ما هو مفهوم فهم الذات عند الفلاسفة؟
مفاهيم فهم الذات
- أولاً: تعريف الباحث (هولتر) للذات على أنها: الطرق التي يلجأ إليها الشخص لكي يُعرف بها عن نفسه أمام الآخرين.
- ثانياً: تعريف الباحث (بول) للذات على أنها: نظام معقد داخل الإنسان، ينشأ على 4 مستويات مختلفة، وهم:
- المستوى العصبي.
- المستوي الاجتماعي.
- المستوي الجزيئي.
- المستوى النفسي، ويعد ذلك المستوى شائع جداً.
- وقال أيضاً أن مفهوم الذات يقوم على بعض الأبعاد، مثل: الجنس، والجنسية، والعرق.
- ثالثاً: تعريف الباحث (روجرز) للذات على أنها: عبارة عن مجموعة قيم ومفاهيم ترتبط بالفرد ارتباطاً وثيقاً، فهي مجرد تنظيم عقلي ومعرفي، وسمة من سمات الفرد.
- رابعاً: تعريف الباحث (روي) للذات على أنها: إدراك الفرد لنفسه، ويشمل ذلك صفات الفرد، ومن هو وما هي ذاته، كما قال بأن مفهوم الذات يتكون عند الشخص عبر مراحل نموه، وعبر عدة أشياء أخرى أساسية، مثل الناحية الجسدية، أو الصورة الذاتية، أو تقدير الذات، أو الكفاءة الذاتية، أو الوعي الذاتي، ولذلك نرى مدى اهتمام علم النفس بكيفية تطور مفهوم الذات ضمن النطاق البيئي الاجتماعي للفرد، بجانب اهتمامه بمدى تأثير مفهوم الذات على سلوكيات الأفراد.
- خامساً: تعريف الباحثين (لابين وجرين) للذات على أنها: شيء يقوم على نظرة وتقييم الشخص لنفسه، ويشمل ذلك أصوله ومظهره وقدراته ومشاعره.
- سادساً: تعريف الباحث (ديفيد) للذات على أنها: مجموعة من التصورات، وليست أكثر من ذلك.
- سابعاً: تعريف (العنزي) للذات على أنها: عملية بناء مختلفة ومتغيرة تتعرض لها النفس، حيث تقوم على عدد كبير من الاعتقادات والآراء التي تكونت مع مرور الوقت، التي نتجت من خبرات الفرد في مواقف الحياة.
فهم الذات عند الفلاسفة
نظر الفلاسفة القدماء إلى الذات على أنها عبارة عن إدراك الفرد التام للخير والشر.
- أولاً: مفهوم الذات عند الفلاسفة الشرقيون (كونفشيوس، وبوذا، وديالي): يصف الفلاسفة الشرقيون الذات على أنها طريقة الفرد في إدارة حياته للعيش والبقاء في الحياة، وقدرته على تقييدها والسيطرة عليها ومنعها من اللذات والرغبات.
- ثانياً: مفهوم الذات عند الفلاسفة الهنود:
- يتفق فلاسفة الهنود مع الفلاسفة الشرقيون في تعريف الذات، وهو ما يعرف بالفلسفة البراهمية، حيث يقومون بتقسيم آلهتهم إلى ثلاثة أقسام، وهم:
- براهما أي (الذات الكبرى).
- فشنو، وهو المسؤول عن جعل الذات المتدفقة من ضمن الفعل الإنساني.
- شيفا (الراقص الكوني)، وهو المسؤول عن تحقيق الذات.
- ثالثاً: مفهوم الذات عند الفلاسفة الصينيون: يتفق فلاسفة الصينيون مع فلاسفة الهنود، في رؤيتهم للذات، وكذلك الفلسفة اليابانية، لكنهم يضيفون إليها المثابرة والشجاعة والعمل، فتعريف الذات عند فلاسفة الشرق الأوسط تتكون من الصدق والبساطة والسذاجة.
- رابعاً: مفهوم الذات عند الفلاسفة الإغريق: تعددت مفاهيم الذات عند الفلاسفة الإغريق، وذلك بسبب كثرة الفلاسفة، ومن أشهرهم سقراط، وأفلاطون وأرسطو.
الذات عند سقراط
عرف سقراط الذات على أنها خليط من أربعة أشياء، وهي الدموي، والبلغمي، والناري والصفراوي، حيث يرى سقراط أن الذات هي المحرك الرئيسي للكون والوجود، فهي الإرادة والحكمة والإدراك الحسي والوعي.
وقد اشتهر سقراط بعبارة أعرف نفسك بنفسك، فهو يرى أن الإنسان ما هو إلا مجموعة من القدرات وملكات الشخصية، وأنه ذو عقل يستطيع التمييز والتحليل، إذن فالذات تنتج عن حياة تقوم على البحث والمعرفة والفكر.
الذات عند أفلاطون
يرى أفلاطون الذات على أنها تتميز ب 3 أمور، وهي:
- عالم المحسوسات، ويقصد به الانطباعات عن العالم المثالي.
- العالم المثل، أي يوجد نموذج تقوم عليه الحياة والوجود.
- عالم المحسوسات، أي الانطباعات المأخوذة عن العالم المثالي.
- عالم الموجدات الذهني، ويقصد به عقل الإنسان، ومن خلاله نصل إلى معرفة الحياة والإدراك.
- وقد اعتمد أفلاطون في تفسير مفهوم للذات على المثال، ومن خلال ذلك فهو ينفي قدرة الفرد على الابتكار أو الإبداع، فيرى أن ذلك مقتصر فقط على بعض الأشخاص.
الذات عند أرسطو
نظر أرسطو إلى الذات من منظور آخر، فقد استند على المظهر الخارجي، فهي إدراك العقل للواقع ثم تحويله إلى تجربة عن طريق الممارسات اليومية للأمور.
ما هو تعريف الذات في الفلسفة المعاصرة
تنظر الفلسفة المعاصرة إلى الذات على أنها عبارة عن التصرفات التي تنتج عن الإنسان من خلال مشاعره ورغباته ووجوده ومجالات حياته، وأن الذات تنمو بشكل متواصل، ولقد قام الفلاسفة المعاصرين بتصنيف الدراسات المعاصرة في الذات إلى ثلاثة أشكال وهي:
- أولاً: الذات الواقعية: وتعني الانطباعات التي يشكلها الآخرين عن الفرد، فهي غير ثابتة ومتغيرة دائماً، ويرجع ذلك إلى العوامل التي تحيط بالفرد، مثل البيئة أو المحيط أو نفسية الشخص.
- ثانياً: الذات المثالية: وتعني نظرة الفرد لنفسه، وصورته وفقاً لما يراه الآخرين، ويكون ذلك ضمن شروط يضعها الفرد لنفسه؛ مثل الأحداث اليومية، والاختلاط.
- ثالثاً: الذات الخاصة: وتعني معرفة وإدراك الفرد لنفسه بعيداً عن الواقع الموضوعي، والطريقة التي ينظر بها الفرد لنفسه أثناء انفعاله، وتتضمن أيضاً ردود أفعال الفرد، وتشمل رغباته وأهدافه.
ما هي طرق فهم الذات؟
توجد العديد من الطرق التي تساعد الفرد على فهم ذاته، ومن تلك الطرق:
- أولاً: التعرف على القدرات: فيجب على كل فرد أن يدرك القدرات التي يملكها، بحيث لا يزيد من قدر القدرات التي يمتلكها، مما يؤدي إلى تحمل بعض الأمور التي تزيد عن طاقتهم.
- ثانياً: تجنب العيوب الداخلية: كل فرد يعلم ما به من عيوب جيداً، ولذلك يجب على كل فرد أن يعترف بها، مما يساعد على تصليحها وتجنبها، دون التقليل من قدراتهم أمام الآخرين.
- ثالثاً: استثمار القدرات: تعد تلك الطريقة هي الطريقة السريعة لكي يتعرف الفرد على ذاته، ولذلك يجب على الفرد أن يقوم باستثمار قدراته فيما يلائمها من احتياجات، وأن لا يترك نفسه إلى الضعف والقلق.
- رابعاً: التعرف على مميزات الشخصية: يجب على كل فرد أن يقوم باستخدام ما يمتلكه من مميزات، وأن يحاول تطوير وتنمية تلك المميزات، وهي أقرب الطرق لكي يفهم الفرد ذاته ويعرفها.
ما هي العوامل التي تؤثر في تقدير الذات؟
يجب أن يراعي كل فرد للأمور التي تؤثر على مقدار تقديره لذاته، ومن تلك الأمور ما يأتي:
- أولاً: المقارنة مع الآخرين: يتعرض كثير من الأشخاص للمقارنة مع غيرهم، وذلك يؤدي إلى قلة تقدير الشخص لذاته، ولذلك تجنب مقارنة نفسك مع أشخاص أكثر أهمية أو نجاحاً.
- ثانياً: رد فعل الآخرين: تؤثر ردود أفعال الآخرين على نسبة تقدير الفرد لذاته، مثل أن يتعرض الفرد للإهمال أو للاهتمام.
- ثالثاً: الأدوار الاجتماعية: ينظر كثير من الأشخاص إلى دورهم الاجتماعي في المجتمع، فإذا كان ذو مكانة اجتماعية ناجحة، كأن يكون طبيب أو معلم أو مهندس، فذلك سيزيد من تقديره لذاته، أما إذا كان ذو مكانة اجتماعية قليلة، كأن يكون سجين أو فقيراً، فذلك سيقلل من نسبة تقديره لذاته.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12150