كتابة :
آخر تحديث: 21/04/2020

معلومات حول متلازمة رائحة السمك

تعد متلازمة رائحة السمك من بين أحد الأمراض النادرة التي تتسبب للمصاب بها بالإحراج الشديد أمام المحيطين به، بسبب تلك الرائحة الكريهة الشبيهة برائحة السمك المتعفن التي تفوح وتنبعث منه.
معلومات حول متلازمة رائحة السمك

متلازمة رائحة السمك

متلازمة رائحة السمك Fish Odor Syndrome أو ما يعرف كذلك ببيلة الثلاثي ميثيل أمين وهو عبارة عن اضطراب أيضي نادر، يحدث بسبب عدم قدرة الجسم على تحليل المركب العضوي ثلاثي ميثيل أمين الناتج عن عملية هضم بعض الاغذية، وهذا الاضطراب يؤدي إلى تراكم هذا المركب بالجسم ومن ثم طرحه عن طريق العرق، البول، النفس، مخلفا رائحة كريهة أشبه برائحة السمك المتعفن.

أعراض المتلازمة

تظهر أعراض هذه المتلازمة عند تراكم مركب ميثيل أمين بالجسم، فتظهر على شكل رائحة كريهة أشبه برائحة السمك الفاسد والمتعفن، وتختلف قوة وحدة هذه الرائحة من شخص إلى آخر، فتؤثر على النفس، العرق، البول، الافرازات المهبلية والسوائل التناسلية.

ويمكن لهذه الروائح الكريهة أن تكون أسوء في حالة التعرق بعد ممارسة التمارين الرياضية، وكذا في حالة التعرض للضغوطات العصبية وفي حالة التوتر.

أسباب الإصابة المتلازمة

جسم الإنسان ينتج طبيعيا أنزيما يقوم بتفكيك وتحليل مركب ثلاثي ميثيل أمين، ويحوله إلى مركب عديم الرائحة، ولكن تمة مجموعة من الأسباب التي يمكن أن تعيق تحطيم هذا المركب العضوي وتسهم في تراكمه بالجسم مسببة ظهور أعراض هذه المتلازمة، وفيما يلي تفصيل لبعض أهم هذه الأسباب:

الطفرات الجينية

فجسم الإنسان في حالته الطبيعية ينتج أنزيما تتمثل وظيفته في تخليص الجسم من مركب ثلاثي ميثيل أمين، الذي ينتج عن تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات كالأسماك والبيض وبعض البقوليات، وتحويله إلى مركب عديم الرائحة.

ولكن في حالة الإصابة بطفرة جينية سينخفض إنتاج ذلك الأنزيم، ومن تم فهذا المركب العضوي ثلاثي ميثيل أمين لا يخرج من الجسم، بل يتراكم ويبقى بداخله ليصبح جزءا من إفرازات العرق، البول، النفس، وكذا الافرازات المهبلية والسوائل التناسلية.

النظام الغذائي

فيعد النظام الغذائي الغني بنسب عالية من البروتينات وخاصة الأسماك، البيض، الفاصوليا، بعض اللحوم الحمراء... أحد المسببات الرئيسية لهذا الاضطراب الأيضي.

اختلال بعض وضائف الجسم

فوجود خلل وظيفي في وظائف الكبد والكليتين، من الممكن أن يتسبب في الإصابة بهذه المتلازمة.

الوراثة

يمكن أن يكون السبب في الإصابة بهذا الاضطراب راجعا لأسباب وراثية، تتمثل في وجود طفرة جينية لدى كلا الأبوين واللذين ينقلانها إلى ابنهما، لتظهر عليه أعراض هذه المتلازمة جلية وواضحة.

تشخيص حالة الإصابة بالمتلازمة

تشخيص حالة الإصابة بهذا الاضطراب الأيضي يعتمد أساسا على قياس نسبة مركب ثلاثي ميثيل أمين إلى أكسيد ثلاثي ميثيل أمين في البول، ويتم هذا الفحص مرتين منفصلتين.

وقبل إجراء هذا الفحص يتم إعطاء المريض جرعة من الكولين للشرب، وزيادة مستويات هذا المركب يعني شيئا واحدا وهو إصابة هذا الشخص بمتلازمة رائحة الأسماك.

علاجالمتلازمة

ليس هنالك علاج شاف ومتداول لمثل هذه المتلازمة، فجل العلاجات المتوفرة تعمل فقط على تقليل أعراضها المصاحبة لها والمتمثلة في الرائحة الكريهة، وفيما يلي عرض لبعض أهم هذه الطرق العلاجية التي يمكن أن تفيد في تخفيف تلك الرائحة الكريهة:

  • تفادي تناول الأغذية الغنية بالبروتينات من بيض وأسماك، ولحوم حمراء وبقوليات... إضافة على جميع الأطعمة التي تحتوي على الكبريت، الكولين، الكارنتين.
  • تجنب شرب حليب الابقار التي تتغذي على القمح بصفة نهائية.
  • استعمال بعض المضادات الحيوية من قبيل نيوميسين ومترونيدازول، وذلك من أجل التخفيف من كمية بكتيريا الأمعاء، ومنه التقليل من اعرض هذا الاضطراب.
  • استعمال بعض المكملات الغذائية التي يمكن أن تساعد على طرح ثلاثي ميثيل أمين بالبول وتخليص الجسم منه.
  • أخذ الملينات بعد تناول أي طعام يحتوي على مركب ثلاثي ميثيل أمين، وذلك من أجل المساعدة على طرح بقايا ذاك الطعام الذي يمكن أن يبقى عالقا بالأمعاء.
  • استخدام مزيل العرق باستمرار مع ضرورة الاستحمام يوميا.
  • محاولة تفادي القيام بالأنشطة الرياضية التي يمكن أن تزيد من تعزيز التعرق.
  • الابتعاد قدر الامكان عن عوامل الاجهاد والتوتر التي قد تزيد من شدة الأعراض.
لا يمثل هذا الاضطراب أي تهديد على صحة وحياة المصابين به البتة، غير أن له مجموعة من الآثار النفسية والاجتماعية التي يمكن أن تقود صاحبها إلى حالة من العزلة والانطواء بسبب انتقادات الناس التي لا ترحم له، ويبقى الابتعاد عن العوامل الممكن أن تزيد من أعراضه هو الخيار الوحيد للتقليل من تلك الرائحة الكريهة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ