كتابة :
آخر تحديث: 24/01/2025

ما هي التربية التقليدية للأطفال؟ وما هي الطريقة السليمة للتربية ؟

لا شك أن مرحلة الطفولة من أهم المراحل العمرية في حياة كل إنسان، والتي منها يكون الشخص إما ناجحًا ومبدعًا في الحياة أو شخص لديه مشكلات كثيرة في كل جوانب حياته، ففي هذه المرحلة تتكون شخصية الطفل وقناعاته عن نفسه. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن ما هي التربية التقليدية للأطفال؟
ما هي التربية التقليدية للأطفال؟ وما هي الطريقة السليمة للتربية ؟

نبذة تاريخية عن التربية التقليدية للأطفال

قبل التعرف على ما هي التربية التقليدية يجب أولا معرفة نبذة تاريخية عن هذه النوع من التربية، والتي يمكن ذكرها في النقاط التالية:

  • حيث بدأ الإنسان القديم يفكر في أمر التربية الخاصة بالأطفال منذ حوالي 5000 عام قبل ميلاد السيد المسيح.
  • وبدأ الإنسان القديم يفكر في الطرق أو الأساليب الخاصة بالتربية أو الأشخاص المؤهلين للتربية هل هم رجال الدين أم المدرسين أم من.
  • ومن هنا بدأ الإنسان في القيام ببعض الخطوات التي تساعد على تربية الأجيال الجديدة أو الأطفال.
  • حيث تم بناء المراكز الخاصة بتربية الأطفال، ومعرفة من أهم الأشخاص المؤهلين لتربية الأطفال، وتدريبهم على ذلك.
  • وأثناء قيام الإنسان القديم بكل تلك الخطوات السابقة بدأت العديد من المدارس في مجال الفلسفة في الظهور خاصة في الدولة الرومانية أو اليونانية، والتي بدأت تعلم عامة الشعب الطرق الصحيحة في التربية.
  • وما زال علم النفس يعتد ببعض من المدارس السابق ذكرها في المناهج النفسية لتربية الأطفال.
  • ظل الإنسان القديم يمارس التربية الكلاسيكية للأطفال حتى عام 450 م، وذلك بعد أن سقطت الدولة الرومانية، والتي كانت في هذا الوقت تعتنق الدين المسيحي، وهو الدين الرسمي للدولة في هذا الوقت.

ما هي التربية التقليدية للأطفال؟

  • تبدأ التربية الكلاسيكية للطفل منذ أن كان طفلا صغيرًا في بيت والديه ثم تمتد معه هذه التربية حتى عندما يلتحق بالمدرسة ثم الجامعة.
  • هذا النوع من التربية يكون مبني أكثر على المظهر الخارجي للطفل أو الأمور المادية وغير المادية التي يُعرف الطفل بها نفسه.
  • مثل الانتماءات الدينية أو الاجتماعية أو جنسية الدولة التي ينتمي إليها، وجنسه هو أيضا هل هو ولد أم بنت.
  • في التربية الكلاسيكية يبدأ الأبوان في تعليم الطفل بعض الأمور التي تجعله دائمًا مميزًا وناجحًا في الحياة حتى لو على حساب الآخرين.
  • ومن هنا يكون هذا الطفل أناني أو مستغل للآخرين عندما يكبر، كذلك الأمر بالنسبة للانتماءات الدينية.
  • فعلى سبيل المثال يبدأ الطفل يكتسب صفة الغرور والكبر في حال عرف بطريقة ما أنه ينتمي إلى دين ما يعتقد أنه أفضل من الدين الآخر.
  • وأن أي شخص غير منتمي لدين هذا الطفل هو شخص غير مؤمن أو ليس على نفس الدرجة من القرب من الله مثله.
  • ومن هنا تبدأ العديد من المعتقدات والمفاهيم الخاطئة تتكون في اللاواعي للطفل.
  • والتي منها معتقدات عن الله، وأنه بشر يفرق بين البشر على أساس دين أو جنسية أو جنس أو عرق أو لون البشرة أو المستوى التعليمي.

تعريف التربية التقليدية

التربية التقليدية هي نوع من التربية يركز على نقل المعارف والقيم والعادات الاجتماعية من جيل إلى آخر باستخدام أساليب وأساليب تقليدية. غالبًا ما تعتمد التربية التقليدية على التلقين والتعليم المباشر، ويتم فيها التركيز على احترام السلطة والطاعة وحفظ القواعد.

  • كذلك تتكون لدى الطفل معتقدات سلبية عن نفسه مثل أنه غير كافي أو غير جيد بالقدر الكافي في حال لم يفعل عبادة أو طقس ديني ما يقربه من الله.
  • وتخلق عن الطفل عقدة الذنب، التي تؤثر سلبا على حياته فيما بعد، ويعامل نفسه على هذا الأساس.
  • بالإضافة إلى أن هذا الطفل يعامل الآخرين على أساس أنهم مقصرون ومذنبون، وبلا قيمة.
  • وعندما يكبر هذا الطفل يكون لديه العديد من المشكلات في الحياة التي تكون في كل جانب من جوانب حياته.
  • وأولى تلك الجوانب التي تتأثر سلبا بمعتقدات هذا الطفل هو جانب علاقته مع ذاته، والتي منها تتكون علاقة الشخص مع خالقه.
  • ومن هنا نستنتج أن التربية التقليدية تركز أكثر على المظهر الخارجي للشخص أو الطفل، وليس على الداخل أو الباطن.
  • حيث تركز هذه التربية على أن يكون الشخص الأفضل في كل شيء، وأن يكون عند حسن ظن الآخرين.
  • وألا يخرج عن القطيع أو الوعي الجمعي للمجتمع الذي ينتمي إليه، وإلا بذلك سيكون شاذًا أو معتوها أو مريض نفسي، وأن ما تربى عليه هو الأفضل له.

خصائص التربية التقليدية

تشمل خصائص وسمات التربية التقليدية، ما يلي:

  1. الحفاظ على القيم والعادات والتقاليد ونقلها من جيل إلى آخر.
  2. التركيز على التلقين وحفظ المعلومات.
  3. مناهج تقليدية غير متجددة تعتمد على معلومات ثابتة لا تتغير مع الزمن.
  4. تهتم بالجوانب الأكاديمية مثل القراءة، الكتابة، والحساب، مع إهمال الجوانب النفسية، الاجتماعية، والجسمانية.
  5. تُعلم احترام الأنظمة والقواعد بشكل صارم، ما يعزز من الالتزام والامتثال داخل البيئة التعليمية.

سلبيات وإيجابيات التربية التقليدية

بينما كانت التربية التقليدية فعّالة في الحفاظ على القيم والمعرفة التراثية، إلا أنها تفتقر إلى التكيف مع متطلبات العصر الحديث وتحدياته، وفيما يلي نتعرف على أهم إيجابيات وسلبيات التربية التقليدية، وتشمل:

إيجابيات التربية التقليدية:

  1. الحفاظ على التراث والقيم المجتمعية: تساهم في نقل القيم الثقافية والتقاليد من جيل إلى آخر، مما يعزز الانتماء والهوية الثقافية.
  2. تعزيز النظام والانضباط: تُعلم الطاعة واحترام القوانين والنظام، مما يُسهم في خلق أفراد ملتزمين بالقواعد.
  3. وضوح المناهج والأهداف: المناهج تكون واضحة وثابتة، مما يجعل العملية التعليمية مستقرة ومنظمة.
  4. التركيز على الأساسيات: تهتم بالمهارات الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب، مما يضع أساسًا قويًا للتعلم.
  5. دور المعلم كمصدر للمعرفة: يضمن وجود شخص خبير وموجه يساعد الطلاب على التعلم واكتساب المعارف.
  6. تقوية الروابط الاجتماعية: تُعزز قيم التعاون والعمل الجماعي داخل الأسرة والمجتمع.

سلبيات التربية التقليدية:

  1. إهمال التفكير النقدي والإبداع: التركيز على الحفظ والتلقين يؤدي إلى ضعف مهارات التحليل وحل المشكلات.
  2. تجاهل الفروق الفردية: لا تراعي اختلاف قدرات الطلاب واحتياجاتهم، مما قد يؤدي إلى إحباط بعض المتعلمين.
  3. جمود المناهج: المناهج التقليدية غالبًا غير متجددة ولا تتماشى مع التطورات العلمية والتكنولوجية.
  4. دور المتعلم السلبي: يجعل الطالب مجرد متلقٍ للمعرفة، دون مشاركته الفعالة في العملية التعليمية.
  5. غياب التكنولوجيا والابتكار: تعتمد على الأساليب التقليدية، مما يجعلها أقل كفاءة في مواجهة تحديات العصر الحديث.
  6. التأثير السلبي على الاستقلالية: تُعزز الطاعة المطلقة على حساب تطوير شخصية المتعلم المستقلة وقدرته على اتخاذ القرارات.
  7. إهمال الجوانب النفسية والاجتماعية: تركز على الجانب الأكاديمي فقط، دون الاهتمام بالجوانب العاطفية والاجتماعية للطلاب.
  8. الضغط النفسي والتوتر: قد يشعر الطلاب بالضغط بسبب الأساليب الصارمة والمناهج التي تعتمد على الحفظ والاستظهار.

الطريقة السليمة للتربية في علم النفس

يقدم علم النفس الكثير من النصائح والطرق التي يمكن من خلالها تربية الأبناء بشكل سليم، حتى يصبح الطفل فيما بعد شخصا سويا نفسيًا، وناجحًا في الحياة، ومن أهم هذه النصائح والطرق:

أولا: تخلي الوالدين عن التوقعات أو المثالية والكمال

  • من أكثر الأخطاء التي يقع بها الوالدين عند تربية أبنائهم هو فخ المثالية أو التوقعات.
  • حيث يرغب الوالدين في جعل أبنائهم الأفضل في كل شيء، وأنهم يتوقعون منهم ذلك.
  • وهذا أمر مستحيل ومرهق للغاية لشخص بالغ، وطفل صغير، ولا يتناسب هذا الأمر مع الطبيعة البشرية.
  • والأصح هو أن يكون الشخص على طبيعته دائما، ويتقبل نفسه في كل الأوضاع والأحوال.
  • ولذلك من المهم جدا أن يقوما الوالدين بالتخلي عن هذا الأمر، وتعليم وتربية الطفل على أن يكون واثقا من نفسه مهما كان وضعه الظاهري أو الباطني.
  • وأن يكون الشخص كما هو، أو أن يكون ما يريده في الحياة، وليس كما يريد الآخرين مع احترام الآخر حتى وإن كان مختلفا عنه في الكثير من الأمور.
  • أو أن هذا الآخر مختلف مع الشخص في طريقة التفكير ونظرته للحياة.

ثانيا: اتباع مبدأ الثواب والعقاب

  • من المهم جدا أن يتبع الوالدين مع الطفل مبدأ الثواب والعقاب على سلوك الطفل، وليس للطفل نفسه.
  • كما يجب على الوالدين توضيح هذا النقطة للطفل سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر حتى لا يفقد الطفل الثقة في نفسه.
  • ففي حال قام الطفل بعمل سلوك مخالف للتعليمات التي تربى عليها أو قالها لها الوالدين بهدف الحفاظ على سلامته أو سلامة الآخرين.
  • هنا الطفل يستحق العقاب، ويتم توضيح ذلك للطفل، وتوضيح طريقة العقاب.
  • كذلك في حال قام الطفل بإنجاز أمر ما سواء كان صغيرا أو كبيرا فمن الجيد مكافأته على الأمر.
  • إما أن يكون ذلك بشكل معنوي مثل الثناء والشكر له أو أن يكون ذلك على شكل أفعال مثل الخروج مع الطفل في نزهة للخارج.
  • كذلك يجب الانتباه لأمر غاية في الخطورة ألا وهو ألا يكون الثناء على الطفل أو قول عبارات المدح له في حال قام الطفل فقط بعمل أمر جيد.
  • لكن يجب على الوالدين عمل ذلك بتوازن مع الطفل حتى وإن لم يفعل شيئا جيدا.
  • حتى تزيد ثقة الطفل في نفسه، ولا يعتقد أنه غير جيد طالما أنه لم يفعل أمرا جيدا.

ما الفرق بين التربية القديمة والتربية الحديثة؟

تشمل الفرق بين التربية القديمة والتربية الحديثة:

الجانب التربية القديمة التربية الحديثة
الهدف الرئيسي نقل المعارف والقيم والتراث كما هي من جيل إلى جيل. تنمية شخصية المتعلم وتطوير مهاراته وقدراته ليتكيف مع العصر الحديث.
دور المعلم مصدر المعرفة الأساسي وصاحب السلطة المطلقة. موجه وداعم، يساعد المتعلم على استكشاف المعرفة بنفسه.
دور المتعلم متلقٍ سلبي يعتمد على الحفظ والتلقين. متعلم نشط يشارك في العملية التعليمية بالبحث والنقاش والتجربة.
طرق التدريس التلقين والحفظ، مع قلة في التفاعل أو التجارب العملية. طرق متنوعة مثل التعلم التفاعلي، التجارب العملية، والتعلم القائم على المشروعات.
المناهج الدراسية تقليدية وثابتة، مع التركيز على حفظ النصوص والمعلومات. مرنة ومطورة باستمرار لتناسب احتياجات العصر ومتطلبات سوق العمل.
التركيز الاهتمام بالجوانب الأكاديمية فقط، مثل القراءة والكتابة والحساب. الاهتمام بجميع جوانب النمو: الأكاديمية، الاجتماعية، النفسية، والبدنية.
القيم والتقاليد تأكيد على الطاعة واحترام السلطة والتركيز على القيم المجتمعية. تعزيز التفكير النقدي والاستقلالية واحترام التنوع الثقافي.
التكنولوجيا غائبة أو محدودة. توظيف التكنولوجيا الحديثة كجزء أساسي من العملية التعليمية.
الفروق الفردية تجاهل الفروق الفردية بين المتعلمين. مراعاة الفروق الفردية وتكييف التعليم لتلبية احتياجات كل متعلم.
الاستعداد للمستقبل التركيز على الحاضر والمحافظة على التراث. إعداد المتعلمين ليصبحوا مبتكرين وقادرين على التكيف مع متغيرات المستقبل.
كانت هذه بعض الأمور التي توضح ما هي التربية التقليدية للطفل، وكيف نشأت وكيف تتم، وبعض النتائج التي تفيد في تربية الطفل تربية سوية وسليمة حتى يصبح شخصا فعالا في الحياة بشكل أو بآخر. ونستنتج من كل ذلك أن تربية الطفل لا بد أن تركز على ما بداخل الطفل أو زرع بعض الأفكار والمعتقدات في عقله اللاواعي التي تجعل الطفل عندما يكبر شخصا واثقا من نفسه، ومحترما لذاته وللآخرين.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع