كتابة :
آخر تحديث: 11/02/2022

كيف تخرج من الإحباط

كيف تخرج من الإحباط؟ إنه سؤال مهم جداً الإجابة عليه، خاصة في تلك ‏الصراعات التي تدخلها كل يوم بلا نهاية.‏
حين تسأل نفسك كيف تخرج من الإحباط، يجب عليك أولاً أن تعلم ما هو ‏الإحباط في البداية، إنه حالة تصيب الإنسان الذي توقع حدث إيجابي ‏ولكنه فوجئ بواقع سلبي مناقض لما توقعه، حينها يشعر الإنسان بالإحباط ‏لعدم تحقق الحدث الإيجابي الذي توقعه، ولكن هل تستمر تلك الحالة مدة ‏طويلة، أم أنها تنتهي بعد دقائق معدودة، هذا ما سنحاول الإجابة عليه في ‏السطور القادمة في موقع مفاهيم.‏
كيف تخرج من الإحباط

كيف تخرج من الإحباط؟

هناك مسببات كثيرة لحالة الإحباط، يجب أن نتعرف على مسببات ‏الإحباط حتى نتمكن من الخروج منه بسلام، فمن مسببات الإحباط عدم ‏الحصول على النتائج الجيدة في التعليم أو العمل وعدم وجود علاقة جيدة ‏بين أفراد الأسرة أو بين الإنسان وأصدقاؤه أو سوء التفاهم الذي قد يحدث ‏بين بعض الأشخاص، أو حتى بين الإنسان ونفسه.‏

وفي كل الأحوال وأياً كان سبب الإحباط يجب أن تدرب نفسك على ‏الخروج من حالة الإحباط بسرعة، وعدم الاستمرار فيه طويلاً.‏

فيعتقد كثير من الناس أن الإحباط والنظرة السلبية للحياة والاستسلام ‏للأفكار الهدامة مشكلات لا يمكن الخروج منها، فهي من طبائع البشر، ‏ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، فالإحباط شعور طبيعي في بعض ‏الأحيان، ويمر به كل الناس بلا استثناء، ولا مشكلة في الشعور به في ‏بعض الأحيان ولكن المشكلة في استمرار الشعور به لمدة طويلة بدون ‏انقطاع.‏

الفارق بين الشعور بالإحباط الطبيعي والمرضي

الشعور بالإحباط كما ذكرنا في الفقرة السابقة شعور طبيعي في بعض ‏الأحيان، خاصة إذا كان هناك ما يبرره، كالرسوب في الامتحان، أو ‏انتهاء العلاقة بوظيفة معينة، أو خسارة مكسب مادي كان متوقع الحصول ‏عليه، ففي تلك الحالة الشعور بالإحباط أمر طبيعي تماماً لا يمكن أن نلوم ‏أي شخص من الشعور به، بل هو في بعض الأحيان لازم وضروري ‏حتى يتعلم الإنسان الدرس المستفاد من الحدث السلبي.‏

أما الشعور بالإحباط المرضي هو استمرار الشعور بالإحباط وتوقعه دون ‏وجود ما يبرر هذا الشعور على أرض الواقع، فيتوقع الإنسان النتائج ‏السلبية قبل حتى الدخول للتجربة.‏

وفي تلك الحالة يكون الإنسان في حالة من حالات التشاؤم الشديد الذي ‏يمنعه من اصطياد الفرص الجديدة في الحياة واستغلالها، فيظل في حالة ‏إحباط دائم غير مبرر، لخوفه من تكرار النتائج السلبية التي قد تكون ‏حدث له من قبل.‏

الإحباط في العلاقات الاجتماعية

من أهم مسببات الإحباط، الإحباط الناتج من بعض العلاقات الاجتماعية ‏الغير ناجحة، كوجود توترات بين الأب وابنه أو بين الزوج والزوجة أو ‏بين الأم وابنتها، تلك التوترات تؤثر بالسلب على كل أطراف الأسرة ‏وتجعل الإحباط دائماً هو سيد الموقف.‏

وتنتج التوترات عادة من سوء التواصل بين أفراد الأسرة، فالتواصل ‏الفعال بين أفراد الأسرة له دور كبير في وجود تفاهم مشترك بينهم، وحتى ‏في حالة وجود خلاف في وجهات النظر فإن التواصل بينهم والحوار ‏المتبادل يزيد من احتمالات الوصول لمساحة اتفاق مشتركة بينهم.‏

الاحباط في الحياة التعليمية

هناك بعض الإحباطات التي قد يقابلها الإنسان في مسيرته التعليمية، ‏خاصة وإن كانت غير ملائمة لميوله الشخصية والعقلية، حينها تزيد ‏احتمالات الرسوب، ويكون الإنسان في حالة من حالات توقع الإحباط في ‏كل مرة ينتظر فيها النتائج الدراسية.‏

وقد يحدث أن يظن الإنسان في نفسه أنه قام بتحصيل تعليمي جيد، ولكن ‏يفاجأ بنتائج الامتحانات مخالفة لهذا الظن، فيحدث الإحباط.‏

والخروج من حالة الإحباط الناتج من العملية التعليمية ممكن وجائز وله ‏خطواته التي تبدأ بمراجعة الأسلوب الذي يتم تحصيل المعلومات به، فقد ‏يكون غير مناسب للقدرات والسمات الشخصية.‏

وبعد المراجعة يجب أن يصل الإنسان إلى نتائج يبني عليها خطوات ‏محددة، فالمراجعة لا تكون بمجرد جلد الذات أو إهانتها فهذه ليست ‏مراجعة ولكن المراجعة الحقيقية هي دراسة يقوم بها الإنسان على نفسه ‏لمعرفة الأسلوب التعليمي الذي انتهجه مع نفسه، واكتساب أسلوب جديد ‏يجربه مع نفسه.‏

كيف تخرج من الإحباط ومبادئ تساعد على ذلك:

التدرج في التغيير

يجب أن يعلم الإنسان أن اكتساب عادات جيدة لا يأتي فجأة ولكن يأتي ‏بالتدريج، وتصحيح الأخطاء لا يأتي دفعة واحدة ولكن يأتي بالتدريج، ‏وهذا التدريج غير محدد المدة، فربما اتخذ الأمر أياماً وأسابيع، أو حتى ‏شهور، فلا عيب في ذلك، فلا تمل من تكرار الخطأ ولا يجب عليك ‏الاستمرار في الشعور بالإحباط طويلاً في حالة تكرار الفعل السلبي الذي ‏تريد تغييره، فاكتساب عادة جديدة له مدة زمنية يجب المرور بها حتى ‏تتعود عليها الموصلات العصبية بالمخ وترسل بها إشارات للأعضاء ‏لتقوم بها بشكل مناسب.‏

فلا تدع العبارات السلبية في حديثك مع نفسك بعد اليوم تكون هي سيدة ‏الموقف، ولكن اجبر عقلك وقبلك على قول العبارات الإيجابية باستمرار، ‏جرب ذلك مراراً وتكراراً حتى تنجح في ذلك، فإن الأمر يستحق المحاولة ‏حتى تنعم بصحة جيدة ونجاح في الحياة.‏

فكر في الحل

لا تحدث نفسك كثيراً في وصف المشكلة، فالمشكلة لها تفصيلات كثيرة ‏ربما إن ظللت في تكرارها لن تنتهي منها أبداً، ولكن عليك الانتقال من ‏مرحلة وصف المشكلة إلى مرحلة البحث عن الحلول، ثم تجريب الحلول، ‏ثم وضع خطة زمنية لكل حل، ثم تطبيق هذا الحل في حياتك لعدة أيام، ‏وتوقع أن لا ينجح هذا الحل من البداية، استمر في المحاولة ثم جرب حل ‏جديد في الأيام التالية.‏

المهم أن تفكر دائماً في تجريب الحلول كلما حدثت النتائج السلبية، فإن ‏التفكير في الحلول يساعد المخ على إنتاج هرمونات تساعد على الحماس ‏والنشاط والاطمئنان، أما التفكير في المشكلة فقط يضع قدراتك في أقل ‏مستوى لها، ويجعلك في دائرة مفرغة من الشعور بالحزن ثم توقع الفشل ‏ثم الخوف من التجربة ثم البقاء في حالة الإحباط.‏

لا تشغل بالك بما هو خارج عن قدراتك

يجب أن تعلم أن واجبك هو السيطرة على ما في قدراتك، اما ما خرج ‏عن قدراتك فأنت غير ملزم بتغييره، فوجود عوائق في العمل وشخصيات ‏سلبية وعدم وجود فرص متساوية لظهور الكفاءات كلها من الأمور التي ‏تخرج عن سيطرتك

ولكن عندما تنشغل بما هو في مقدورك كتدريب نفسك على مهارة جديدة ‏او تغيير موعد استيقاظك أو غير ذلك فإن تلك التغييرات في مقدورك، ولا ‏تدع نفسك تحدث بأن هذا التغير لا يجدي، فإن هناك نظرية مهمة تقول ‏أنك إن غيرت نسبة واحد بالمائة فقط من أخطائك كل يوم ستصل لنسبة ‏الـمائة بالمائة في خلال ثلاثة شهور.‏

وهذا يعني أنك عندما تقوم بتحديد هدف من أهدافك، فإنه غير مطلوب ‏منك تحقيق تغيير كبير كل يوم، فيكفي أن تقوم بتغيير بسيط كل يوم.‏

وأخيراً.. كيف تخرج من الإحباط؟ سؤال أدعوك للإجابة عليه بنفسك ‏وإعطاؤه حقه من التفاؤل والراحة النفسية والهدوء، وعدم مقابلة أي ‏مشاعر سلبية وذلك حتى تنجح في الخروج منه بسرعة. ‏

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ