آخر تحديث: 28/04/2024

متى تسقط كرامة المرأة في حياتها الزوجية؟

متى تسقط كرامة المرأة إنها إشكالية متعددة الجوانب، فهناك من يتصور بأنه لا كرامة بين الزوجين أو أن ليس في الحب كرامة، أو أن هذا الأمر لا يعني شيئًا لكثرة تضحيات المرأة، لكن لا يُعقل أن يكون الإنسان مُجرّدًا من الكرامة. ويكفي أن الدين الإسلامي أتى لحفظ كرامة المرأة والرجل على حدٍ سواء، لذا سنقدم من خلال موقع مفاهيم كافةً الأجوبة التي تتعلق بكرامة المرأة، لتحرص دائما على أن تحفظ كرامتها مهما كلّفها ذلك من متاعب وصعوبات.
متى تسقط كرامة المرأة في حياتها الزوجية؟

متى تسقط كرامة الإنسان؟

تُعد الكرامة الإنسانية أساسية وثابتة ولا يمكن التخلي عنها مهما حدث للإنسان، ولكن هناك بعض التحديات والظروف الصعبة التي تجعل الإنسان يقع في شباك فقدان الكرامة بشكل مؤقت، ومن الحالات التي قد تتسبب في إسقاط كرامة الإنسان ما يلي:

  • تعرض الإنسان للظلم والقهر والمعاملة السيئة التي تقلل من حقوقه الإنسانية.
  • التعرض للعنف والذل سواء كان العنف اللفظي أو الجسدي أو الاجتماعي والتي يفقد فيه الإنسان شعوره بقيمة ذاته.
  • التعرض للتمييز والعنصرية باختلاف أشكالها من شأنها أن تقلل من كرامة الإنسان.
  • الفقر وطلب العون من الآخرين قد يقلل من كرامة الإنسان.

متى تسقط كرامة المرأة؟

  • تختلف الإجابة على سؤال كيف تسقط كرامة المرأة؟ وذلك حسب طبيعة المرأة ومعاملاتها مع المحيطين، سواء كان زوجها أو أبيها، أو في عملها وغير ذلك، إلا أن الكرامة بوجه عام لا تتجرأ فهي جزء لا ينفصل تماما عن صفات الشخص.
  • وقد تسقط كرامة المرأة عندما تقبل في بادئ الأمر كل إهانة أو لفظ جارح لها أو لأهلها، هنا تبدأ أولى المشكلات والمتاعب ما بين حفاظها على بيتها وأولادها وبين ما تعيشه من ذُل وخضوع بسبب الإساءة التي تتعامل بها من الزوج، لتجد أنها بلا كرامة.
  • أيضاً متى تسقط كرامة الفتاة؟ تسقط كرامتها عندما تكون شخصاً ضعيفاً يتقبل الخيانة والأذى بشكل دائم، أو عند تعمد ضربها وشتمها بأسوأ الألفاظ غير الأخلاقية.

كيف تسقط كرامة المرأة؟

كيف أعرف أن لدي كرامة؟ الجدير بالذكر أن مفهوم الكرامة قد يختلف من امرأة إلى أخرى، وذلك من خلال الآتي:

1. تقبل الإهانة والشتم والسب

  • هناك من النساء ما يتقبّلن طريقة تعامل زوجها معها بالشتم والسب، لأنه تعتقد أن هذا من باب الرجولة، أو أنه يغار بدرجة كبيرة عليها، إلا أن هذا التفكير خاطئ تماما، ولن يجني سوى المتاعب النفسية والصحية.

2. فقدان الثقة والتفاهم بينها وبين زوجها

  • ومن ثم متى تسقط كرامة المرأة إذا تم فقد الثقة والتفاهم بينها وبين الزوج، إذ إن من شروط نجاح أي علاقة هو توافر الثقة بين الطرفين والكرامة وإلا استحالت العشرة بينهما ليؤدي بهما إلى طريق الانفصال.

3. الصمت والإحباط وتقديم التنازلات

  • كما تسقط كرامة المرأة أيضا بالصمت والإحباط نتيجة صبرها على الإهانات والشتائم خاصة، وإن كانت أمام الأبناء، حتى تجد نفسها بدون تفكير تنتقد الأخريات ممن لديهن عدم تقبل لهذه المعاملة وبأن هذا طبيعي لأن الرجل يعمل ويتحمل مشقة كبيرة من أجل قوت اليوم وعليها أن تصبر على إساءته.
  • إلا أن هذه حيل دفاعية مرفوضة تساهم في خلق مزيد من التنازلات؛ ومن ثم انتقال هذه المعاملة لتترسّخ في عقل الأبناء، وتستمر الحياة بهذه الطريقة.

4. عدم الوعي بأهمية كرامتها

  • وعلى المرأة التي تشعر بأن كرامتها بدأت في الانهيار التفكير الإيجابي في ضرورة الالتفات إلى الأسباب التي تم سردها، وذلك حتى لا تخسر حياتها إذا كان في الأمر ما يساعد على إصلاح وتغير ما أدى إلى فقد الكرامة.
  • أما إذا استمر الأمر بنفس الدرجة أو بأعلى، فهذا جرس إنذار يوُجبُها حسّم الأمر لصالحها حفاظا على كرامتها.

كرامة المرأة في الإسلام

لقد كرّم الإسلام المرأة ووضع لها كياناً لتنعم تحت ظِلّه، حتى لا تفقد الشعور بعدم الكرامة؛ ومن ثم تظل تبحث عن إجابة السؤال متى تسقط كرامة المرأة، لأن الدين الإسلامي وشريعته حددت بكل وضوح حقوق المرأة التي تحفظ كرامتها، وكذلك ما هو أشد أنواع حفظ الكرامة؟

تحدّث القرآن الكريم عن المرأة وما لها من حقوق لا يجب التهاون فيها، فجاء في قوله تعالى: " وَلَهُنَّ مِثْلُ الذي عَلَيْهِنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ". البقرة: 228.

وفي تلك الآية الكريمة توضيح بحقوق المرأة مثلها مثل الرجل في كافة الأمور من إنفاق ومعاشرة بالمعروف ورعاية وبر، بجانب الأمور الواجبة عليها شرعا.

وقوله تعالى: " هُوَ الذي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَٰحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ". الأعراف: 189.

  • وهذا يبيّن ما هي كرامة المرأة؟ بأنها سكن وسكينة للرجل، وليست مجرّد موضع للشهوة فقط، لأن كليهما يحتاج إلى الآخر في حياته لاكتمال النفس الواحدة التي خلقها الله تعالى للوصول إلى معنى السكن المراد.
  • كما كرّم الإسلام المرأة وجعلها من أسباب دخول الأب الجنّة عند تأديبها وتربيتها وتعليمها بشكل يليق بالدين الإسلامي.

لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وضم إصبعيه" رواه مسلم.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن، وأطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته أي طاقته وقدرته، كُنّ له حجابًا من النار"، وفي رواية: قال رجل: واثنتان يا رسول الله؟ قال: واثنتان.

  • أيضا كرم الإسلام المرأة بأن جعل لها حرية الاختيار على قبول طلب يدها للزواج أو الرفض لقول رسول الله صلى الله عليه: "لا تُنكح الأَيّم حتى تستأمر، ولا تُنكح البكر حتى تُستأذن".
  • للمرأة أيضا أحقية التصرف في مالها الخاص دون وصاية عليها طالما كان تصرُّفها جائزاً ومشروعاً، كما أن من تكريم الإسلام للمرأة الحق في الإرث.

لقوله تعالى "للرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَٰلِدَانِ وَٱلْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ ٱلْوَٰلِدَانِ وَٱلْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا". النساء: 7.

كما جاء في قوله تعالى: "وَآتُوا ٱلنِّسَآءَ صَدُقَٰتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شيء مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هنيئا مَّرِيٓـًٔا"، وفي هذه الآية توضيح أحقيتها في المهر وإلزام الزوج بالإنفاق عليها حتى وإن كان لها ذِمّة مالية.

  • وللرسول صلوات الله عليه، وسلم أحاديث كثيرة عن تكريم المرأة، فمن وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "استوصوا بالنساء خيرا"، وقال: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم".

كيف تحافظ المرأة على كرامتها مع الرجل؟

هناك خطوات ينبغي على كل امرأة أن تفعلها حتى لا يصل بها الحال إلى أخطر سؤال متى تسقط كرامة المرأة، حيث لا يُجدي الأمر بالنفع وقتها إلا إذا حافظت على كرامتها منذ بداية التعامل، وذلك فيما يلي نوضح، كيف نحافظ على كرامتنا ونسترجعها؟

  1. الحفاظ على مسافة أو حدود معينة يتم وضعها في بداية الارتباط أو بين الطرفين، وذلك لعدم تخطي الأدب والاحترام والتقدير الواجب مراعاته، حتى لا يؤدي الأمر إلى جرح لكرامة الزوجة.
  2. التعامل مع الشخصيات القوية التي لها قدرة على التفاهم والتقدير، سيوفر على الطرفين كيفية التواصل حتى وإن اختلفت الأفكار والمعتقدات.
  3. عدم المبالغة في قول: "آسف" أو السعي في تقديم العفو والمسامحة بدون مبررات أو بدون أن يتطلب الموقف أكثر من ما فعلت، فهذا سيزيد من عدم تقدير الطرف الآخر، ويصبح الوضع اعتيادي، بل ويمكن أن يتسبب في النفور في بعض الأحيان.
  4. إدراك أن كرامة المرأة من كرامة زوجها شيء مفروغ منه ولا نقاش فيه.
  5. الحذر من أن يكون أحد الطرفين مادة للسخرية أمام المحيطين حتى وإن كانت كلمة بسيطة أمام الأهل أو الأصدقاء، لأن هذا سيقلل من الكرامة بمرور الوقت.
  6. عندما يدرك كل طرف قيمة نفسه دون مبالغة، ستكون كرامة كل شخص محفوظة، ولن يتم تخطيها بأي حال.
  7. إذا لاحظت أن الطرف الآخر يتعمّد إهانتك أو التقليل من شأنك، أو عندما تجرح كرامة المرأة، فعلى الفور يجب أن تنتهي هذه العلاقة بدون تفكير.
هكذا انتهى مقالنا بالإجابة عن متى تسقط كرامة المرأة وكيف تسقط، لنتعلم أن مقومات العلاقات الإنسانية الناجحة بوجه عام والعلاقة بين المرأة والرجل بشكل خاص، لا بد أن تستند إلى بناء هيكل من الثقة والتفاهم والاحترام الذي يؤدي إلى تقوية العلاقة؛ ومن ثم الحفاظ على كرامة الطرفين دون أي مساس.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ