كما أنها أكثر خطورة في إضاعة الأهل والمال والولد.

لقوله تعالى: " يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّمَا ٱلْخَمْرُ وَٱلْمَيْسِرُ وَٱلْأَنصَابُ وَٱلْأَزْلَٰمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَٰنِ فَٱجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةَ وَٱلْبَغْضَآءَ فِى ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ".

  • إذن الآية الكريمة تؤكد على أن كل ما يُذهب العقل والنفس ويجعل المرء بعيدًا عن العبادات والطاعات ضرر يؤدي إلى التكاسل عن التقرّب إلى الله سبحانه وتعالى، والحماية من كل ذلك لن تأتي إلا بالتمسّك بأوامر الله تعالى وسنة رسوله صل الله عليه وسلم.

أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع

تتعدد أضرار المخدرات على الفرد والمجتمع من جهات مختلفة، بدءا من الصحة النفسية والعقلية والجنسية حتى الأخلاق والسمعة في الأسرة والمجتمع ككل، فلنوضح ذلك:

ما هي أضرار المخدرات على الفرد؟

  • الميل إلى العزلة والانطواء والوحدة بالابتعاد المتواصل عن الأهل والأحباب، مما يزيد من الانغماس في التعاطي ليصل إلى الاكتئاب والحزن لفقدان الدعم النفسي.
  • أيضا يصاب الفرد بالهلاوس السمعية والبصرية، البارانويا، وفي بعض الحالات يتجه المدمن إلى التفكير في الانتحار.
  • تدني المستوى التعليمي والتحصيل الدراسي بسبب انعزاله عن الخروج والتعامل مع الناس خاصة كان طالبا.
  • انخفاض الإنتاجية في العمل لتغيير سلوكيات المدمن وإهماله مظهره الخارجي وعدم قدرته على أداء مهامه الوظيفية على الوجه الأمثل قبل التعاطي.
  • التكاسل عن العبادات من أضرار المخدرات، فالشخص المدمن لا يستطيع أداء العبادات المفروضة لأنه أصبح متكاسلا ولديه شعور بالفتور، فإذا كان في الأصل يقوم بأداء العبادات لكان في ذلك حماية له من طريق المخدرات وغيرها.
  • إضاعة المال والوصول إلى الفقر الشديد لأن المدمن يبيع أي شيء من أجل جرعة مخدر مهما كلّفه الثمن.
  • تدهور العلاقات الحياتية للمدمن مع المحيطين به مهما كانت درجة الصلة، وهذا بسبب سلوكياته وأخلاقه التي تدنت نتيجة التقلبات المزاجية العنيفة لشدة تأثير المخدرات على العقل والجهاز العصبي.
  • ابتعاد الأصدقاء والأهل والجيران عنه، إلى جانب فقدانه الاستقرار العائلي.
  • الإصابة بأمراض الكبد المزمنة والسرطانات والسكتات الدماغية.

آثار المخدرات على المجتمع

  • تزيد المخدرات من انتشار الفساد داخل المجتمع وانحلال الأخلاق بصورة كبيرة.
  • ارتفاع نسبة البطالة والفقر والتشرد مما يؤدي إلى زيادة العبء على الحكومات.
  • انتهاك الآخرين لتزايد الجرائم من تحرش واغتصاب وقتل وسرقة.
  • تعرض الناس إلى حوادث السير المتكررة بسبب استهتار الأشخاص المدمنين للمخدرات لقيادة المركبات بكل استهتار وهم تحت تأثير المواد المخدرة.
  • التعدي على ممتلكات الغير مما يزيد من معدل السرقات، وهذا في حد ذاته سيساعد على جعل المجتمع غير آمن للعيش فيه.
  • زيادة العنف بين الآباء والتفكك الأسري وارتفاع حالات الطلاق وفقدان الأبناء الذين هم بُناةً المستقبل.
  • انتشار المرض نتيجة الأفعال الشاذة وتبادل الإبر بين المدمنين.
  • انهيار الوضع الاقتصادي لجهود الدولة في توفير مصحات لعلاج المدمنين وتأهيلهم للحياة من جديد.

الوقاية من المخدرات

لتجنب الاتجاه إلى المخدرات والانغماس فيها اتبع النصائح الوقائية الآتية:

  • في المقام الأول نشر التوعية دينيًا بأن التكاسل عن العبادات من أضرار المخدرات.
  • عدم مجالسة أهل السوء والفساد أو مخالطتهم مهما كانت درجة الصلة.
  • الرقابة الأبوية على الأبناء باستمرار جعلهم لا يشعرون بأنهم مراقبون.
  • إذا كان الشخص يعاني من بعض أعراض انتحارية أو أي مرض نفسي ما، ينبغي الذهاب إلى الطبيب المختص لتلقي الدعم والتأهيل النفسي السليم لتجنب اتجاهه إلى المخدرات.
إلى هنا نصل لختام موضوعنا التكاسل عن العبادات من أضرار المخدرات، وأن علينا تجنب الموبقات بالابتعاد عن جليس السوء في المقام الأول لحديث رسول الله صل الله عليه وسلم: "مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يُحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة".

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ