كتابة :
آخر تحديث: 17/10/2024

شرح قصيدة يعاتبني في الدين قومي - المقنع الكندي

قصيدة "يعاتبني في الدين قومي" للشاعر المقنع الكندي تعد واحدة من أبرز القصائد في الشعر العربي القديم، حيث تعكس مشاعر الشاعر وتعبر عن تجاربه الشخصية ومواقفه تجاه قومه.تتميز القصيدة بأسلوبها البلاغي الراقي، وتناولها لمفاهيم الكرم والشجاعة والكرامة. يبدأ المقنع بالتعبير عن شعوره بالخذلان من قومه، مُشيرًا إلى أنهم لا يقدرون جهوده وتضحياته، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على شرح القصيدة وتحليلها وأهم الصور البلاغية التي تتضمن عليها، تابعونا.
شرح قصيدة يعاتبني في الدين قومي - المقنع الكندي

قصيدة يعاتبني في الدين قومي

  • شكل القصيدة: عمودية
  • الغرض الشعري: عتاب
  • عدد أبيات القصيدة: 14 بيتًا
  • نوع البحر الشعري: البحر الطويل
  • قافية القصيدة: حرف الدال
  • كاتب القصيدة: المقنع الكندي (محمد بن عميرة بن أبي شمر بن فرعان بن قيس بن الأسود عبد الله الكندي)

كلمات قصيدة يعاتبني في الدين قومي

إليكم كلمات أبيات قصيدة يعاتبني في الدين قومي إنما للمقنع الكندي، وتشمل ما يلي:

يُعاتِبُني في الدِّينِ قَومي وَإِنَّما ** دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدَا

أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أُوسِرَ مَرَّةً ** وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهْدَا

فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً ** وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدَا

أَسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّع ** واثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدَّا

وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها ** مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردَا

وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ ** حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدَا

وَإِنَّ الَّذي بَيني وَبَين بَني ** أَبيوَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفٌ جِدَّا

أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن** هُمُ دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدَّا

فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم** وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدَا

وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم ** وَإِن هُم هَوَوا غَيِّي هَوَيتُ لَهُم رُشدَا

وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن ** هُمُ دَعوني إِلى نَصيرٍ أَتَيتُهُم شَدَّا

وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمُرُّ بي ** زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدَا

وَإِن هَبطوا غَوراً لِأَمرٍ يَسؤني ** طَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدَا

فَإِن قَدحوا لي نارَ زَندٍ يَشينُني ** قَدَحتُ لَهُم في نار مَكرُمةٍ زَندَا

شرح قصيدة يعاتبني في الدين قومي

في هذه الأبيات، يعبر الشاعر عن معاناته مع قومه وموقفهم المتناقض تجاهه، إليك شرح أبيات قصيدة يعاتبني في الدين قومي، وتشمل:

يُعاتِبُني في الدِّينِ قَومي وَإِنَّما دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدَا

  • يشكو الشاعر من أن قومه يلومونه على ديونه، ولكنه يوضح أن ديونه جاءت من إنفاقه على أمور تعود عليهم بالثناء والفخر، مما يجعل اللوم غير مبرر.

أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أُوسِرَ مَرَّةً وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهْدَا

  • يُظهر الشاعر كيف أنه يتقلب بين الغنى والفقر، وأنه يتحمل هذه الصعوبات حتى تصبح شديدة، وقومه لا يرون حجم المعاناة التي يمر بها.

فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباًوَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدَا

  • يوضح الشاعر أن فقره لم يجعلهم أقرب إليه، ولا غناه أبعدهم عنه، فهو ثابت في علاقته بهم بغض النظر عن حالته المادية.

أَسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّع واثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدَّا

  • يؤكد الشاعر أنه يسد ثغرات ومسؤوليات قد أهملها قومه، ويقوم بواجبه تجاههم حتى لو لم يقدروا على ذلك.

وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردَا

  • يصف الشاعر كرمه، حيث يقدم الطعام الوفير في إناء لا يُغلق بابه، مليء باللحم والطعام الذي يُشبع الآخرين.

وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدَا

  • يصف الشاعر حصانه القوي الذي يحمي بيته، والذي يعامله بكرامة، مما يدل على شجاعته وحرصه على حماية قومه.

وَإِنَّ الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبيوَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفٌ جِدَّا

  • يشير إلى وجود خلاف بينه وبين أبناء عمه، مما يعكس التباعد في المواقف والآراء بينهم.

أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُدَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدَّا

  • ينتقد بطء قومه في مساعدته، في حين أنه يلبي نداءهم بسرعة عند حاجتهم إليه.

فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدَا

  • يظهر سخاء الشاعر في العفو عن قومه، حتى لو أكلوا لحمه – أي ظلمه – فهو يحفظ لهم كرامتهم ويبني لهم المجد.

وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم وَإِن هُم هَوَوا غَيِّي هَوَيتُ لَهُم رُشدَا

  • يعبر الشاعر عن وفائه، حيث يحفظ سر قومه حتى لو خذلوه، ويختار طريق الرشاد لأجلهم، وإن سلكوا هم طريق الخطأ.

وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُدَعوني إِلى نَصيرٍ أَتَيتُهُم شَدَّا

  • يكرر الشاعر شكواه من بطء قومه في نجدته، لكنه رغم ذلك يسرع لنجدتهم عندما يستنجدون به.

وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمُرُّ بيزَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدَا

  • يستخدم الشاعر الطيور كرمز للحظ، فيقول إنه إن تمنوا له الشر، فهو يتمنى لهم الخير، فيعكس طيب قلبه.

وَإِن هَبطوا غَوراً لِأَمرٍ يَسؤنيطَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدَا

  • يعبر عن استعداده لتقديم ما يسرهم، حتى لو تمنى له البعض أذى.

فَإِن قَدحوا لي نارَ زَندٍ يَشينُني قَدَحتُ لَهُم في نار مَكرُمةٍ زَندَا

  • إذا أشعل قومه ناراً لتشويه سمعته، فإنه يشعل لهم نار المكرمات، ليعبر عن علو أخلاقه وكرمه، وعدم رد الإساءة بالإساءة.

اعراب قصيدة يعاتبني في الدين قومي

إليكم اعراب قصيدة يعاتبني في الدين قومي، وتشمل اعراب هذه الأبيات ما يلي:

يُعاتِبُني في الدِّينِ قَومي وَإِنَّما

  • يعاتبني: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل، و"النون" ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
  • في الدين: جار ومجرور متعلق بـ"يعاتبني".
  • قومي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء منعاً من ظهورها، والياء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
  • وإنما: الواو استئنافية، "إنما" أداة حصر.

دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا

  • ديوني: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء منعاً من ظهورها، والياء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.
  • في أشياء: جار ومجرور متعلق بـ"تُكسبهم".
  • تكسبهم: فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر تقديره "هي"، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به.
  • حمداً: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أُوسِرَ مَرَّةً

  • ألم: أداة استفهام وجزم.
  • يرَ: فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة.
  • قومي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل الياء، والياء في محل جر مضاف إليه.
  • كيف: اسم استفهام مبني في محل نصب حال.
  • أوسر: فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر تقديره "أنا".
  • مرة: مفعول فيه منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • وَأُعسِرُ حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا
  • وأعسر: فعل مضارع مرفوع، والفاعل مستتر تقديره "أنا".
  • حتى: حرف جر يفيد الغاية.
  • تبلغ: فعل مضارع منصوب بـ"حتى" وعلامة نصبه الفتحة.
  • العسرة: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • الجهدَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً

  • فما: الفاء استئنافية، "ما" نافية.
  • زادني: فعل ماضٍ، والنون ضمير في محل نصب مفعول به أول.
  • الإقتار: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
  • منهم: جار ومجرور متعلق بـ"زادني".
  • تقرباً: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

وَلا زادَني فَضلُ الغِنى مِنهُم بُعدا

  • ولا: الواو عاطفة، "لا" نافية.
  • زادني: فعل ماضٍ، والنون ضمير في محل نصب مفعول به أول.
  • فضل: فاعل مرفوع.
  • الغنى: مضاف إليه مجرور.
  • منهم: جار ومجرور متعلق بـ"زادني".
  • بعداً: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

أَسُدُّ بِهِ ما قَد أَخَلّوا وَضَيَّعوا

  • أسد: فعل مضارع مرفوع.
  • به: جار ومجرور متعلق بـ"أسد".
  • ما: اسم موصول بمعنى "الذي"، في محل نصب مفعول به.
  • قد: حرف تحقيق.
  • أخلوا: فعل ماضٍ، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هم".

ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدًّا

  • ثغور: مفعول به منصوب.
  • حقوق: مضاف إليه مجرور.
  • ما: نافية.
  • أطاقوا: فعل ماضٍ، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هم".
  • لها: جار ومجرور متعلق بـ"أسد".
  • سداً: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

وَفي جَفنَةٍ ما يُغلَق البابُ دونها

  • وفي: الواو حرف استئناف، "في" حرف جر.
  • جفنة: اسم مجرور.
  • ما: اسم موصول.
  • يُغلق: فعل مضارع مرفوع.
  • الباب: فاعل مرفوع.
  • دونها: جار ومجرور.
  • مُكلَّلةٍ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردا

مكللة: صفة مجرورة لـ"جفنة".

لحماً: مفعول به.

مدفقة: صفة مجرورة.

ثردا: مفعول به منصوب.

وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ

  • وفي: حرف جر.
  • فرس: اسم مجرور.
  • نهد: صفة مجرورة.
  • عتيق: صفة مجرورة.
  • جعلته: فعل ماضٍ.

حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدا

  • حجاباً: مفعول به منصوب.
  • لبيتي: جار ومجرور.
  • ثم: حرف عطف.
  • أخدمته: فعل ماضٍ.
  • عبدا: مفعول به منصوب.

وَإِنَّ الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي

  • إن: حرف توكيد.
  • الذي: اسم موصول.
  • بيني: جار ومجرور.
  • وبين: مضاف إليه.
  • بني: مضاف.
  • أبي: مضاف إليه مجرور.

تحليل قصيدة يعاتبني في الدين قومي وإنما

هذه القصيدة للشاعر المقنع الكندي، وهو شاعر عربي من العصر الأموي يُعرف بقصائده التي تعبر عن الشجاعة، الفخر، والكرم، وتشمل تحليل القصيدة في سياق المقنع الكندي:

1. تأثير شخصية الكاتب على القصيدة:

  • المقنع الكندي كان من الشعراء الذين يتمتعون بعزة النفس والكبرياء، وشُهِرَ بسماحة أخلاقه وكرمه، رغم تعرضه للانتقادات من قِبل قومه. وفي هذه القصيدة، يعبر عن التناقض بين مواقفه الشجاعة تجاه قومه وتخاذلهم معه.المحاور الأساسية للقصيدة:

2. عتاب قومه على لومهم له:

  • يبدأ المقنع بتوجيه العتاب لقومه الذين يلومونه على ديونه، مشيرًا إلى أنه استدان من أجل أشياء تعود عليهم بالفضل. فهو هنا يعكس الكرم والتضحية، ويشعر بأن لومهم له غير عادل.

3. تقديم المساعدة رغم الإهمال:

  • يوضح المقنع كيف أنه يحرص على ملء الثغرات التي يتركونها، سواء كانوا في حال يسر أو عسر. هذه الأبيات تعكس تضحيته وسماحة نفسه، حتى وإن لم يجد منهم التقدير.

4. التباين بين مواقفه ومواقفهم:

  • يشير المقنع إلى أن قومه لا يساندونه في المواقف الصعبة بنفس الحماس الذي يظهره لهم، وهو دائماً السبّاق لنجدتهم. هذا التباين يعكس خيبة أمله في قومه ويبرز عزة نفسه.

5. التسامح والتجاوز عن الإساءة:

  • الشاعر يظهر تسامحه وكرمه رغم إساءة قومه إليه، فهو يتمنى لهم الخير ويسامحهم على أخطائهم. هذا يسلط الضوء على قوة شخصيته وحبه للخير.

الصور البلاغية في قصيدة يعاتبني في الدين

القصيدة تحتوي على العديد من الأساليب البلاغية التي تعكس براعة المقنع الكندي في استخدام اللغة لإيصال مشاعره وتجاربه، وإليك بعض الأساليب البلاغية في القصيدة:

1. التضاد:

  • يستخدم التضاد لإبراز التناقض بين موقف الشاعر وقومه، مثل "يسر/عسر" و"يأكلوا لحمي/وفرت لحومهم" و"بنيت لهم مجداً/يهدموا مجدي". هذا الأسلوب يُبرز الفرق الكبير بين أفعاله وأفعالهم، ويزيد من تأثير المعنى.

2. الاستعارة:

  • "قدحوا لي نار زند يشيني": استعارة يُشبّه فيها النقد بالنار التي تحرق سمعته، مما يوحي بالأذى النفسي.
  • "قدحت لهم في نار مكرمةٍ زنداً": يستخدم استعارة القدح بالنار كناية عن تقديم الخير لهم، على الرغم من إساءتهم له.

3. الجناس:

  • يوجد جناس ناقص في كلمات مثل "يسري/عسري" و"قدحوا/قدحت"، مما يعطي القصيدة إيقاعًا موسيقيًا ويزيد من تناسق المعاني.

4. التكرار:

  • تكرار كلمات مثل "وإن" و"دعوني" و"وإنهم" يعزز الشعور بالشكوى ويُبرز مرارة التباعد بينه وبين قومه. التكرار هنا يُستخدم للتأكيد على استمرارية تضحياته رغم التجاهل المتكرر من قومه.

5. الطباق:

  • الطباق يظهر في عبارات مثل "يأكلوا لحمي/وفرت لحومهم"، حيث يُبرز الشاعر تباين معاملته مع معاملتهم، مما يزيد من أثر رسالته حول التناقض في الأخلاق.

6. التشبيه:

  • "في جفنةٍ ما يُغلق الباب دونها": الشاعر يشبه الجفنة التي لا يُغلق الباب دونها بكثرة عطاءه وكرمه، مما يجعل هذا التصوير ملموسًا في ذهن المتلقي.

7. المقابلة:

  • الشاعر يستخدم المقابلة بين أفعاله وأفعال قومه في عدة مواضع مثل "إن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم" و"إن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً". المقابلة تُسهم في إظهار التضاد بين النكران الذي يلقاه من قومه وعطاءه اللامحدود.

8. التشخيص:

  • "بلغت العسرة الجهدا"، حيث يجعل "العسرة" وكأنها قادرة على بلوغ حدّ المشقة، مما يعطي شعوراً بأن الصعاب تكاد تكون كائناً حياً يقاومه.

9. الكناية:

  • "ثغور حقوق" كناية عن المسؤوليات التي يعجز قومه عن الوفاء بها، لكنه يسعى لسدّها، مما يعكس كرامته وحرصه على إتمام الحقوق.

10. الأسلوب الإنشائي:

  • "ألم يرَ قومي كيف أوسر مرة": أسلوب إنشائي استفهامي يُستخدم لإثارة انتباه المتلقي وتساؤله حول موقف قومه منه.

نبذة عن كاتب قصيدة يعاتبني في الدين

  • المقنع الكندي هو محمد بن عميرة بن أبي شمر بن فرعان بن قيس بن الأسود عبد الله الكندي. ينتمي إلى قبيلة كندة الشهيرة التي كانت تسكن في جنوب الجزيرة العربية، وتحديدًا في منطقة حضرموت. كما أطلق عليه المقنع، يُقال إنه كان رجلاً شديد الوسامة، وكان يخفي وجهه بالقناع حتى لا تُصاب النساء بالافتتان بوسامته. وبهذا التفسير، كان المقنع يتخذ القناع وسيلةً للتواضع والابتعاد عن الأضواء، حتى لا يُلفت الأنظار إليه كثيرًا.
  • يُعرف المقنع الكندي بكرمه ونبله، وكان يعتبر رمزًا للوفاء والعزة بالنفس، إذ تحمل الكثير من الصعاب وضحّى من أجل قومه وأصدقائه. ويعد من الشعراء البارزين في عصره، حيث عُرفت قصائده بأسلوبها القوي ومحتواها الذي يعبر عن القيم النبيلة.
  • ترك المقنع الكندي أثرًا كبيرًا في الشعر العربي، إذ تناقلت قصائده عبر الأجيال، وتعد قصيدته "يعاتبني في الدين قومي" واحدة من أشهر قصائده التي عكست تجاربه ومواقفه تجاه قومه.

ومن أشهر قصائده:

  • في الظعائن والأحداج
  • إن عليا ساد بالنكرم
  • ولا تجعل الأرض العريض محلها
  • وإذا رزقت من النوافل ثروة
  • نزل المشيب فأين تذهب بعده
  • وكن معدنا للحلم واصفح عن الأذى.
في ختام الحديث عن قصيدة "يعاتبني في الدين قومي" للمقنع الكندي، نجد أنها ليست مجرد قصيدة بل هي تعبير عميق عن الصراع الداخلي الذي يواجهه الشاعر بين ولائه لقومه ومبادئه الخاصة. تجسد القصيدة الألم الناتج عن الجحود والنكران، لكنها في الوقت نفسه تعكس الشجاعة والثبات على المبادئ.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ