ماهو الجسد المشاعري عند البشر؟ وكيفية تطويره وتنظيفه؟
ما هو الجسد المشاعري؟
تعريف الجسد المشاعري للإنسان هو عبارة عن جزء من العقل اللاواعي له، والمسئول عن ترجمة الأفكار أو المعتقدات أو المواقف إلى مشاعر سواء كانت سلبية أو إيجابية. كما أن جسد المشاعر يترجم أيضا ما تختبره الحواس الخمسة للإنسان من نظر وتذوق وشم ولمس إلى مشاعر. وهو تعبير يشير إلى العلاقة التفاعلية والمتبادلة بين الجسد والعواطف.
مكونات الجسد المشاعري
هناك بعض المكونات التي تتضافر معا مكونة الجسد المشاعري، ومنها ما يلي:
- التجارب العاطفية.
- التجارب الجسدية.
- الوعي الذاتي بالمشاعر.
أهمية الجسد المشاعري
من أهم أهداف وفوائد فهم الجسد المشاعري ما يلي:
- فهم العلاقة بين الجسد والعواطف.
- تحديد العواطف السلبية والإيجابية في الجسد وطرق التعامل معها.
- تحسين الصحة النفسية والجسدية.
العوامل المؤثرة في الجسد المشاعري
قبل التعرف على ما هو الجسد المشاعري للبشر يجب أولا معرفة أن لكل إنسان عقل واعي ولاواعي، وعندما يولد الإنسان يكون له وعي خالص، أو لا يوجد له لاواعي على الأقل بالدرجة الكبيرة التي يكون عليها اللاواعي الخاص بشخص بالغ أو كبير في السن.
ولكن مع مرور الوقت ينقسم وعي الطفل إلى واعي ولاواعي، وهذا يتم لأسباب عديدة منها:
1. البيئة التي تربى بها الطفل:
- بالإضافة إلى البرمجيات السلبية التي تخزنت في العقل اللاواعي للشخص نتيجة تعرضه للكثير من المواقف الصعبة.
- مثل مواقف التخلي من أحد الوالدين سواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد، أو تمت بوعي منهم أو بدون وعي.
- لأنه في الكثير من الأحيان يبدأ الطفل في ترجمة الأمور من حوله وفقا لوعيه الطفولي.
- فعلى سبيل المثال هناك طفل ذهبت أمه أو والده معه لروضة الأطفال، وتركته وذهبت إلى عملها.
- هنا يبدأ وعي الطفل في ترجمة الموقف على أنه تم التخلي عنه، ومن ثم يتبنى الطفل شعور معين تجاه نفسه، وتجاه الآخرين.
- حيث يبدأ الطفل في تكوين صورة ذهنية معينة عن نفسه، وهذه الصورة تترجم إلى مشاعر.
2. الصورة الذهنية التي يكونها الطفل عن نفسه:
- في هذا الموقف هو أنه غير كافي أو غير كفؤ أو بمعنى آخر شخص ناقص.
- وهذه الصورة الذهنية يترجمها جسد المشاعر عند الطفل إلى شعور بالرفض، وكره الذات، وانعدام الثقة.
- هذه الأفكار والمشاعر السلبية عن الذات التي كونها الشخص أو الطفل عن نفسه تبقى قابعة في ذاكرة الجسد المشاعري له، والتي تعتبر جزء من عقله اللاواعي.
- ومع الوقت تتحول تلك المشاعر إلى سلوكيات معينة يدمر بها الشخص ذاته والآخرين.
3. تعاملات الإنسان مع الأشخاص الآخرين والبيئة المحيطة:
- أو من الممكن أن تؤدي إلى عدم قدرة الشخص على تكوين علاقات صحية، بحيث يكون غير قادرًا على وضع حدود صحية بينه وبين الآخرين.
- ومن الوارد جدا أن يتعرض للاستغلال أو الإهانة من الآخرين، ويكون غير قادرًا على الدفاع عن نفسه أو الانسحاب من تلك العلاقات المؤذية.
- لأن لا يريد أن يشعر أنه مرفوض أو منبوذ مثلما حدث معه في الصغر، وطبعا هذا يتم بشكل لاواعي منه.
اختبار الجسد المشاعري
اختبار الجسد المشاعري مفهوم يشير إلى تقييم وفهم العلاقة بين الجسد والمشاعر، وكيفية تأثير العواطف المختلفة على الجسد والعكس صحيح، من خلال عدة تقنيات وتشمل:
- فهم كيفية تأثير العواطف على الصحة الجسدية والعكس.
- الوصول إلى فهم طرق التحرير من العواطف السلبية لتعزيز الصحة النفسية والجسدية.
- التخلص من العواطف المكبوتة والمشاعر السلبية التي قد تؤدي إلى مشاكل صحية.
وذلك من خلال عدة تقنيات وتشمل ما يلي:
- ممارسة تمارين التأمل واليوجا.
- العلاج النفسي من خلال مختصين.
- تقنية التنفس العميق.
- العلاج بالطاقة بالأحجار الكريمة.
- التدليك العلاجي.
كيفية تطوير جسد المشاعر عند الإنسان؟
كما ذكرنا من قبل أن جسد المشاعر للشخص هو أحد أجزاء العقل اللاواعي له، والتي تتحكم فيه بدون وعي منه أو تحدد الواقع الذي يعيش فيه، وبمجرد أن يستيقظ الإنسان، ويعي تمامًا أن العقل اللاواعي هو الأداة التي أعطاها الله له لكي يعيش حياة رغدة وسعيدة على الأرض. وذلك من خلال تنظيف تلك الأداة من أي شوائب تعكر صفو تلك الحياة، وبرمجتها على أفكار ومعتقدات ومن ثم مشاعر جيدة أو تخدم الشخص في تحسين واقعه، ومن خطوات تطوير الشخص لجسده المشاعري:
أولا: معرفة ما هو جسد المشاعر عند البشر
- عندما نشعر بالعواطف، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يعبر الجسد عن هذه المشاعر بطرق مختلفة. على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب التوتر في شد العضلات أو يمكن أن يؤدي الحزن إلى الشعور بثقل في الصدر.
ثانيًا: عمل بعض الاختبارات التي توضح مدى تطور جسد المشاعر عند الشخص
- ويمكن الحصول على تلك الاختبارات من الإنترنت، حيث يقوم بعض مدربي التنمية البشرية المحترفين بوضع تلك الاختبارات على مواقعهم الإلكترونية الرسمية.
- وتكون تلك الاختبارات مجانية ليعرف الشخص مدى تطور جسده المشاعري، ومن ثم يبدأ في معرفة من أين يبدأ في تطوير هذا الجسد.
- بالإضافة إلى معرفة الشخص الأسباب التي أدت إلى تدهور جسده المشاعري أو انهياره.
ثالثًا: اختيار أحد المدربين في مجال تطوير الذات
- أو أحد المتخصصين في العلاج النفسي أو الشعوري للمساعدة في تطوير جسد المشاعر
- على الشخص في هذه الخطوة أن يبحث عن شخص يساعده في تطوير جسده المشاعري.
- ويجب أن يكون هذا الشخص محترف في هذا الأمر، حيث يكون قادرا على معرفة المشاعر السلبية المسيطرة على الشخص طوال الوقت.
- أو المخزنة في ذاكرة جسد المشاعر منذ الطفولة، وتؤثر على حياة الشخص.
- ومن ثم يبدأ في تحرير تلك المشاعر من خلال استخدام بعض طرق العلاج النفسي مثل العلاج المعرفي السلوكي أو البرمجة اللغوية العصبية.
- .Peat أو من خلال استخدام بعض تحرير المشاعر مثل تقنية سيدونا أو تقنيات
رابعا: ممارسة تمارين الاسترخاء للتحرر من المشاعر السلبية المخزنة عند الشخص
- من أهم تمارين الاسترخاء التي تساعد على تحرير المشاعر السلبية المخزنة في العقل اللاواعي للشخص. أو ذاكرة جسده المشاعري هي التأمل، وتمارين التنفس الصحيحة، وللتأمل أنواع عديدة. منها ما يعمل على تحرير مشاعر الشخص تجاه ذاته، والتي اكتسبها من الطفولة، وهذه التأملات تعمل على تصالح الشخص مع طفله الداخلي.
- هناك أيضا تأملات تعمل على تحرير مشاعر الشخص تجاه الآخرين أو الأحداث، مثل تأملات التسامح مع الآخرين. والتي يحرر فيها الشخص مشاعر الغضب المكبوتة بداخله تجاه ذاته، وتجاه الآخرين.
- بالإضافة إلى بعض التأملات الأخرى التي تعمل على تحرير المشاعر السلبية بوجه عام من العقل اللاواعي للشخص. وهذه المشاعر هي مشاعر العار والخوف والتأنيب، وكل شعور من هذه المشاعر له فروع أو أشكال عديدة.
- فهناك أشخاص يشعرون بالعار تجاه الشكل الخارجي لهم أو تجاه المستوى المالي أو الاجتماعي لديهم. وهناك أشخاص يشعرون بالتأنيب عند قول لا للآخرين أو عند وضع حدود شخصية بينهم وبين الآخرين.
تمارين التنفس
- أما عن تمارين التنفس الصحيحة فهي عبارة عن تمارين تنفس عميقة، يتم القيام بها بنية تحرير شعور معين عند الشخص. ويمكن معرفة طريقة التنفس الصحيحة من خلال بعض الفيديوهات المجانية الموجودة على موقع اليوتيوب. والتي يقوم بها العديد من مدربي التنمية البشرية أو العاملين في مجال الطب النفسي.
- والتي يكون معظمها عبارة عن قيام الشخص بأخذ شهيق عميق وببطء بعدد معين.
- ثم كتم هذا الهواء في المعدة بنفس عدد مرات الشهيق ثم إطلاق الزفير بنفس العدد أيضا، وببطء مع تخيل أن الشعور تحرر مع هذا الزفير. على سبيل المثال نأخذ شهيق عميق مع العد إلى خمسة بشكل بطئ أو في خلال خمس ثواني.
- ثم كتم هذا الهواء بالداخل لمدة خمس ثواني، وخروج الزفير ببطء في خمس ثواني أيضا. وتكرار هذه العملية أكثر من مرة إلى أن يشعر الشخص أن الشعور الذي كان يعاني منه اختفي قليلًا أو قلت حدته.
- وتكرار هذا النوع من جلسات التنفس بشكل مستمر ولفترة زمنية معينة، وفي كل مرة يجب زيادة المدة الزمنية لدخول وكتم وخروج الهواء أثناء عملية التنفس.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15273