ما هو رهاب الخلاء؟
جدول المحتويات
ما هو رهاب الخلاء؟
رهاب الخلاء هو نوع من أنواع الخوف والقلق الشديد، والذي يشير إلى حدوث مشكلة نفسية في الصغر في مسألة التعرض للناس ومواجهتهم، أو حدوث صدمة نفسية في الكبر أدت إلى حدوث رهاب من الخلاء أو رهاب الميادين.
وللتربية دور كبير في التعامل مع أحداث الحياة بشكل سليم، فليس هناك في حياة أي إنسان حياة مثالية خالية من الأحداث المؤسفة أو التحديات ضد المواقف التي تعرض النفس لتحديات صعبة، ولكن تحدث المشكلة حين يتم التعامل مع تلك المواقف بشكل خاطئ، فتزيد احتمالات الإصابة بهذا الرهاب، فما من سبيل إلا مواجهة الأخطاء ومحاولة عدم تكرارها في المستقبل، ويحاول موقع مفاهيم أن يقوم بعمل ثقافة نفسية في هذا الشأن لمساعدة أصحاب تلك الأمراض على العلاج.
مثال توضيحي للمرض
- هذا الولد محب جداً لوالده، ولكن والده يخاف عليه بشدة، لدرجة أنه يمنعه من الخروج من المنزل إلا في أضيق الحدود، حتى المدرسة لا يذهب إليها إلا في أوقات الامتحانات، ويعتمد في دراسته على الدروس الخصوصية، حيث يأتي المدرس له وحده ليشرح له المادة العلمية.
- في يوم من الأيام قرر والده أن يأخذه في نزهة خارج البلدة، وكانت لأول مرة يرى فيها زحاماً شديداً، وفي نفس الوقت فقد الطفل أثر والده وسط الزحام، حتى أن الطفل بكى كثيراً لأنه لم يجد والده رغم بحثه عنه في كل مكان، ظل ينادي عليه لعله يجده، ولكن بدون فائدة.
- حتى أنه وسط الزحام وجد أبوه يأخذ بيده من جديد بعد أن استبد به الرعب، فربط الطفل بين الزحام وبين هذا الموقف المؤلم وهذه الصدمة النفسية، فأصبح يخاف من مواجهة الزحام حتى لا تتكرر آلام الصدمة، وللإهمال الشديد في مواجهة تلك المخاوف تحول الأمر في النهاية إلى رهاب الخلاء أو رهاب الميادين.
علاج رهاب الخلاء
نعم عزيزي القارئ فما من داء إلا وله دواء، ورهاب الخلاء له علاج يعرفه المتخصصون في هذا المجال، وهو يعتمد على كسر حاجز الخوف بالتدريج، حيث أن مريض هذا المرض يمكنه أن يواجه الناس ولكن خطوة بخطوة حسب برنامج علاجي مدروس.
والتدرج هنا يجب أن لا يتم التسرع فيه، فلا يتسرع المريض في خطواته حتى لا يتسرع أيضاً في الحصول على نتائج، فكل خطوة في مواجهة الخوف يجب أن تأخذ وقتاً كافياً حتى يتفاعل الحدث مع مخاوف المريض.
وقد يستخدم مريض رهاب الخلاء في البداية شمسية يستخدمها في الانفصال عن الناس المحيطين به في البداية، أو يستخدم نظارة شمس ليداري نظرات عينية، يبدأ بهم الدخول في مواجهة الناس ثم يخلع النظارة بالتدريج في المرة التالية.
ومن الممكن أن يقوم مريض رهاب الخلاء باصطحاب أحد أصدقائه المقربين معه في الميدان، حتى يشجعه على الاستمرار في تلك التجربة الصعبة وبالتدريج لا يكون هناك حاجة لصديقه مع تكرار المحاولة.
قرار كسر حاجز الخوف
نعم عزيزي القارئ فهذا هو قرارك أنت إن اعترفت بينك وبين نفسك أن تلك الأعراض المذكورة في المقالة متشابهة تماماً مع ما تعانيه في الحياة، وعليك أن تعترف بهذا الاعتراف للمختص حتى يبدأ معك طريق العلاج.
ويمكن أن تعالج نفسك بنفسك في محاولة أولى منك، بأن تقوم بتجربة مواجهة الناس بصديق أو بالتدريج أو باستخدام أدوات، كل ذلك يساعدك على تجاوز تلك الأزمة.
حاول دائماً عزيزي القارئ مخاطبة نفسك بأجمل العبارات فالتوكيدات الذاتية لتدعيم الذات حالة هامة جداً في تلك الحالة، حيث أن الإنسان في تلك الحالة يكون في أشد الحاجة للشعور بالأمان والثقة، هذا الأمان وتلك الثقة التي ضربت في الصميم بتلك الأزمة التي تتمثل في الخوف من الأماكن المزدحمة.
الأساليب التي تخاطب العقل الباطن
- هناك العديد من الأساليب التي تخاطب العقل الباطن للإنسان، حيث أن هناك بعض الأشخاص لا يحبذون الأساليب التقليدية في العلاج النفسي ويحبون اللجوء لأساليب أخرى للعلاج.
- ويمكن مخاطبة العقل الباطن من خلال استخدام العبارات التوكيدية التي يوجهها الإنسان لنفسه من نفسه، حيث أن المريض يحرص على تكرار كلمات تؤكد الثقة بالنفس، مثل قول عبارة أنا جدع، أو أنا لا أخاف من الزحام.
- ويمكن أيضاً استخدام أساليب أخرى مثل الاسترخاء وتمارين التنفس التي تخاطب جانب اللاشعور عند الإنسان.
تمرين تنفس يساعد على مخاطبة اللاشعور
هناك تمرين يساعد الإنسان على مخاطبة اللاشعور عن طريق تمرين التنفس وهو بأن يأخذ المريض نفساً عميقاً ثم يتركه ببطء يخرج، وعند الخروج يقول لنفسه توكيدات يخاطب بها اللاشعور يقول فيها أنه لن يخاف من الزحام.
هذا التمرين يمكن أن يكرره المريض مرات عديدة ولا يتعجل النتائج مطلقاً، حيث أن التدريج وعدم التسرع شرط أساسي لنجاح البرنامج العلاجي الذاتي.
مساندة الأسرة لمريض رهاب الخلاء
- نعم فإن لأسرة المريض دور كبير في مساندة المريض نفسياً وذلك من خلال التدعيم بالكلمات الرائعة والمدعمة للثقة بالنفس، كذلك من الممكن أن يقوم الأب بمصاحبة الابن المريض في الأماكن المزدحمة حتى يشعره بالأمان.
- كذلك قيام الإخوة بعمل تشجيع للمريض للخروج من المنزل، وعدم تثبيط الهمة لدى المريض في مواجهة الناس، فمع التشجيع الأسري من الممكن أن يخرج المريض من أزمته سريعاً ويحسن التعامل مع معطيات الحياة المختلفة.
- من المعروف أن أي مريض معرض للانتكاسات أو بمعنى آخر حدوث التخوف من مواجهة الناس بعد تحقيق تقدم في تجاه الشفاء.
- ولكن يجب أن يعلم كل مريض أن الانتكاسات جزء لا يتجزأ من المرض، وأن الانتكاسات فرصة كبيرة لدراسة المريض لأخطائه ومعاودة المحاولة فيما بعد.
- ويمكن أن يساعد المريض نفسه من خلال تدوين ملاحظاته عن أسباب الانتكاسة، فتذكر الوقت السابق مباشرة للانتكاس له دور كبير في فيهم المثيرات التي تستثير الخوف داخل نفس الطفل.
- وحدوث الانتكاسة لا يعد كارثة محققة، ولا هي من الأمور التي يخجل منها الإنسان، فإذا ما حدثت الانتكاسة على المحيطين بالمريض توصيل رسالة هامة جداً، بأن أصدقائك لم يتركوك وأنك عزيزي القارئ تستحق حياة كريمة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16069