كتابة :
آخر تحديث: 03/11/2024

أهم أسباب التدمير الذاتي.. 4 طرق فعالة لعلاج الذات المدمرة

يعد التدمير الذاتي بالإنجليزية: Self-destruct واحدة من الآفات النفسية، حيث أن الكثير من الأشخاص يمرون بعض السلوكيات سواء بوعي منهم أو بدون وعي يدمرون فيها ذواتهم أو ذوات من حولهم، وهؤلاء الأشخاص لديهم الكثير من مشاعر التأنيب والعار المخزنة في اللاوعي لديهم، وهي التي تتحكم فيهم. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن التدمير الذاتي، وكيفية علاجه.
أهم أسباب التدمير الذاتي.. 4 طرق فعالة لعلاج الذات المدمرة

ما هو التدمير الذاتي؟

  • يقول علماء النفس أن التدمير الذاتي أو النفسي في حد ذاته ليس إلا وسيلة دفاعية من العقل اللاواعي للشخص لتجنب الألم النفسي.
  • كما يعتبر التدمير النفسي آلية يقوم بها اللاواعي لحماية الشخص من خطر ما أو تخويف الشخص من الخروج من منطقة الراحة الخاصة به أو السير في طريق التغيير.
  • ويمكن أن يقوم الشخص بتدمير ذاته دون أن يعي ذلك، أو يعي أنه يقوم بسلوكيات معينة يدمر فيها ذاته، ويدمر فيها أيضا من حوله.

تعريف التدمير الذاتي في علم النفس

  • يُعرف علماء النفس التدمير النفسي على أنه: مجموعة الأفكار المخزنة في اللاوعي للشخص، والتي تترجم على هيئة سلوكيات مدمرة أو مضرة له. ومن ضمن السلوكيات الخاصة بتدمير الشخص لذاته محاولات الانتحار أو حرق وقطع الجلد أو تناول المواد المخدرة.
  • وبذلك التدمير الذاتي في علم النفس يشير إلى مجموعة من السلوكيات والمشاعر التي تؤدي إلى إلحاق الأذى بالنفس، سواء نفسيًا أو جسديًا. يُعتبر هذا السلوك نمطًا نفسيًا يتسم بعدم الرضا عن الذات.

التدمير الذاتي في العلاقات

التدمير الذاتي في العلاقات يشير إلى سلوكيات وأفكار تؤدي إلى الإضرار بالعلاقات الشخصية، سواء كانت عاطفية، أو عائلية، أو صداقة، وهذا النوع من التدمير يمكن أن يتسبب في تدهور الروابط المهمة ويؤدي إلى مشاعر الوحدة والندم، ومن السلوكيات التي يقوم بها هذا الشخص في علاقاته مع الآخرين:

  • الابتعاد عن الشريك أو الأصدقاء في الأوقات الصعبة.
  • شعور دائم بالقلق أو عدم الأمان في العلاقة.
  • التركيز على الأخطاء والمشاكل بدلاً من الجوانب الإيجابية للعلاقة.
  • تحميل الشريك أو الأصدقاء المسؤولية عن المشاعر السلبية أو المشاكل.
  • اختيار شركاء غير مناسبين.

علامات التدمير الذاتي

علامات التدمير الذاتي قد تتنوع من شخص لآخر، ولكن هناك مجموعة من السلوكيات والمشاعر التي قد تشير إلى وجود نمط من التدمير الذاتي، وإليك بعض العلامات الشائعة:

  1. الأفكار السلبية: التفكير المستمر في عدم الجدوى أو الفشل، أو الاعتقاد بأن الشخص لا يستحق الخير أو النجاح.
  2. الانخراط في سلوكيات ضارة: مثل تعاطي المخدرات، أو شرب الكحول بشكل مفرط، أو الإفراط في تناول الطعام، أو أي سلوكيات تؤذي الصحة الجسدية أو النفسية.
  3. تجنب العلاقات:الابتعاد عن الأصدقاء والعائلة، أو الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية، مما يؤدي إلى الشعور بالوحدة.
  4. عدم الاعتناء بالنفس: إهمال العناية الشخصية، مثل النظافة، أو النظام الغذائي، أو الصحة العامة.
  5. تكرار الفشل: الاستمرار في اتخاذ قرارات خاطئة أو عدم اتباع خطط لتحسين الوضع، مما يؤدي إلى الفشل المتكرر.
  6. القلق والاكتئاب: الشعور المستمر بالقلق، أو الاكتئاب، أو التوتر دون سبب واضح.
  7. التهديدات بالإيذاء الذاتي: التفكير في إيذاء النفس أو التحدث عن الرغبة في ذلك، حتى وإن لم يتم تنفيذ ذلك فعليًا.
  8. البحث عن المشكلات: الاندفاع إلى مواقف صعبة أو محفوفة بالمخاطر، أو اختيار الأصدقاء أو الشركاء غير المناسبين.
  9. الاحتفاظ بالأسف: الاستمرار في الشعور بالندم على الأخطاء الماضية دون القدرة على المضي قدمًا.
  10. المشاعر الشديدة: التقلبات العاطفية الحادة، مثل الشعور بالفرح المفاجئ يليها شعور حاد بالحزن أو الإحباط.

أسباب التدمير الذاتي

يقول علماء النفس عن التدمير النفسي، أنه لا يعتبر هذا الأمر مرض أو اضطراب نفسي بل هو عرض أو أحد أعراض الاضطرابات والأمراض النفسية، كذلك من الممكن أن يكون التدمير النفسي أحد أعراض تعرض الشخص لصدمة مؤلمة أو حدث صادم له، هذا بالإضافة إلى أسباب أخرى للتدمير الذاتي، وتشمل:

  • الأفكار السلبية: قد يؤدي التفكير السلبي المتكرر في الذات إلى شعور بالذنب أو عدم الكفاءة، مما يسبب سلوكيات تدميرية.
  • انخفاض تقدير الذات: عدم الثقة بالنفس أو الشعور بعدم القيمة يمكن أن يدفع الأشخاص إلى اتخاذ قرارات مؤذية أو تدميرية.
  • تجارب الطفولة: الصدمات النفسية أو الإيذاء في مرحلة الطفولة يمكن أن تؤثر على سلوكيات الفرد في مرحلة البلوغ، مما يؤدي إلى أنماط تدميرية.
  • التوتر والقلق: التوتر المزمن أو القلق قد يؤديان إلى التدمير الذاتي كوسيلة للتعامل مع المشاعر الصعبة.
  • الاكتئاب: الاكتئاب يمكن أن يؤدي إلى سلوكيات تدميرية، حيث يشعر الشخص بالعجز أو فقدان الأمل.
  • التجارب العاطفية الفاشلة: فشل العلاقات أو فقدان شخص قريب يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل تدميرية نتيجة للحزن أو الخسارة.
  • تأثيرات اجتماعية وثقافية: الضغوط الاجتماعية، مثل التوقعات الثقافية أو الاجتماعية، يمكن أن تؤدي إلى سلوكيات تدميرية عندما يشعر الفرد بأنه لا يحقق هذه التوقعات.
  • إدمان المواد: تعاطي المخدرات أو الكحول قد يزيد من سلوكيات التدمير الذاتي كوسيلة للهروب من الواقع.
  • الرغبة في التحدي: بعض الأفراد قد ينخرطون في سلوكيات تدميرية كنوع من التحدي أو لإثبات قوتهم أمام الآخرين.
  • غياب الدعم الاجتماعي: عدم وجود شبكة دعم قوية يمكن أن يزيد من الشعور بالوحدة والانعزال، مما يسهل التدمير الذاتي.

كيفية علاج التدمير الذاتي؟

توجد أكثر من طريقة يمكن للشخص اتباعها من أجل علاج التدمير النفسي لديه، ومنها:

  • قبل ذلك يجب أن يسأل الشخص نفسه هل كان يمارس التدمير النفسي منذ فترة طويلة، واكتشف هذا الأمر منذ فترة قريبة، أم أن هذا الأمر قد ظهر في حياة هذا الشخص فجأة أو منذ مدة قصيرة.
  • وفي حال كان الشخص طبيعيا، وفجأة أصبح لديه تدميرا ذاتيا أو سلوك ما يدمر به ذاته، فعليه أن يسأل نفسه ما الذي حدث قبل أن يصاب بهذا الأمر أو يقوم بفعل هذا السلوك المدمر.
  • ومن هنا يمكن للشخص معرفة السبب الرئيسي لقيامه ببعض السلوكيات المدمرة له.
  • أما في حال كان الشخص يمارس التدمير النفسي منذ فترة طويلة فعلى الأغلب سيكون لهذا الأمر جذور عميقة من الماضي.
  • ومن الممكن أن تكون هذه الجذور عبارة عن صدمة تعرض لها الشخص في فترة الطفولة أو المراهقة.
  • حيث يعتبر التدمير النفسي كما أشرنا من قبل حيلة دفاعية يقوم بها اللاواعي لحماية الشخص من الألم النفسي الذي تعرض له وقت الصدمة، ولم يستطيع التعبير عنه.

الطريقة الأولى لعلاج تدمير الذات

  • معرفة السبب الرئيسي وراء التدمير النفسي الذي يقوم به الشخص، والذي يكون في الغالب عبارة عن صدمة مر بها الشخص.
  • ومن ثم يقوم الشخص بتحرير مشاعر تلك الصدمة، وذلك من خلال التوجه إلى طبيب نفسي مختص.
  • كذلك من الممكن أن يقوم الشخص بتحرير مشاعر الصدمة الخاصة به مع ذاته باستخدام واحدة من تقنيات تحرير المشاعر.
  • ومن أهم تقنيات تحرير المشاعر السلبية هي تقنية الهوبونوبونو أو تقنية السماح بالرحيل لديفيد هاوكينز.

الطريقة الثانية لعلاج تدمير الذات

  • من الممكن أن يكون لدى الشخص بعض السلوكيات المدمرة لذاته بسبب مشاعر سلبية معينة مخزنة في اللاواعي لديه من الطفولة أو المراهقة.
  • وهذه المشاعر تتمحور حول شعورين وهما مشاعر العار والتأنيب أو جلد الذات.
  • حيث يشعر الشخص الذي تكون لديه هذه المشاعر المنخفضة بشكل لاواعي أنه لا يستحق الكثير من الأمور الجيدة في الحياة.
  • وعندما يحصل هذا الشخص على أمر جيد في الحياة أو يصل لنجاح معين في حياته سرعان من يدمر هذا الأمر من خلال بعض السلوكيات التي تجعله يفشل مرة أخرى.
  • فمثلا شخص حصل على وظيفة جيدة، ولكن هذا الشخص يشعر من الداخل بدون وعي منه أنه لا يستحق هذه الوظيفة أو أنها أكبر من قدراته.
  • هنا الشخص سيقوم ببعض الأمور التي تجعل هذه الوظيفة ترحل عن عالمه أو يطرده صاحب العمل.
  • ومن ضمن السلوكيات المدمرة التي يقوم بها هذا الشخص التأخر عن مواعيد العمل أو لا يركز الشخص بشكل كبير في هذا العمل أو يفتعل المشكلات مع الموظفين وزملائه ورؤسائه في العمل.
  • على الشخص الذي يشعر بالعار والتأنيب ويدمر ذاته بسبب تلك المشاعر أن يحرر هذه المشاعر في أسرع وقت ممكن في حال أصبح لديه وعي بالأمر.
  • ومن الممكن أن يستعين هذا الشخص بأحد العاملين في مجال الطب النفسي لتحرير هذه المشاعر المنخفضة لكي يتحسن واقعه، ويحافظ بشكل متوازن على الأشياء الجميلة في حياته، وعلى النجاح الذي يصل إليه.

الطريقة الثالثة لعلاج تدمير الذات

  • قيام الشخص بتعزيز ثقته بذاته من خلال معرفة نقاط القوة والضعف لديه.
  • حيث يمكن للشخص بهذه الطريقة أن يزيد ويعزز من نقاط القوة لديه، ويعالج الخلل الموجود في شخصيته ليصبح هذا الخلل نقطة قوة، أو أن يتخلى الشخص عن بعض نقاط الضعف لديه.
  • وهذه الطريقة في علاج التدمير النفسي تحتاج لمتخصص في مجال الطب النفسي أو لايف كوتش يساعد الشخص على اكتشاف نقاط قوته وضعفه.
  • وذلك من خلال إجراء المتخصصين في الطب النفسي لبعض الاختبارات النفسية للشخص الذي يمارس التدمير النفسي.
  • ومن ثم يقوم المتخصص بوضع خطة عمل للعميل للعمل على تعزيز نقاط القوة لديه، وعلاج نقاط الضعف في شخصيته.
  • وفي حال نجح الشخص بشكل أو بآخر في تعزيز ثقته بنفسه أصبحت لديه طاقة إيجابية عالية جدا تجعله يمارس سلوكيات إيجابية غير مدمرة للذات.
  • بالإضافة إلى أن مشاعر الثقة بالذات المتوازنة تجعل الشخص يحقق الكثير من الأمور في حياته بشكل سهل، ويشعر من داخله أن يستحق ذلك، ومن ثم لا يمارس أبدا أي سلوك يدمر نجاحه أو نجاح الآخرين من حوله.

الطريقة الرابعة لعلاج الذات المدمرة

  • قيام الشخص ببناء علاقة جيدة مع ذاته بشكل دائم لكي يتجنب ممارسة أي سلوك يدمر به ذاته.
  • وذلك من خلال الاتصال الجيد والإيجابي مع الذات من خلال العمل على ما يسمى بحب وتقدير الذات، والتحدث مع الذات بشكل إيجابي في كل الأحوال.
  • ومن الممكن للشخص الاستعانة بأحد المدربين في مجال الوعي الذاتي أو التنمية البشرية لكي يصل به إلى مراحل متقدمة من قبول وحب وتقدير الذات.
  • حيث تعتبر مراحل حب وقبول وتقدير الذات من المراحل العميقة جدا مع الذات، والتي تجعل الشخص يتصرف بشكل متوازن مع كل الأمور من حوله، ومع ذاته والآخرين.

كيف اتخلص من التدمير الذاتي؟

التخلص من التدمير الذاتي يتطلب وعيًا وإرادة قوية، ويمكن أن يشمل عدة خطوات عملية، وإليك بعض النصائح التي قد تساعدكِ في هذا السياق:

  1. الوعي الذاتي: حددي السلوكيات والأفكار التي تؤدي إلى التدمير الذاتي، واحتفظي بمذكرات لتدوين المشاعر والأفكار السلبية عندما تحدث، وكوني صادقة مع نفسك حول أسبابها.
  2. تحديد الأهداف الإيجابية: ضعي أهدافًا واضحة وإيجابية لنفسك. حاولي التركيز على ما تريدين تحقيقه بدلاً من ما لا تريدين القيام به.
  3. تغيير الأفكار السلبية: اعملي على تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية. استخدمي تقنيات مثل إعادة صياغة التفكير (Cognitive Restructuring) للتعامل مع المواقف السلبية.
  4. التواصل والدعم الاجتماعي: تحدثي مع أصدقائك أو أفراد العائلة الذين يمكنهم دعمك. قد يكون من المفيد أيضًا الانضمام إلى مجموعات دعم أو البحث عن معالج نفسي.
  5. التعلم من الأخطاء: بدلاً من التركيز على الفشل، اعتبري الأخطاء فرصًا للتعلم والنمو. اسألي نفسك: "ماذا يمكنني أن أتعلم من هذا؟"
  6. الاهتمام بالنفس: خصصي وقتًا للاهتمام بنفسك، سواء كان ذلك من خلال ممارسة الهوايات، أو الاسترخاء، أو ممارسة الرياضة، أو تناول طعام صحي.
  7. ممارسة التأمل أو اليوغا: يمكن أن تساعد تقنيات التأمل واليوغا في تقليل التوتر وتحسين الوعي الذاتي، مما يساعد على التغلب على الأفكار التدميرية.
  8. استشارة متخصص:إذا كنتِ تجدين صعوبة في التعامل مع التدمير الذاتي بمفردك، فقد يكون من المفيد العمل مع معالج نفسي أو مستشار يمكنه تقديم الدعم والتوجيه المهني.
كانت هذه بعض النقاط التي توضح ما هو التدمير الذاتي، وما هي طرق علاجه، والتي نستنتج منها أنه يجب على الشخص مراقبة ذاته طوال الوقت لمعرفة السلوكيات الجديدة التي يقوم بها خاصة التي تضره ولا تنفعه من أجل العمل على السبب الرئيسي لها في أسرع وقت ممكن قبل أن تدمر حياة الشخص أو حياة من حوله.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع