كيف تخرج من الإحباط
كيف تخرج من الإحباط؟
هناك مسببات كثيرة لحالة الإحباط، يجب أن نتعرف على مسببات الإحباط حتى نتمكن من الخروج منه بسلام، فمن مسببات الإحباط عدم الحصول على النتائج الجيدة في التعليم أو العمل وعدم وجود علاقة جيدة بين أفراد الأسرة أو بين الإنسان وأصدقاؤه أو سوء التفاهم الذي قد يحدث بين بعض الأشخاص، أو حتى بين الإنسان ونفسه.
وفي كل الأحوال وأياً كان سبب الإحباط يجب أن تدرب نفسك على الخروج من حالة الإحباط بسرعة، وعدم الاستمرار فيه طويلاً.
فيعتقد كثير من الناس أن الإحباط والنظرة السلبية للحياة والاستسلام للأفكار الهدامة مشكلات لا يمكن الخروج منها، فهي من طبائع البشر، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تماماً، فالإحباط شعور طبيعي في بعض الأحيان، ويمر به كل الناس بلا استثناء، ولا مشكلة في الشعور به في بعض الأحيان ولكن المشكلة في استمرار الشعور به لمدة طويلة بدون انقطاع.
الفارق بين الشعور بالإحباط الطبيعي والمرضي
الشعور بالإحباط كما ذكرنا في الفقرة السابقة شعور طبيعي في بعض الأحيان، خاصة إذا كان هناك ما يبرره، كالرسوب في الامتحان، أو انتهاء العلاقة بوظيفة معينة، أو خسارة مكسب مادي كان متوقع الحصول عليه، ففي تلك الحالة الشعور بالإحباط أمر طبيعي تماماً لا يمكن أن نلوم أي شخص من الشعور به، بل هو في بعض الأحيان لازم وضروري حتى يتعلم الإنسان الدرس المستفاد من الحدث السلبي.
أما الشعور بالإحباط المرضي هو استمرار الشعور بالإحباط وتوقعه دون وجود ما يبرر هذا الشعور على أرض الواقع، فيتوقع الإنسان النتائج السلبية قبل حتى الدخول للتجربة.
وفي تلك الحالة يكون الإنسان في حالة من حالات التشاؤم الشديد الذي يمنعه من اصطياد الفرص الجديدة في الحياة واستغلالها، فيظل في حالة إحباط دائم غير مبرر، لخوفه من تكرار النتائج السلبية التي قد تكون حدث له من قبل.
الإحباط في العلاقات الاجتماعية
من أهم مسببات الإحباط، الإحباط الناتج من بعض العلاقات الاجتماعية الغير ناجحة، كوجود توترات بين الأب وابنه أو بين الزوج والزوجة أو بين الأم وابنتها، تلك التوترات تؤثر بالسلب على كل أطراف الأسرة وتجعل الإحباط دائماً هو سيد الموقف.
وتنتج التوترات عادة من سوء التواصل بين أفراد الأسرة، فالتواصل الفعال بين أفراد الأسرة له دور كبير في وجود تفاهم مشترك بينهم، وحتى في حالة وجود خلاف في وجهات النظر فإن التواصل بينهم والحوار المتبادل يزيد من احتمالات الوصول لمساحة اتفاق مشتركة بينهم.
الاحباط في الحياة التعليمية
هناك بعض الإحباطات التي قد يقابلها الإنسان في مسيرته التعليمية، خاصة وإن كانت غير ملائمة لميوله الشخصية والعقلية، حينها تزيد احتمالات الرسوب، ويكون الإنسان في حالة من حالات توقع الإحباط في كل مرة ينتظر فيها النتائج الدراسية.
وقد يحدث أن يظن الإنسان في نفسه أنه قام بتحصيل تعليمي جيد، ولكن يفاجأ بنتائج الامتحانات مخالفة لهذا الظن، فيحدث الإحباط.
والخروج من حالة الإحباط الناتج من العملية التعليمية ممكن وجائز وله خطواته التي تبدأ بمراجعة الأسلوب الذي يتم تحصيل المعلومات به، فقد يكون غير مناسب للقدرات والسمات الشخصية.
وبعد المراجعة يجب أن يصل الإنسان إلى نتائج يبني عليها خطوات محددة، فالمراجعة لا تكون بمجرد جلد الذات أو إهانتها فهذه ليست مراجعة ولكن المراجعة الحقيقية هي دراسة يقوم بها الإنسان على نفسه لمعرفة الأسلوب التعليمي الذي انتهجه مع نفسه، واكتساب أسلوب جديد يجربه مع نفسه.
كيف تخرج من الإحباط ومبادئ تساعد على ذلك:
التدرج في التغيير
يجب أن يعلم الإنسان أن اكتساب عادات جيدة لا يأتي فجأة ولكن يأتي بالتدريج، وتصحيح الأخطاء لا يأتي دفعة واحدة ولكن يأتي بالتدريج، وهذا التدريج غير محدد المدة، فربما اتخذ الأمر أياماً وأسابيع، أو حتى شهور، فلا عيب في ذلك، فلا تمل من تكرار الخطأ ولا يجب عليك الاستمرار في الشعور بالإحباط طويلاً في حالة تكرار الفعل السلبي الذي تريد تغييره، فاكتساب عادة جديدة له مدة زمنية يجب المرور بها حتى تتعود عليها الموصلات العصبية بالمخ وترسل بها إشارات للأعضاء لتقوم بها بشكل مناسب.
فلا تدع العبارات السلبية في حديثك مع نفسك بعد اليوم تكون هي سيدة الموقف، ولكن اجبر عقلك وقبلك على قول العبارات الإيجابية باستمرار، جرب ذلك مراراً وتكراراً حتى تنجح في ذلك، فإن الأمر يستحق المحاولة حتى تنعم بصحة جيدة ونجاح في الحياة.
فكر في الحل
لا تحدث نفسك كثيراً في وصف المشكلة، فالمشكلة لها تفصيلات كثيرة ربما إن ظللت في تكرارها لن تنتهي منها أبداً، ولكن عليك الانتقال من مرحلة وصف المشكلة إلى مرحلة البحث عن الحلول، ثم تجريب الحلول، ثم وضع خطة زمنية لكل حل، ثم تطبيق هذا الحل في حياتك لعدة أيام، وتوقع أن لا ينجح هذا الحل من البداية، استمر في المحاولة ثم جرب حل جديد في الأيام التالية.
المهم أن تفكر دائماً في تجريب الحلول كلما حدثت النتائج السلبية، فإن التفكير في الحلول يساعد المخ على إنتاج هرمونات تساعد على الحماس والنشاط والاطمئنان، أما التفكير في المشكلة فقط يضع قدراتك في أقل مستوى لها، ويجعلك في دائرة مفرغة من الشعور بالحزن ثم توقع الفشل ثم الخوف من التجربة ثم البقاء في حالة الإحباط.
لا تشغل بالك بما هو خارج عن قدراتك
يجب أن تعلم أن واجبك هو السيطرة على ما في قدراتك، اما ما خرج عن قدراتك فأنت غير ملزم بتغييره، فوجود عوائق في العمل وشخصيات سلبية وعدم وجود فرص متساوية لظهور الكفاءات كلها من الأمور التي تخرج عن سيطرتك
ولكن عندما تنشغل بما هو في مقدورك كتدريب نفسك على مهارة جديدة او تغيير موعد استيقاظك أو غير ذلك فإن تلك التغييرات في مقدورك، ولا تدع نفسك تحدث بأن هذا التغير لا يجدي، فإن هناك نظرية مهمة تقول أنك إن غيرت نسبة واحد بالمائة فقط من أخطائك كل يوم ستصل لنسبة الـمائة بالمائة في خلال ثلاثة شهور.
وهذا يعني أنك عندما تقوم بتحديد هدف من أهدافك، فإنه غير مطلوب منك تحقيق تغيير كبير كل يوم، فيكفي أن تقوم بتغيير بسيط كل يوم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6075